حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
بقرادوني في حوار مع تلفزيون فلسطين: الرئيسان بايدن وبوتين يعملان بصورة مُباشرة مع الفاتيكان لعقد مُؤتمر دولي لحل قضية فلسطين بالدولتين
بقرادوني في حوار مع تلفزيون فلسطين: الرئيسان بايدن وبوتين يعملان بصورة مُباشرة مع الفاتيكان لعقد مُؤتمر دولي لحل قضية فلسطين بالدولتين ‎الجمعة 28 01 2022 22:45
بقرادوني في حوار مع تلفزيون فلسطين: الرئيسان بايدن وبوتين يعملان بصورة مُباشرة مع الفاتيكان لعقد مُؤتمر دولي لحل قضية فلسطين بالدولتين

جنوبيات

شدّد الوزير السابق كريم بقرادوني على "أهمية تقدّم العلاقات بين فلسطين والفاتيكان مُمثّلة بالرئيس محمود عباس والبابا فرنسيس، وعلاقة الرئيس "أبو مازن" مُمتازة مع الفاتيكان، ويرتاحون إلى مواقفه كثيراً، لا بل أكثر من ذلك، عندما يُريدون تكوين أي خطوة مُتعلّقة بالشرق الأوسط يلجأون لسؤال الرئيس الفلسطيني، كمرجع للشرق الأوسط، وليس فقط للقضية الفلسطينية، وهذه العلاقة أساسية بفكرة حل الدولتين".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "عام على ولاية الرئيس بايدن.. العلاقات الأميركية الخارجية": "إنّ الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلادمير بوتين، يعملان بصورة مُباشرة مع الفاتيكان وقداسة البابا فرنسيس لعقد مُؤتمر دولي لحل قضية فلسطين بالدولتين، وفي الأفق دولة فلسطينية قادمة لحل أزمة الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "الرئيس بايدن يحمل مشروع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بشأن حل الدولتين، لأنّه يُريد إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، للتفرّغ لمُواجه الصراع مع الصين، و"إسرائيل" وقفت ضد هذا الحل الذي طرحه أوباما في آخر سنتين من ولايته، ونجح "اللوبي الإسرائيلي" بدعم إيصال دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، ولديه مشروع نقيض لمشروع أوباما - أي عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتوطين الفلسطينيين حيث هم، وإنشاء صندوق استثمار مالي، مُستعدة أميركا لإنجازه لدفع ثمن هذا التوطين والدول التي تُوطّنهم، فتكون "إسرائيل" في الضفّة الغربية وغزّة، ولا يكون هناك أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية وإنهاء القضية الفلسطينية".
وأوضح أنّ "الرئيس بايدن عندما وصل كان مُقتنعاً بمشروع أوباما، وأوقف عملية التدرّج بمشروع ترامب، لا بل أعلن موقفاً واضحاً بأنّه يدرس العودة إلى المشروع الأميركي الذي حمله أوباما، وكان لموقف الرئيس "أبو مازن" تغيير للمعادلة، حالياً في الكونغرس وفي الأجواء الأميركية، هناك اتجاه لمشروع حل الدولتين أكثر من الاتجاه لمشروع توطين الفلسطينيين".
واعتبر أنّ "موقف الرئيس "أبو مازن" حرّك الغضب العربي، خاصة عندما قال بوضوح: "القدس ليست للبيع، حقوقنا ليست للبيع ولا للمُساومة، الصفقة المُؤامرة لن تمر، هذه الصفقة المُؤامرة ستذهب مع زبالة التاريخ"، هذا الموقف برأيي كان أول صدمة أوقفت مشروع ترامب، وإلا لكان المشروع يُلاقي قبولاً في الرأي العام الأميركي، وكان موقف الرئيس عباس مُستبقاً لأي تحرّك، فشلَّ قدرة ترامب، خلال 4 سنوات، على التقدّم خطوة واحدة بهذا الاتجاه، لا بل جاء بايدن الآن ليُلقي جانباً بمشروع ترامب، ويعود لمشروع أوباما بحل الدولتين".
