عام >عام
مرض موجود في لبنان يغيّر حياتكم واسلوب عيشكم.. فاكتشفوه بسرعة
مرض موجود في لبنان يغيّر حياتكم واسلوب عيشكم.. فاكتشفوه بسرعة ‎السبت 8 10 2016 09:57
مرض موجود في لبنان يغيّر حياتكم واسلوب عيشكم.. فاكتشفوه بسرعة


 

بمناسبة أسبوع التوعية حول "التهاب الغدد العرقية القيحي"، ألقت شركة "Abbvie"، الضوء على مرض موجود في لبنان، بيد أن قلّة قليلة من الناس تعرف عوارضه أو حتى بأنها مصابة به، لانه غير معروف على نطاق واسع، لذا قد يكون بعض الأطباء الممارسين ليسوا على دراية به. فما هو "التهاب الغدد العرقية القيحي"؟ ما هي اسبابه وعوارضه؟ وكيف يمكن لهذا المرض ان يقلب حياتكم رأساً على عقب؟!

التهاب الغدد العرقية القيحي، او الـ "HS" هو حالة جلدية مزمنة تتصف بمناطق ملتهبة توضع عادة حول حفرة الإبط والمغبن (منطقة التقاء الساق بالجذع). كثيرا ما تشمل هذه المناطق الملتهبة آفات مؤلمة، عقيدات ودمامل، وعادة ما يحدث حيث تتوضع غدد عرقية معينة، إلى جانب حدوثه تحت الثديين، وعلى المقعدة وعلى الوجه الداخلي من الفخذين،حيث يحتك الجلد ببعضه. كما يمكن لالتهاب الغدد العرقية المقيِّح، أن يأخذ أشكالا متنوعة، تختلف بين شخص وآخر. أما الحالات الطفيفة فتتألف من التهاب الغدد العرقية المقيِّح من انتفاخات صغيرة، ورؤوس سوداء..

أما عن اسباب هذا المرض، فلا تزال غير واضحة، اذ تشير البحوث إلى أن جذور المرض تكمن في عيوب معينة داخل بصيلات الشعر. وفي الكثير من المرات تحدث أخطاء في التشخيص كما يتردد الكثير من الناس الذين يعانون من التهاب الغدد العرقية القيحي في التحدث عن أعراضهم أو في السعي إلى مقابلة طبيب أمراض جلدية لطلب مساعدته.

من ناحية ثانية، هناك عوامل ممكنة مرافقة لالتهاب الغدد العرقية المقيِّح، كالعمر، اذ يشيع حدوثه لدى الصغار البالغين في مرحلة مبكرة من العشرينات من العمر، ولكنه قد يحدث في أي عمر. فيما يتناقص مدى انتشار العادة بعد سن الخمسة وخمسين. كما تشير الأبحاث الى أن الالتهاب قد ينتقل وراثياً. مع الاشارة الى ان النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال. هذا ووجدت الأبحاث الطبية صلة بين التهاب الغدد العرقية المقيّح وكل من التدخين والبدانة. وبعض عوامل الخطورة هذه، كالتدخين، البدانة، التغيرات الهرمونية، وفرط التعرّق قد تسيء بالفعل إلى الأعراض. واشارت الابحاث ايضاً الى أن هناك زيادة بنسبة ٥٠ ٪ في السرطان لدى المرضى الذين يتعايشون مع التهاب الغدد العرقية المقيِّح، مقارنة بمجموع الناس العام.

أما عن عوارض هذا المرض، وجرس الانذار الذي يحذّر الناس من امكان اصابتهم بالالتهاب المذكور، وبضرورة زيارة طبيب الجلد لاستشارته واجراء تشخيص سريري دقيق، هي ثلاث: نوع الالتهاب (عمل، ندبات، دمّل واحد أو بضعة دمامل..)، مكان الالتهاب (اسفل البطن، تحت الثديين، حول حفرة الابط..) اما العامل الثالث فيتمثل بكون الالتهاب او المرض مزمن ويعاود الظهور بين فترة واخرى.

وفي هذا السياق، أشار طبيب الامراض الجلدية بطرس صوطو الى ان هذا المرض قديم، لكن العلاجات جديدة، حيث ان دراسة اجريت خلال الخمس سنوات الماضية، أكدت بأن جذور المرض تكمن في عيوب معينة داخل بصيلات الشعر، اي انها غير مرتبطة بالنظافة او بالتعرق كما يشاع. مشددا على ان المرض غير معدي.

وأكد صوصطو وهو امين سر الجمعية اللبنانية لاطباء الامراض الجلدية، ومحاضر في كلية الطب (اليسوعية)، ان "العلاجات ممكنة، ومنها الجراحة، لكن الامر ليس سهلاً، خصوصاً ان المرض مزمن، ويعاود الانتشار في اماكن اخرى، غير تلك التي اجريت الجراحة فيها او تم معالجتها، من هنا فإن التشخيص المبكر للحالة والبدء بأخذ العلاج المناسب امر مهم جداً، وان كان غير شافي الا ان العلاج من شأنه ان "يهدّي" المرض والالتهاب".

وعن نسبة الاشخاص الذين يعانون من هذا المرض في لبنان، قال الدكتور صوطو:" لا تقارير نهائية او رسمية او ارقام اكيدة حول المرضى المصابين بهذا الالتهاب في لبنان، نظراً لعدم وجود الاساليب والتقنيات المطلوب لمعرفة النسب، لكن انا شخصياً عالجت حوالي 10 اشخاص مصابين بهذا المرض، وبشكل عام فإن التقارير التي اجريت في الخارج تشير الى ان معدل انتشار التهاب الغدد العرقية المقيِّح يقارب ١٪ لدى مجموع الناس". 

واعتبر صوطو ان "اللجوء الى طبيب نفسي قد يكون مطلوباً ايضاً بسبب صعوبة التعايش مع هذا المرض وتأثيره الكبير على حياة المريض، وتحديداً على علاقته العاطفية مع الشريك نتيجة وجود خراجات متعددة معاودة تطلق مادة سائلة في بعض الأحيان، مما يسبب رائحة كريهة، ونظراً لانتشار الالتهاب في "الاماكن الجنسية" ودرجة الالم الكبيرة التي تصيب المريض نتيجة الاحتكاك". مشدداً ايضا على ضرورة استشارة طبيب الجلد في كل ما هو مناسب لنا او مضر لصحتنا، خصوصاً ان لكل مصاب بالتهاب الغدد العرقية المقيِّح تجربة مختلفة مع الحالة". 

وتجدر الاشارة هنا الى ان وزارة الصحة العامة، تغطي العلاج على نفقتها.