لبنانيات >أخبار لبنانية
باسيل يكشف معطيات "مهمة".. "زيارتي إلى دمشق قريبة"
باسيل يكشف معطيات "مهمة".. "زيارتي إلى دمشق قريبة" ‎الجمعة 15 04 2022 16:06
باسيل يكشف معطيات "مهمة".. "زيارتي إلى دمشق قريبة"

جنوبيات

في البياضة إحدى قرى المتن في جبل لبنان ينهمك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع فريق عمله داخل منزله بجرد حسابات يوميا استعدادا للانتخابات البرلمانية.

يظهر القلق على ملامح وجهه، وليس في ذلك ما يدعو للاستغراب، لأن الانتخابات البرلمانية المقبلة بالغة الأهمية بالنسبة له، ويتوقف على نتائجها الكثير من مستقبله السياسي في السنوات المقبلة.

ويعتبر زعيم أكبر تكتل مسيحي في لبنان أن المعركة الانتخابية محصورة داخل طائفته، ويصفها بمقاومة حرب الإلغاء التي يخوضها حزب القوات اللبنانية ضده.

كيفما جال باسيل تغزو يافطات "القوات" أطراف طرقات لبنان ممهورة بشعارات الخصومة ضده وضد حليفه الأقوى حزب الله.

منذ عام 2015 حمل باسيل لقب زعيم التيار الوطني الحر بدعم من والد زوجته رئيس الجمهورية ميشال عون الذي عاد إلى لبنان عام 2005 بعد الانسحاب السوري، والمفارقة اليوم، بعد سنوات سياسية ماراثونية يجد باسيل نفسه قريبا من سوريا أكثر من أي وقت مضى.

وفي حديثه، تظهر هواجس باسيل على ما جسده من حالة سياسية وصلت أصداؤها إلى كل العواصم المعنية بالملف اللبناني، فعاقبته الولايات المتحدة وقاطعته دول خليجية.

في المقابل، يتهمه خصومه بفتح معارك على كل جبهة يراها طريقا لبلوغ منصب رئاسة الجمهورية، في حين لا يتردد هو بالهجوم على منظومة سياسية يتهمها بالفساد رغم أن تياره كان جزءا من سلطتها التشريعية والتنفيذية منذ العام 2005، لكن باسيل يسعى لدحض الكثير من الاتهامات والمواقف السلبية منه بسبب تحالف مع حزب الله بعد 16 عاما من توقيع ورقة التفاهم بين الرئيس ميشال عون وأمين عام حزب الله حسن نصر الله.

وفي لقاء خاص مع الجزيرة نت يتطرق باسيل إلى ملفات تشغله قبيل الانتخابات وبعدها، مع الحلفاء والخصوم، ويتحدث عن أدوات معركته في الشارع المسيحي، ويجيب عن أسئلة إشكالية حول علاقته بحزب الله وطموحاته الرئاسية، ولقائه الأخير مع منافسه على كرسي الرئاسة المقبلة، ويعرض مقاربته للملفات الإقليمية المرتبطة بلبنان، ويكشف عن زيارة قريبة لدمشق.

كيف يخوض التيار الوطني الحر معركة الانتخابات البرلمانية للعام 2022؟ وبماذا تختلف مقاربته عن انتخابات 2018؟, قال:
"شكليا، لا فرق في مقاربتنا السياسية لانتخابات 2022 عن انتخابات 2018، لأن نهجنا وبرنامجنا لم يتبدلا، لكن التحولات الكبرى التي طرأت على لبنان جعلت من ظروف الانتخابات استثنائية بالنسبة لنا، والمفارقة الأهم لتيارنا أنها جاءت في بدايات عهد رئيس الجمهورية ميشال عون عام 2018، فيما تأتي انتخابات 2022 بآخر عام من عهده، وتلك الانتخابات خضناها بدافع برنامجنا الإصلاحي والأمل بتحقيقه، أما هذه الانتخابات فنخوض معركة الدفاع عن وجودنا".

وسئل: هل تقصد أن وجودكم مهدد؟, أجاب: "نحن كفريق سياسي بما نمثله وطنيا ومسيحيا نتعرض لحرب إلغاء شرسة داخليا ودوليا ومن قبل قوى إقليمية تقف ضد سياستنا -وفي طليعتها أميركا- مع كل من ساهم بشن حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، وكل من يضغط علينا لقبول لبنان توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين والقبول بشروط السلام مع إسرائيل رغم احتلالها أجزاء من أرضنا ونهب ثرواتنا, وما نصفه بحرب إلغائنا بلغ ذروته في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 الذي فرض حصارا ماليا واقتصاديا دوليا علينا حتى نقبل بشروط التسوية الكبرى المطلوبة من لبنان".

