حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في حوار مع تلفزيون فلسطين يتمسكون بحق العودة
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في حوار مع تلفزيون فلسطين يتمسكون بحق العودة ‎السبت 14 05 2022 15:31
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في حوار مع تلفزيون فلسطين يتمسكون بحق العودة

جنوبيات

أشاد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بمواقف رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالتمسّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية والدفاع عن الأرض والقضية الفلسطينية حتى تحقيق التحرير وإقامة الدولة الحرة المُستقلة والعودة.
وأكد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان  "74 عاماً على نكبة فلسطين.. اللاجئون في لبنان يتمسّكون بحق العودة"، تمسّكهم بحق العودة، ودحض مقولة المسؤولين الإسرائيليين بأنّ الكبار يموتون والصغار ينسون.
لا تزال عائلة سعد الدين وأجيالها الأربعة، على هذا الحب للأرض، وجسّدت الذكريات التي نقلها الأجداد للأبناء والأحفاد، إلى أعمال مسرحية وفنون مُتعدّدة.
مريم سعد الدين (الأم - الجيل الأول)
* الحاجة مريم سعد الدين (الأم - الجيل الأول) أكدت التجذّر بفلسطين، وعادت بالذاكرة إلى "يوم دخل اليهود إلى بلدة الزيب - قضاء عكا، وكيف عمدوا إلى قتل الرجال وأسر النساء، لكنهم وجدوا مُقاومة من الأهالي،  والذكريات الجميلة عن فلسطين التي كان يتشارك فيها الجميع في زراعة الأرض والحصاد مع الجيران، وكيف كان يعطي مَنْ يملك ويُقدّم لمَنْ لا يملك دون حساب، فكانت المحبة كبيرة بين الجميع والحنان والعاطفة وقلبهم كان قلباً واحداً، يتعاونون مع بعضهم البعض، فكان خير البلاد يوزّع على جميع المُحبين".
 الحاجة مريم روت سيرة والدها الذي كان يعمل في صيد السمك، إضافة إلى زراعة الأرض، بعدما اشترى مركباً لذلك، وكيف كان يُرسل ما يأتيه من ربح للمُحتاجين، وعادت بها الذاكرة إلى النكبة، "يوم خرجنا من فلسطين من دون أي زاد، لكننا نقول لليهود بأن أولادنا لن ينسوا فلسطين، وهي لنا، وسنعود إليها كما يُؤكد وعد الله بالعودة إلى أرضنا، التي زرعها اليهود بالمُستوطنين، ولكننا مُتمسّكون بالعودة إلى أرض الوطن، التي اشتقنا إلى شم رائحة ترابها وبحرها، وسنعود إلى فلسطين مُحرّرة".
وليد سعد الدين (الإبن - الجيل الثاني)
* بدوره وليد سعد الدين (الإبن - الجيل الثاني) روى ما سمعه من الأهل عن مرحلة اللجوء، وكيف عبروا الوديان والسهول، ومنهم من توفي على الطريق، وكيف كان الاستقبال من الأهالي من الناقورة إلى صيدا، الذين تقاسموا رغيف الخبز مع الوافدين، ومن ثم وصل الأهل عبر القطار إلى حمص، فكان مُخيّم العائدين هناك، ليتكرّر المشهد في حماه والنيرب وحلب، حيث انفصل الأب عن عائلته وأولاده، وبعد ذلك تزوّج أبي من أمي وعاشا في مُخيّم عين الحلوة، وأشبعونا حُبّاً للأرض التي عاشوا بها بالمحبة وتبادل الخيرات بين الناس، فكانت أيام جميلة باع فيها الأهل الغالي والنفيس لشراء بندقية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وجسّدتُ ذلك من خلال