ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
النقّ... وكلمة الحقّ!
النقّ... وكلمة الحقّ! ‎الاثنين 18 07 2022 11:28 القاضي م جمال الحلو
النقّ... وكلمة الحقّ!

جنوبيات

 

يبدو لي أنّ البعض لا يستطيع أن يميّز بين النقّ وقول كلمة الحقّ بدون خوف أو وجل. 

والأكثر غرابة أنّ البعض يعتبر المحبّة والاهتمام والسؤال عن واقع الحال ومعايشة ما يخطر على البال من قبيل النقّ. 
والأكثر استهجانًا أن تكون ردّة الفعل على تقديم المشورة ودراسات الجدوى من القرارات التي تقرّر مصير الآخرين إقفال الأبواب بدون تقديم الأسباب. 
فالنقّ بالمفهوم "الدارج" هو تكرار الطلب في موضوع معيّن، أو تكرار الشكوى من أمور يعايشها الشاكي، وقد يحسّها لصيقة به إلى حدّ لا يُطاق. 
أمّا السؤال عن أحوال الآخر والاهتمام به دون حدّ الابتذال لم يكن يومًا من قبيل النقّ الممنهج. 
غريب أمر من يتولّى المناصب القياديّة، فبعضهم يعتقد أنّه لا يخطئ وأنّه معصوم من ساعة الغفلة. والبعض الآخر يتمطّى فيظنّ أنّه الأقوى والأجدر بالاحترام "لعلوّ المقام". حتّى أنّ الحال يأخذه إلى عالم الأحلام الناقصة في ضمير الفرد والمجتمع. 
والبعض القليل جدًّا من يتواضع أمام إمكانيّاته الخجولة، فيلجأ إلى طلب المشورة لتحسين الصورة، ويذهب للعمل برؤى الأخيار لتصحيح المسار. 
فيا أيّها المتنطّح بالفهم، "والفهم منك براء" أقول: 
حذار الخلط ما بين النقّ بالمفهوم السطحيّ وقول كلمة الحقّ لكشف الحقيقة ورفع الالتباس. 
فمن طرق الباب ولجّ ولج، ومن نقّ على صغيرة انفلج. 
صفوة القول: 
كم نحن بحاجة إلى لسان العرب لابن منظور، وإلى ابن هشام، وسيبويه، ونفطويه، وابن خالويه، والفيروزآبادي، والمنجد، وإلى العلّامة الكبير الشيخ عبد الله العلايلي، لنتلمّس طريقنا إلى النور ونبتعد عن الديجور. 
كم نحن بحاجة إلى حسن استخدام الكلام كي لا نُلام. 
وأختم بأنّ الكلمة الجارحة عن جهل وقلّة إدراك وضعف التركيز لو مزجت في بحار الدنيا لأنتنتها. 
فهل من يتّعظ؟
"فلو دامت لغيرك لما وصلت إليك"...

 

المصدر : جنوبيات