ورأى بقرادوني أنّ "الصراع داخل الولايات المُتّحدة الأميركية هو بالتركيز على القضايا الداخلية، لأنّه يعتبر أنّ أميركا هي العالم، ومُنذ اقتراح أوباما بحل الدولتين، أصبح هناك تغيير بالرأي العام الأميركي، وهذا التغيير بدأ مع مراكز الثقافة، حيث لها أهمية كبيرة، خاصة في العلاقات الخارجية، ويُمكن مع بايدن، بالتحديد، أنْ نشهد بداية لمشروع تفاوض إسرائيلي - فلسطيني برعاية أميركية ومن الأُمم المُتحدة حول موضوع حل الدولتين".
وأضاف: "إذا بدأ بعمله السنة القادمة بمشروع حل الدولتين، يستطيع أنْ يتقدّم، لكن إذا مضت السنة الحالية ووصلنا إلى العام 2023 من دون طرح الموضوع والتفاوض به، آخر سنتين من أوّل ولاية رئيس جمهورية، يسود التحضير للولاية الثانية، وتصبح المواضيع الخارجية خارج البحث، لأنّ الانتخابات الأميركية تتم على خيارات داخلية أكثر من الخيارات الخارجية، إذا باشر بايدن هذا العام عملياً بهذا الحل، أعتقد أنّه بنهاية ولايته الأولى يكون هناك شيء ملموس حول تقدّم الدولتين، وإذا لم يبدأ هذا العام، ذهبت إلى ما بعد ولايته الأولى، ولا نعرف بعد الولاية الأولى ماذا سيحدث، لأنّ ترامب ما زال موجوداً في الكونغرس، ولدى الرأي العام الأميركي، وأخشى من أنّه إذا لم يُباشر بايدن بالحل، أنْ يأتي ترامب أو مَنْ يُشبهه ويعودون إلى فكرة توطين الفلسطينيين بدلاً من الدولة الفلسطينية".
وأوضح أنّ "هناك جهتين لدى الرئيس عباس قادر على إقناعهما، وهما حاضرتان للاقتناع حول السياسة الأميركية - أي تستطيعان التأثير عليها:
- الأولى: هي الفاتيكان، لأنّ لها تأثير مُباشرة على الرئيس الكاثوليكي - أي الرئيس بايدن - أكثر من الرئيس البروتسنتي، ويُؤثّر أيضاً في أوروبا، ما يُؤثّر على الرأي العام الكاثوليكي داخل الولايات المُتحدة الأميركية وعلى الرأي العام في أوروبا ومعظمه كاثوليكي.
- الثانية: أوروبا، لا شك في أنّ العلاقات الأميركية - الأوروبية لها أولوية عند الأميركيين والأوروبيين، ولا شك في أنّ أوروبا بدّلت، لأنّ ألمانيا من جهة، وفرنسا من جهة ثانية بدلتا موقفهما، بعدما كان مع "إسرائيل"، بات اليوم موقف أقرب إلى الرئيس "أبو مازن"، لأنّه يتّضح أنّ الرئيس عباس عمل على الملف مع الأوروبيين، ودبلوماسياً وسياسياً، الوضع الفلسطيني مُتقدّم على الوضع الإسرائيلي المُتطرّف".
وشدّد على أنّ "الرئيس بايدن يستطيع أنْ يكون صاحب الحل إذا أراد، وإذا أراد أنْ يهتم، وهناك اهتمام استراتيجي، على مُستوى الصراع الاقتصادي، والأميركيون يعلمون أنّ الصين هي الاقتصاد الآخر، وبالتالي يُريدون إنهاء قضية الشرق الأوسط، حتى يستطيعون التفرّغ لمُواجهة الصين اقتصادياً، دون حلول عسكرية، بل هناك أوزان اقتصادية، وأميركا تعلم أنّ الوزن الاقتصادي الأكبر في العالم هو الصين، بالتالي إذا استطاعت حل قضية الشرق الأوسط، تستطيع أنْ تُواجه الصين بحال أفضل، لأنّ الصين تدخل الشرق الأوسط، ليس بالسياسة إنما بالاقتصاد".