الأعمال المسرحية التي تُظهِر مقاومة الأهالي ودفاعهم عن أرضهم، فجاءت مسرحية "يا خوف على عكا من هدير البحر"، وهي تجسيد للمثل الفلسطيني: "يا خوفي عليكي يا عكا من هدير البحر"، فلا أحد يستطيع إخافتنا، وهذه المسرحية أبصرت النور في لبنان، وشاركتُ بها في "مهرجان قرطاج" ومهرجانين في مصر، ونلتُ عنها جوائز دولية، كأفضل ممثّل وأفضل سيناريو، والذي كتب هذه المسرحية زياد كعوش، وخليل العلي نفّذ الإضاءة والصوت، وإدارة المسرح للفنان محمد عوض، ورافقه مُدير مسرح في لبنان محمد عيد رمضان، ووضع الاتحاد الفلسطيني كل جهوده لإخراج هذه المسرحية التي تمثّل كل المدن الفلسطينية، ومنها عكا التي هزمت نابليون بونابرت، حين قال جملته الشهيرة: "نابليون بونابرت لم يدخل عكا، ولكن قبعته دخلت"، عندما رمى بقبعته فوق السور، حيث واجه مُقاومة كبيرة، كما تحدّثنا عن دور صلاح الدين الأيوبي والمُقاومة الفلسطينية، وجاء هذا العمل بدعم من سفير فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، الذي نشكره على فضله في إيصال هذه المسرحية إلى المُستوى الدولي، فضلاً عن مسرحية "معروف التايه"، التي تجسّد حقبة نضالية تاريخية من العام 1936 حتى العام 1948، نوضح فيها المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي والثورات الفلسطينية، وشاركنا بها في مهرجانات عربية، وأنا أجسّد كل الفنون التي تؤكد حقنا بأرضنا، ونأخذ الدعم من مواقف الرئيس محمود عباس "أبو مازن" لمُواصلة النضال لأجل قضيتنا الفلسطينية والعودة إلى أرض الوطن، فنحن نرفض التوطين والتهجير والوطن البديل".
مهى سعد الدين (الحفيدة - الجيل الثالث)
* أما مهى سعد الدين (الحفيدة - الجيل الثالث)، فتحدّثتْ عن الذاكرة الجميلة التي نقلها الأهل عن جمال فلسطين وغرسوا فينا حبها، وإنْ شاء الله نعود إلى أرضنا، وبدورنا نعمل على نقل هذه الصورة الجميلة عن فلسطين إلى أولادنا، ونُشدّد على ضرورة العلم والدراسة لأنّها السلاح لتحرير فلسطين والعود إليها، لقد وُلِدْتُ في منزل فنّان، تعلمتُ منه الكثير وشاركتُ بالعديد من الأعمال مع الوالد منذ الصغر، وأخرجتُ إبداعي في هذا المجال، وما زلت أتابع الأعمال المسرحية للوالد وغيره من الفنانين، الذين يُجسّدون القضية الفلسطينية بكل الفنون، وأمنيتي العودة لارضنا فلسطين.
ربى سعد الدين (إبنة الحفيدة - الجيل الرابع)
* بدورها ربى سعد الدين (إبنة الحفيدة - الجيل الرابع) قالت: "ما زلنا على حب فلسطين، نناضل لأجلها وما زال الوفاء للكبار، الذين توفّوا، وسنبذل كل ما في وسعنا للتسلّح بالعلم لتحرير فلسطين، والعودة إلى المنزل الذي روى لنا جدّنا عنه، لنعيش في أرضنا، وهذا حق لنا، وأكبر دليل على ذلك الانتفاضات المُتكرّرة التي نشهدها، من الانتفاضة الأولى والثانية إلى المُرابطين في المسجد الأقصى، والعلم الذي نتسلّح به يجعل العالم أجمع يشيرون إلينا كشعب فلسطيني مُثقف، واليهود الذين يقتلون إخوتنا في فلسطين، يُعزّزون انتماءنا لقضيتنا، المرسومة في عقلي والمحفورة في قلبي، وأمنيتي أن أعود إلى أرضي فلسطين، ورؤية جمالها الذي غرسه فينا الآباء والأجداد".

المصدر : جنوبيات