وكيف تشككون بمصداقية انتفاضة شارك فيها آلاف اللبنانيين وتصفونها باستهداف وجودكم؟, أوضح: "نحن نميز بين الثورة الكاذبة وتلك الصادقة، واللبنانيون بأغلبيتهم الساحقة لديهم رغبة بالتغيير، لكنهم انسحبوا تباعا من الشارع إلى أن تبددت الثورة وتحول جزء كبير منها لمعركة هجوم على عهد الرئيس عون وتوجيه الشتائم ضد تيارنا, والدليل أن ما سميت ثورة لم تنتج أي شيء إيجابي للبنان، ثم انكشفت هوية المتسلقين عليها من قوى سياسية تقليدية، وفي طليعتها حزب القوات اللبنانية".

لكن، هناك جو عام يوحي أن شعبية القوات اللبنانية تجاوزت شعبيتكم بالشارع المسيحي، كيف تتعاملون مع هذه التقديرات؟ وما توقعاتكم للقوات في الانتخابات؟ أجاب: "لو كانت القوات تلتزم بالقانون -وهي دائما خارجه- لكانت التزمت بسقف الإنفاق الانتخابي، واليافطات التي تكتسح لبنان لصالحها أحد تجليات الإسراف الهائل من أموالها، سواء تلك التي راكمتها في الحرب أو تلك المتأتية من الجهات الإقليمية التي تمولها بملايين الدولارات وفق معطياتنا، لاستغلال حاجة اللبنانيين بمعركتها ضدنا عبر شراء الأصوات والذمم، وهذا ما ننبه اللبنانيين منه".

كل استطلاعاتنا تؤكد أننا ما زلنا الأقوى بالشارع المسيحي، لكننا نقلق من الأسابيع المتبقية قبل الانتخابات نتيجة ما تجمع لدينا من معطيات موثقة عن أموال انتخابية إضافية هائلة تسعى القوات لضخها بالشارع، لتحجيم كتلتنا البرلمانية بأي ثمن.

وحجم كتلتنا في البرلمان المقبل مقرون بعاملين: صوت الناس الذين لم يبدوا رأيهم بعد في دوائرنا، والمال الانتخابي الذي لا نملكه، وبالتالي لا نستعمله في مخاطبة الناس، وهو ما تؤكده حملتنا الانتخابية والإعلامية المتواضعة.

أين تكمن المعركة الفعلية للانتخابات من وجهة نظركم؟ لفت الى أن "لمعركة الحقيقية هي بالشارع المسيحي حصرا في انتخابات 2022، لهذا نسميها معركة الدفاع عن الوجود لأنها تستهدفنا، وستحدد إن كانت الهجمة التي تشن علينا ستأتي بثمارها لجهة تقليص عدد مقاعد كتلتنا بالبرلمان دون أن تتمكن طبعا من إسقاطنا أو إلغائنا".

رصدنا استقالات لقيادات وشخصيات من تياركم، هل يعبر ذلك عن رفض داخلي لمقاربتكم للانتخابات وحالة تململ؟
كلمة استقالات غير دقيقة، والعدد محدود جدا، وبأي حال من اتخذ موقفا سلبيا يعود لأمر واحد: أنه لم يحصل باستطلاعاتنا الداخلية على تأييد التيارين، فيرمي المسؤولية على القيادة، في حين نعتمد آلية ديمقراطية، وبعض المحازبين لا يقبلون بالنتيجة، وهذه ليست المرة الأولى، والأمر لا يؤثر على مسار انتخاباتنا، لأن ما يشهده تيارنا مسألة طبيعية داخل الأحزاب.

في 2018 خضتم المعركة الانتخابية كحلفاء مع تيار المستقبل بعدد من الدوائر، كيف تقاربون انسحاب المستقبل من انتخابات 2022 بعد الخصومة الشرسة بينكما؟
رغم خلافنا العميق معهم لكن انسحاب الرئيس الحريري خسارة كبيرة للبنان، وهذه نتيجة السياسة الخاطئة التي انتهجها.

ونحن نعترف بوجود وحيثية خصومنا، ولا نقبل بتهميش الطائفة السنية وإحباطها، والقاعدة الشعبية للسنة هي من ستقرر مصيرها بالانتخابات، سواء قاطعت أو شاركت بالاقتراع، ونحن نخضع لخيارهم، وسنتعاون معهم بصرف النظر عن هوية الممثلين الذين اختاروهم.