وتابع: "الرئيس "أبو مازن" تفاهم مع البابا فرنسيس، الذي دعا 6 بطاركة كاثوليك و3 أرثوذكس وبروتسنتي إلى اجتماع، وعلى الرغم من أنّ الموضوع ديني وبحث أوضاع الكنائس في العالم، إلا أنّه تمَّ طرح موضوع القضية الفلسطينية، وضرورة الذهاب إلى فكرة الدولتين، وأعتقد أنّ الرئيس "أبو مازن" أقنع البابا فرنسيس بفكرة الدولتين، والدبلوماسية الفاتيكانية ذاهبة بهذا الاتجاه".
وكشف عن أنّ "موقف المسيحيين الفلسطينيين بشكل عام يُؤثّر مُباشرة على الفاتيكان، والأخير طلب من الرئيس بوتين، حول موضوع حماية المسيحيين في الشرق الأوسط، حتى لا يُصبح شرق "إرهاب"، إذا غاب العنصر المسيحي، وهناك قسمان من المسيحيين: المسيحيون في فلسطين، والمسيحيون في لبنان - أي لدى الفاتيكان من جهة، وروسيا من جهة أخرى، اهتمام بمسيحيي الشرق الأوسط".
واستطرد بقرادوني قائلاً: "إذا تقدّم بايدن قليلاً باتجاه الشرق الأوسط، فإنّه سيلتقي بسهولة مع بوتين، ويُمكن عقد مُؤتمر دولي برعاية الولايات المُتحدة الأميركية، وروسيا والأُمم المُتحدة".
وأعرب عن اعتقاده بأنّ "الاتفاق الأميركي - الإيراني، حول موضوع النووي بشكل خاص، قد تقدّم، من دون الإعلان عن النتائج النهائية، وهذا العام ستظهر نتائجه، فإيران أقدمت على خطوة مُتقدّمة جداً، بأنّها لا تريد إنتاجاً نووياً عسكرياً بل مدنياً، وهذا التمييز فتح المجال لمُفاوضات جديدة، والأخيرة تتقدّم".
وبشأن استحقاق الانتخابات النيابية في لبنان، قال بقرادوني: "قبل أنْ يتّخذ سعد الحريري موقف الخروج من السياسة اللبنانية مع عائلته و"تيار المُستقبل"، كان يُمكن أنْ تتم الانتخابات النيابية في لبنان في أيار/مايو المُقبل، أما وأنّ الحريري قد خرج مع الأكثرية السنية، فإنّ الأسئلة هل يمُكن إجراء انتخابات نيابية من دون السُنّة في لبنان؟ أنا أقول لا، لأنّه لدينا تجربة انتخابات سابقة في العام 1992 من دون المسيحيين، فجاء برلمان عاجز - أي "بيعرج"، ولا نريد الآن أنْ يتشكّل بغياب السُنّة برلمان "أعرج"، ويمُكن أنْ تحصل إمكانية تأجيل الانتخابات إلى حين يتم التفاهم ما بين الدولة وسعد الحريري وبلورة موقفه في هذا الشأن".
واستدرك: "لكن، أعتقد بأنّ الاحتمال الأكبر الآن أنْ تتم الانتخابات النيابية في أيار/مايو 2022، وهذه الانتخابات النيابية مُهمة ليس فقط لأجل تشكيل الحكومة، بل لانتخاب رئيس جمهورية في تشرين الأول/أكتوبر 2022 - أي لدينا استحقاقان كبيران: انتخابات نيابية في أيار/مايو التي ستنتخب قبل تشرين الأول/أكتوبر، رئيس الجمهورية، وهذا قلّما يحدث في لبنان، انتخابات نيابية ورئاسية في العام ذاته".
وختم بقرادوني: "أوجّه كلمة واحدة للشعب الفلسطيني بأنْ يبقى مُوحّداً من أجل فلسطين، لأنّ الدولة الفلسطينية قادمة عاجلاً أم آجلاً".

المصدر : جنوبيات