عام >عام
جفاف يكشف "حجارة الجوع" في أنهار أوروبا.. "إذا رأيتموني، فابكوا"!
جفاف يكشف "حجارة الجوع" في أنهار أوروبا.. "إذا رأيتموني، فابكوا"! ‎الخميس 18 08 2022 19:31
جفاف يكشف "حجارة الجوع" في أنهار أوروبا.. "إذا رأيتموني، فابكوا"!

جنوبيات

تسبب انخفاض هطول الأمطار، ودرجات الحرارة المرتفعة لفترات ممتدة، في حدوث جفاف يؤثر على العديد من البلدان الأوروبية. وتسبّب ذلك أيضا في انخفاض مستوى عدد من الأنهار وكشف عن تحذير شديد من أسلافنا بشأن فترات البؤس والشقاء.

كشف الجفاف عما يُسمى بـ"حجارة الجوع"، وهي صخور في مجرى الأنهار لا يمكن رؤيتها إلا عندما تكون مستويات المياه منخفضة للغاية.

ونُقشت عليها رسائل تركها الناس في العصور السابقة عن الكوارث التي سببها نقص المياه، في تذكير صارخ بالصعوبات التي واجهوها خلال مراحل الجفاف السابقة.

تعود هذه النقوش إلى عقود وقرون سابقة، كما هو موضح على حساب "باتاليتاس" في موضوع نُشر في الثامن من آب الجاري وانتشر الآن على نطاق واسع.

ويقول النص المكتوب على الحجر: "إذا رأيتموني، فابكوا".

ويُعد "حجر الجوع" الأبرز لأنه يحتوي أيضاً على تواريخ الجفاف الشديد على سطحه.

ووفقا لدراسة أجراها فريق من علماء الآثار التشيكيين في عام 2013، يُمكن قراءة السنوات 1417 و1616 و1707 و1746 و1790 و1800 و1811 و1830 و1842 و1868 و1892 و1893 على الحجر.

وهناك نقش على أحد الصخور الأخرى يقول: "ستزدهر الحياة مرة أخرى بمجرد اختفاء هذا الحجر".

ويقول نقش آخر: "الشخص الذي رآني ذات مرة، بكى. ومن يراني الآن سيبكي".

ويقول ثالث: "إذا رأيت هذا الحجر مرة أخرى، فسوف تبكي. هكذا كانت المياه ضحلة في عام 1417".

في الماضي، إذا وصلت الأنهار إلى هذه المستويات المنخفضة، فهذا يعني الفقر والمعاناة لكثير من الناس.

وتسبب الجفاف في تدمير المحاصيل، كما أدى إلى قطع الممرات المائية التي تُنقل من خلالها المواد الغذائية والإمدادات من كل الأنواع، ثم جاءت بعد ذلك المجاعة.

في الماضي، كانت أوروبا الوسطى، التي تضم أجزاءً من النمسا والتشيك وألمانيا والمجر وبولندا وسويسرا، تعتمد على الأراضي الخصبة على طول ضفاف النهر لإنتاج الغذاء.

كما استخدم الصحافي الألماني أولاف كوينز موقع تويتر للإشارة إلى أن هناك كلمة باللغة الألمانية لوصف الصخور - "هونغرشتاينه" (والتي تُترجم حرفيا إلى "حجارة الجوع").

وجاء مصدر إلهام الكلمة من نقش وجد على أحد الحجارة يصف عام 1947 بأنه "عام الجوع".

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة الجفاف واحدة من أبرز علامات تغير المناخ في وسط أوروبا.

ومن بين المدن التي كُشف بها عدد كبير من هذه الحجارة مدينة ديسين التي تقع في شمال جمهورية التشيك، بالقرب من الحدود الألمانية وحيث يلتقي نهرا إلبه وبلاوتشنيس.

ويظهر ما يصل إلى 12 من هذه الأحجار على مجرى نهر إلبه، لتذكير السكان المحليين بفترة صعبة في السابق.

ويُعرض "حجر جوع" آخر في متحف في مدينة شونهبك الألمانية. وكان هذا الحجر يقع بالقرب من حوض ميناء نهري حيث شوهدت مستويات منخفضة من المياه.

وأشارت رؤية هذا الحجر للقوارب إلى أن مستوى المياه كان منخفضاً جداً بحيث لا يسمح بالملاحة.

وعُثر على معظم "أحجار الجوع" في نهر إلبه، على الرغم من ظهورها أيضا في أنهار أخرى في المنطقة، مثل نهر الراين، ونهر موميل ونهر فيزر.

وتشير التحذيرات إلى أن الجفاف يؤثر حاليا على أكثر من 60 في المئة من الأراضي الأوروبية، وفقا لمرصد الجفاف الأوروبي. وشهدت الأنهار الرئيسية في ألمانيا وإنكلترا وإيطاليا انخفاضا في مستوى مياهها.

وبالرغم من ذلك، لم تكشف المياه المنخفضة في مدينة مانتوفا الإيطالية عن "حجر جوع". لكن ما جرى اكتشافه في مجرى نهر بو كان قنبلة غير منفجرة من الحرب العالمية الثانية وزنها 450 كلغم.

 

المصدر : المنار