عام >عام
لفظها البحر إلى الشاطئ جسمها لسمكة ورأسها لإنسان
لفظها البحر إلى الشاطئ جسمها لسمكة ورأسها لإنسان ‎الجمعة 7 10 2016 10:45
لفظها البحر إلى الشاطئ جسمها لسمكة ورأسها لإنسان


لولا صور وفيديو عن جثة لفظها البحر إلى شاطئ بعيد، وليس كاملها لسمكة، لأن «رأسها لإنسان» كما يبدو، لشككوا ١٠٠% بخبرها وأهملوه، الآن، الفيديو جعلها بلغات حية في وسائل إعلام بمعظم العالم تقريباً، ففيه نرى ما وصفه مكتشف الجثة ومصوّرها، بأنه «كائن» ليس بحيوان بحري ولا إنسان بري، ومنتشرة عنه خرافات عبر التاريخ بالمئات، منها عن «جلنار» المعروفة بلقب «ابنة البحر» بكتاب «ألف ليلة وليلة» الشهير، أو «حورية البحر» في غيره من كتب الحكايات.
الجثة، طبقا لبريطاني اسمه بول جونز عثر عليها ملقاة عند شاطئ مدينة غريت يارموث البعيدة في مقاطعة نورفلوك بانجلترا، أكثر من ١٧٠ كيلومتراً عن لندن، وكانت الجثة متعفنة بالكامل تقريباً، وظهرت له كأنها لما يسمّونه «عروس البحر» أيضا في أفلام «والت ديزني» الكرتونية الشهيرة، فأسرع جونز وصوّرها، ونشر فيديو لما التقطه بحسابه «الفايسبوكي» فأثار ضجة مشهودة في مواقع التواصل.
صدى ما نشره، وصل سريعا إلى وسائل إعلام عدة تناولت ما زعم وقال، من دون تدقيق ضروري للإجابة عن سؤال مهم، وهو لماذا لا نرى في الفيديو متفرجين على «كائن» تقيّأ البحر جثته إلى شاطئ مدينة صغيرة، بالكاد سكانها ١٠٠ ألف، والأخبار فيها تنتشر بسرعة، خصوصاً إذا كانت غريبة؟ ولماذا لم تضع الشرطة يدها على الجثة، طالما رأسها «بشري» كما نراه بوضوح؟
مع ذلك، لم تستغرب صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية في خبرها الذي نشرته مختصراً أمس عن الجثة، تفاصيل ما ظهر بفيديو انتشر بعدها في أكثر من 15 ألف حسابٍ تواصلي الثلاثاء والأربعاء، ومعظمها أشار إلى أن ما نراه هي جثة كائن «سمكي» الطراز مع ذيل واضح، وبرأس بشري لإنسان.
إلا أن «ديلي ميرور» زارت حساب بول جونز «الفايسبوكي» ووجدت من سيرته أنه متحمس للغريب من الأخبار، ومتابع لموقع «فايسبوكي» اسمه Horror and Halloween DIY مختص بتنكرات عيد «الهالووين» المرعب بعضها إجمالا، وهو موقع تجولت فيه «العربية.نت» أيضا، إلى جانب زيارتها لحساب جونز الناشر فيه ٥ صور لجثة «الكائن» البر- مائي.
صحيفة ثانية، هي «ديلي ميل» البريطانية، أتت أيضاً على الخبر، وشرحت أن «السمكة» إذا كانت حقيقية فعلاً، فربما انشقت عن منطقة بحرية استوائية دافئة للبحث عن القوت بين منصات للتنقيب في المنطقة عن النفط، وبين قوارب الصيد وناقلات النفط الخام والمراكب السياحية العابرة بحر الشمال البارد.
كما يعيد الخبر الذاكرة إلى «ظهورات» كثيرة، زعموا أن «حوريات» قمن بها في أماكن عدة بالعالم، منها واحدة لمحوها في منتصف ٢٠١١ عند سواحل ولاية «فيراكروز» بمنطقة «باخابان» في المكسيك، وأثارت صورتها الكثير من الجدل.
وعندنا في الشرق الأوسط، سمعنا الكثير من الجدل أيضا، عن «حورية» شاهدوها للحظات عند شاطئ «كريات يام» بين حيفا وعكا، فدبّت هستيريا بين من أمضوا آب ٢٠٠٩ ينتظرون ظهورها ثانية، ومعهم كاميرات، لأن بلدية المنطقة عرضت مليون دولار لمن يؤكد بالدليل الدامغ وجودها، وبعد عام ظهر فيلم أنتجوه بعنوان «عروس البحر»