مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
في عيد الجيش الـ77.. استهداف لا يُثني عن مواصلة التضحيات
في عيد الجيش الـ77.. استهداف لا يُثني عن مواصلة التضحيات ‎الاثنين 1 08 2022 09:32 هيثم زعيتر
في عيد الجيش الـ77.. استهداف لا يُثني عن مواصلة التضحيات

جنوبيات

يحل احتفال الجيش اللبناني بعيده الـ77 هذا العام، وسط ظروف بالغة الدقة والتعقيد والخطورة على المُستويات كافة: سياسياً، أمنياً، معيشياً، حياتياً واقتصادياً، ما يزيد من المُعاناة.
الكل يُجمع على أنّ المُؤسّسة العسكرية هي الحصن والملاذ الأخير لمُؤسّسات الدولة، لكن تغيب عن كُثُرٍ الترجمة العملانية لذلك، فلا ينّصفونها في قوانينهم، حتى جرى تخفيض مُوازنتها، فحُرِمَ الضبّاط والرتباء والجنود كثيراً من حقوقهم، وصولاً إلى حرمانهم في وجبة الطعام من اللحوم، لكن كان ردّهم الاستمرار تصدياً باللحم الحي!
يُدرك قائد الجيش العماد المغوار جوزاف عون مدى أهمية المسؤوليات المُلقاة على حامي حياض الوطن، والمُدافع عن أمنه وحفظ استقراره، وأنّ القصف الداخلي، و»القنص» و»نصب شرائك الألغام»، لن يُوقفه عن مُتابعة المُهمّة، التي رَضِيَ بتوليها في 8 آذار/مارس 2017، في ظرف دقيق ومصيري يمرُّ به لبنان، فيستخدم خبرته وحنكته، التي اكتسبها بخوض المعارك ضد العدو الإسرائيلي وشبكاته التجسّسية والمجموعات الإرهابية، فأتقن كيف يُفكّك الألغام، ويُبطِل مفاعليها، ويُرسّخ عقيدة الجيش، لأنّ الولاء أولاً وأخيراً هو للوطن، والمُواطن فيه يُعلّق آماله على أحد أبرز المعاقل الضامنة لمنع انهيار الدولة، لما يُشكّله من نموذج للانصهار الوطني، وقيام الوطن من كبوته، بحيث لا يكون فيه الولاء للزعيم أو الشخص، بل للبنان، نموذج الرسالة.
على الرغم من كل الظروف والمخاطر المُحدِقة، وما يُخطّط للبنان من مُؤامرات وفتن، تهدف إلى الفوضى، وزعزعة الأمن والاستقرار، إلا أنّ ثوابت قائد الجيش، واضحة بالتحذير من الظروف، لكن في الوقت عينه، «رفض المس بالأمن، وعدم التساهل أو التهاون مع مَنْ يعبث بالاستقرار، كائناً من كان، لأنّ الجيش من أبناء لبنان، ووجع المُواطنين، وجع لأبناء المُؤسّسة العسكرية، وأمنهم أمانة في الأعناق، والاستقرار مسؤولية الجميع».
لكن، وفيما لا يثق المُجتمع الدولي بسياسيي لبنان، يظهر جلياً أنّ له ملء الثقة بالجيش اللبناني بقيادة العماد عون، الذي مارس قناعة تربّى عليها في منزل والده خليل (ابن المُؤسّسة العسكرية)، فكانت وجهته وطنية لبنانية، يوم حاول البعض الانشقاق عن الجيش والانضمام إلى «جيش لبنان الحر»، بإمرة العميل مع الاحتلال الإسرائيلي الرائد سعد حداد، استغلالاً لما جرى في مسقط رأس العائلة بلدة العيشية - قضاء جزين من مجزرة في العام 1976.
فكان أنْ تطوّع الإبن البكر جوزاف، مُلتحقاً بالمُؤسّسة العسكرية في العام 1983، ولم يكن حينها قد أتمَّ الـ19 عاماً، وتخرّج منها في العام 1985 برتبة مُلازم، وكانت الدورة الأخيرة، قبل توقّفها، إلى حين إعادة افتتاح الكلية الحربية، بعد وقف الحرب الأليمة في لبنان.
هكذا تربّى جوزاف عون في منزل والديه خليل وهدى، واستمر بها مع زوجته نعمت والعائلة، وفي مسيرة حياته.
يحلُّ عيد الجيش هذا العام في ظل ازدياد المهام المُلقاة عليه، التي تجاوزت الأمن، إلى تقديم الإغاثة، وحفظ الاستقرار، في شتاءٍ قارس، ولهيب صيف حار، على الحدود الجنوبية بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعملائه في الداخل، وكذلك خلال قيادته المغاوير على جبهة عرسال في مُواجهة المجموعات الإرهابية وخلاياها في الداخل، فتحقّق انتصار «فجر الجرود» ودحرها، ما أنقذ لبنان من تبعات مُخطّطات الفتنة.
وما زال العسكريون يُقدّمون التضحيات، إنفاذاً للمهام دون تلكؤ، بتحمّل المسؤولية مهما كانت الظروف والتحديات، في ظل بُوصلة تُحدّد الصديق، وأنّ هناك عدوّاً وحيداً هو الاحتلال الإسرائيلي وشبكاته التجسّسية والخلايا الإرهابية.
كُثر يستهدفون قائد الجيش، وهناك مَنْ عمل جاهداً في مُحاولة لاستبداله، لأنّ اسم جوزاف عون أصبح يُشكّل هاجساً لهم، كأحد أبرز الأسماء المُتداول بها على صُعُدٍ لبنانية وعربية ودولية لرئاسة الجمهورية، حيث تنتهي ولاية الرئيس العماد ميشال عون في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022.
في العيد الـ77 للجيش الوطني، ألف تحيّة لمَنْ يُدافعون ويضحّون بالغالي والنفيس، عن حياض الوطن، ويُثبتون الأمن والاستقرار في أرجائه.

المصدر : اللواء