تقول إن تحالفكم مع حزب الله بعد 16 عاما يحتاج لتطوير، بماذا تحديدا؟ وأين أخفقتم باتفاق مار مخايل؟
لا شك أن تحالفنا مع حزب الله أخفق في بناء الدولة، لذا يحتاج لتطوير في بند بناء الدولة الذي لم يترجمه حزب الله كما نريد، إلى جانب إعادة النظر بالإستراتيجية الدفاعية عن لبنان وتحويلها لمشروع وعدم إبقائها فكرة.

كما نحتاج مع حزب الله لمقاربة مسألة لا تقلقنا وإنما تقلق شريحة واسعة من اللبنانيين، وهي سيطرة الطابع الثقافي والاجتماعي للحزب على المجتمع اللبناني.

ونرى أن دور المقاومة الفعلي هو بحماية الدولة بغض النظر عن المزارع السياسية وأركان المنظومة الفاسدة

لكن، ألا تجد أن حزب الله نجح بتصفير الخلافات بين حلفائه وتحديدا بينكم وبين حركة أمل وتيار المردة؟
كلا، لو نجح بالكامل لكانت تحالفاتنا ولوائحنا غير ذلك، ونحن بجزء كبير من لوائحنا غير راضين.

أثار لقاؤك الأخير مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على مأدبة إفطار أمين عام حزب الله حسن نصر الله بلبلة في لبنان، ماذا دار فيه؟
هذا اللقاء هو ترجمة لانفتاحي على فرنجية الذي لم يسبق أن توجهت إليه بأي إساءة، وجاء بعد قطيعة سياسية معه، وترجمته الفعلية كالآتي: إعادة وصل سياسية طبيعية بيننا دون التوسع بالنقاش بمسائل محددة أو التوافق حولها، ولكل منا -وطنيا ومسيحيا- سياسته ومشروعه وتياره المختلف، وقد نتلاقى ببعض النقاط، واللقاء حقق هدفه لجهة تجاوز القطيعة غير المجدية بيننا.

هل يعني ذلك أن نصر الله يشكل ضمانة بين حليفيه كزعامتين مسيحيتين؟ قال: طكلا، لأن اللقاء لم يثمر اتفاقا على شيء حتى يترجم أي نوع من الضمانة، ولو تلقينا دعوة من جهة أخرى غير السيد نصر الله لكنا اجتمعنا أيضا".

هل أنتم مع خيارات حليفكم حزب الله الإقليمية أم مع دعوة البطريرك الراعي الماروني لحياد لبنان؟
سبق أن قلت إنني مع مصطلح "تحييد لبنان"، وعرضت ذلك بلقائي مع البطريرك، وتحدثت معه حول 3 شروط يجب توفيرها لتحييد لبنان ووافقني عليها: أولا: التوافق الداخلي على المسألة، ثانيا: قبول الدول المحاذية لنا بحيادنا وإلا لا معنى له إذا كانت إسرائيل تعتدي علينا، ثالثا: اعتراف دولي أممي بهذه المسألة.

يحمّلك كثيرون مسؤولية عدم نجاح عهد الرئيس عون، كما يصفك آخرون برئيس الظل للجمهورية، لماذا برأيك؟

هذه الاتهامات الباطلة جزء من معركة إلغائنا، خصوصا أن إفشال عهد الرئيس عون يؤثر تلقائيا على وضعية تيارنا ويضاعف تحدياته، وإذا كان عهد الرئيس عون لم ينجح بما يكفي فذلك لأسباب داخلية وخارجية.

أولا: على المستوى المحلي نشأ تحالف داخلي ضم جميع الأضداد المتضررة من وجود رئيس قوي مثل الرئيس عون له حالته التمثيلية بالشارع المسيحي، ويفرض أن يتمثل كل المكون المسيحي بمختلف أطيافه مناصفة وبعدالة في أي حكومة، وينجز قانون انتخابات يحسن صحة التمثيل، ويواجه بجدية الفساد ويدفع بملفات الفساد إلى القضاء.
ومن سعى لإفشال عهده أيضا هم شركاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومن يحمونه، ويكفي عهد الرئيس عون أنه شهد على أكبر عملية ملاحقة قضائية لسلامة داخليا وخارجيا، وها هو شقيقه رجا سلامة سجين خلف القضبان.

ثانيا: عدم نجاح عهد الرئيس عون له شق خارجي، خصوصا أن عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كرس سياسة رافضة لاستقرار لبنان في ظل وجود حزب الله ونفوذه.

إذن، كيف يقارب جبران باسيل معركة رئاسة الجمهورية مع الحديث عن أن الانتخابات البرلمانية تشكل تحضيرا لها؟
الانتخابات البرلمانية ليست تمهيدا فعليا للانتخابات الرئاسية، لكن سياقها الزمني أوحى بذلك، ومع ذلك سيكون لها تأثير كبير بالنسبة لها، لأنني ممن يقولون إن المعيار الأول لاختيار رئيس الجمهورية هو حيثيته التمثيلية شعبيا مقرونة بجملة مواصفات أخرى، أبرزها أن يكون وطنيا وغير فاسد وتاريخه غير ملطخ بالجرائم والدم.

يقول البعض إن مرشح حزب الله للرئاسة هو سليمان فرنجية، وإن الحزب قد لا يكرر تجربة عهد الرئيس ميشال عون بدعم ترشحك للرئاسة، ما دقة ذلك؟ وهل يمكن أن تمنح كتلتك صوتها لانتخاب فرنجية؟
لست مرشحا للرئاسة طالما أنني لم أعلن شخصيا عن ذلك حتى الآن، وبعد الانتخابات لكل حادث حديث بهذا الشأن، وفي حال دعم حزب الله ترشيح فرنجية للرئاسة فهذه مسألة تعنيه ولم نناقشه يوما بها، ولا تؤثر على معاييرنا الأساسية بتحديد هوية رئيس الجمهورية الذي نسعى لوصوله.

أما الخارج فيجب ألا يكون له دور باختيار الرئيس، والمطلوب أن يكون الرئيس المقبل قادرا على نسج علاقاته مع الخارج ودينامية واسعة بالتحرك، وهذه من أدوات عمله وليست شروط وصوله لأن لبنان هو من يجب أن يختار رئيسه لا القوى الإقليمية.

كيف تقيّم تجربة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الحكومة؟ وهل يمكن أن يكون مرشحكم لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات؟
كتلتنا لم تصوت له عند تكليفه برئاسة الحكومة، ولكنه خلق نوعا من التعاون الإيجابي مع رئيس الجمهورية، وهذا يكفينا كتيار كوننا غير ممثلين مباشرة بالحكومة، كما أن ميقاتي امتثل لبرنامج عمله بالحكومة، وأداؤه أوحى أنه يفكر بشريكه الدستوري (رئيس الجمهورية)، لذا من الطبيعي في المرحلة المقبلة أن نختار رئيس الحكومة وفق كيفية تعاطيه مع شريكه الدستوري أولا.

كيف تنظرون لعودة سفيري السعودية والكويت إلى لبنان؟
نرحب بهذه العودة ونجدها إيجابية، ونحن بالأساس لم نجد داعيا لانسحاب سفراء دول خليجية من لبنان، وأي حركة تواصل داخلية نشجعها، ولكن أي حركة منحازة وتضمر تدخلا بالشأن الداخلي والانتخابي سنكون من الرافضين لها، والمشهد الأولي لهذه العودة يتحدث عن نفسه.

كيف ستقاربون الملفات الإقليمية بعد الانتخابات؟ وما أولوياتكم؟
لبنان بحاجة إلى أن يكون على علاقة جيدة مع الجميع، لأنه بوضع إفلاسي، ويجب أن تكون له قدرة على الإصلاحات حتى يقف المجتمع الدولي إلى جانبه دون فرض شروط قاسية عليه، وطالما أن النقاش تقني ومرتبط بالاقتصاد فهو عامل إيجابي للضغط على لبنان حتى ينفذ الإصلاحات.

أما إذا أخذ لاحقا أي طابع سياسي كربط أي مساعدة اقتصادية بشروط سياسية فسنعلن رفضنا، وحتى الآن لم يظهر ذلك، لأن حجم الأموال الموعود بها لبنان مثلا من صندوق النقد الدولي -وهي بضعة مليارات دولار- لا ترقى قيمتها لتكون مقرونة بشروط سياسية.

يقال إن تحالفك مع حزب الله كان ثمنه عزلتك والعقوبات الأميركية المفروضة عليك كجزء من نتائجه، هل تبدو أكثر ارتياحا بوجود إدارة جو بايدن وتتوقع رفع العقوبات الأميركية عنك؟
لا بد من التوضيح أن فرض عقوبات أميركية هو أسهل من رفعها، أما إذا كان رفعها يتطلب تنازلات سياسية فلن أقدمها بالتأكيد، ولو أردت ذلك لكنت قدمتها سابقا وتلافيت العقوبات، في أي حال هي سياسية بامتياز والتحفت بغطاء اتهامات باطلة بالفساد.

إن سبب العقوبات واضح، وهو علاقتي بحزب الله، وأنا لن أقطع علاقتي مع الحزب إلا حين أرى أن مصلحة التيار ولبنان تقتضي ذلك، لا لأن طرفا خارجيا قويا أراد إرغامي على هذا الأمر.

سبق أن عبرت عن نيتك زيارة دمشق ولم تفعل ذلك، متى ستزورها؟
مشروع زيارتي لدمشق قائم وأصبح قاب قوسين، ويمكن أن يحصل قبل الانتخابات أو بعدها، ويتطلب فقط تحضيرات سياسية معينة.

أما الأجندة التي سأحملها لسوريا فهي ذات طابع شعبي وسياسي ورسمي واقتصادي ومشرقي.

وما يهمني مناقشته بسوريا هو الموضع المشرقي، أي دورنا كلبنانيين، عربيا ومسيحيا، ويتخطى لبنان إلى سوريا والعراق والأردن وفلسطين ويذهب إلى شراكة أعمق مع الخليج ومصر وتركيا وإيران.

كيف تقيّم علاقة لبنان مع النظام السوري في السنوات الماضية؟
ساهمت بعض الأطراف اللبنانية بالمؤامرة على سوريا، في حين كان من المفترض أن يكون لبنان سندا لسوريا لا شوكة بخاصرتها، وهناك كثر تآمروا عليها من لبنان، بالسلاح أو المال أو ارسال المقاتلين، نحن سعينا دائما لاستقلالنا وفق مبدأ ألا نطعن بسوريا، وموقفنا متناغم مع حزب الله، وأثبتنا أننا لا نسمح بضرب سوريا من لبنان.

أما حزب الله فتدخّل بسوريا بعد فترة زمنية من بدء الحرب وبعد أن تدخل الجميع، ومع ذلك أفهم الدفاع عن حدود لبنان إذا هناك خطر جاء من سوريا، ولكن لا أفهم أن نذهب لما هو أبعد رغم أن تدخل حزب الله حمى لبنان وسوريا معا.

هل يتدخل النظام السوري بالانتخابات ويسعى لنيل حصة من البرلمان؟
إطلاقا، لا، ومثال على ذلك أنه قيل لنا إن هناك شخصيات اختارها الرئيس بشار الأسد، واستوضحت هذا الأمر مباشرة من القيادة السورية، وتبين أن الأمر غير صحيح، وسوريا لا تتدخل بالانتخابات، والبرهان أننا بالتيار الوطني اخترنا مرشحنا العلوي في عكار بمنأى عن أي توجه سوري.

لماذا لا تتخذون موقفا صريحا وعلنيا من ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل؟
موقفنا واضح، وهو موقف لبنان الرسمي الذي تشاركنا به جميعا في حكومات وبرلمانات أقررنا فيها المرسوم رقم 6433 الذي يحفظ حقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وهو عند الخط 23 الذي يتضمن المساحة المتنازع عليها البالغة 860 كيلومترا مربعا.

أما الخط 29 فقد طُرح لاحقا وسماه لبنان خطا تفاوضيا، وهو مسألة جيدة لتحصيل ما أمكن تحصيله للبنان.

لذا، نحن موقفنا أولا مع تحصيل الحقوق المعترف بها رسميا، أي أن خط 23 هو الأساس، وما أمكن تحصيله بعده مسألة للتفاوض، سواء الخط أو النفط والغاز.

أما من يحرم لبنان من هذه الحقوق فإسرائيل وكل من يدعمها، وكذلك سوء التعاطي الداخلي مع الملف، ولبنان كان يمكن أن يحصل على أفضل من ذلك، ليس بالخط 23 فحسب، بل أيضا بالحدود مع سوريا وقبرص لو أنجز بطريقة مختلفة وأكثر عملية.

ومن يتحمل مسؤولية هذا التقصير هم من تعاطوا سابقا مع الملف، وهنا نتحدث عن جهات تقنية موجودة في وزارة الأشغال والجيش وجهات سياسية موجودة برئاسة الحكومة ووزارة الأشغال.

ورغم تعثر جولات المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل مرات عدة عبر الوسيط الأميركي ما زلنا متفائلين بفرصة نجاح ملف ترسيم الحدود، وعلى لبنان الرسمي مسؤولية الإفادة من الدفع الحاصل، فالولايات المتحدة مهتمة ولديها مصلحة، وكذلك إسرائيل لديها مصلحة، لكن يجب أن نترقب وضعها الداخلي وموقف حكومتها الجديدة وقدرتها على إنجاز هكذا اتفاق، كما حان الوقت للبنان للاستفادة من ثرواته في ظل التباطؤ بتنفيذ عقود استخراج النفط والغاز، أما حزب الله فيقف حتما خلف موقف لبنان الرسمي.

المصدر : جنوبيات