عربيات ودوليات >أخبار دولية
كيان الاحتلال يقرّ بمعادلة الاستخراج بعد الاتفاق وهو غير معني بتدهور حربي ويحبذ إنجاز المفاوضات
كيان الاحتلال يقرّ بمعادلة الاستخراج بعد الاتفاق وهو غير معني بتدهور حربي ويحبذ إنجاز المفاوضات ‎الاثنين 19 09 2022 12:37
كيان الاحتلال يقرّ بمعادلة الاستخراج بعد الاتفاق وهو غير معني بتدهور حربي ويحبذ إنجاز المفاوضات


شكّلت الرسالة التي أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة وجّهتها إلى "إسرائيل" والأميركيين، بعيداً من الإعلام، ومفادها أنه «سيكون هناك مشكل في حال بدء الاستخراج من حقل كاريش قبل الاتفاق مع لبنان»، إطاراً كاشفاً لخلفية البيان التوضيحي الذي أصدرته وزارة الطاقة الإسرائيلية وأكدت فيه أن ما ستقوم به في الأيام المقبلة ليس سوى إجراء اختباري لنظام الضخ. ومنعاً لأيّ التباس، سمحت الأجهزة الأمنية لوسائل الإعلام بالكشف عن أن الجيش هو الذي طلب من وزارة الطاقة إصدار البيان وأنه هو من أملى صياغته أيضاً. في غضون ذلك، أملت ‏وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار، أمس، « بصدق أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق. لدينا التزامات تجاه السوق المحلي والدولي، لذلك يجب أن يتدفق الغاز في أقرب وقت ممكن».

وكشفت القناة 13 العبرية عن خلافات داخل المنظومتين القيادية والأمنية، بين مؤيد ومعارض لإصدار البيان التوضيحي. وبلغ الخلاف حدّ رفعه إلى رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولاتا الذي حسم الموقف لمصلحة إصدار البيان. فيما لم يجر تناول طبيعة الرسالة التي بعث بها حزب الله.

ويبدو أن معارضي الرد على رسالة نصر الله، بإصدار بيان توضيحي، ينطلقون من تقدير أن هذه الخطوة ستُقدِّم "إسرائيل" كمن يخشى المواجهة العسكرية مع حزب الله، وتؤشر الى تسليم عملي بالمعادلة التي أرساها الحزب. كما ستؤدي الى تعزيز موقف لبنان الذي سيلمس مسؤولوه بشكل لا لبس فيه حجم حضور المقاومة وفعاليتها، ما يؤثّر سلباً على الموقف التفاوضي الإسرائيلي.

هكذا يصح التقدير أن حزب الله استطاع أن يمنح معادلته شحنة إضافية ويبدّد أيّ أوهام يمكن أن تراود بعض الداخل والخارج حول ما ستؤول إليه التطورات في توظيف محطة اختبار نظام ضخ الأنابيب ومنحه أبعاداً أكثر مما تحتمل. وأحبط بذلك أي محاولة لتحويل محطة الاختبار للتشكيك في جدية المقاومة. والأهم أنه قطع الطريق على أيّ فهم خاطئ لجهات التقدير والقرار في "إسرائيل"، يمكن أن يؤدي البناء عليه الى التورط في خيارات لا تريدها حتى الآن ابتداءً. في المقابل، أظهرت مواقف السيد نصر الله ورسائله، مرة أخرى، حجم تصميم حزب الله على انتزاع لبنان مطالبه المحقة، مهما كانت التداعيات. وإلى ذلك الحين، يشكل منح المفاوضات فرصة لاستنفاد خياراتها مشروعية إضافية أيضاً لأيّ خيارات بديلة سيلجأ إليها حزب الله لاحقاً. لكن المؤشرات حتى الآن لا تزال تؤكد وجود أرضية فعلية للتوصل الى اتفاق يلبّي مطالب الدولة اللبنانية.

"إسرائيل"غير معنية بتدهور حربي وتحبذ إنجاز المفاوضات

ذكرت أوساط أمنية لـ"الشرق الأوسط" في تل أبيب، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، سيستغل لقاءاته مع القيادات العسكرية والأمنية في فرنسا، لنقل رسالة تحذير إلى «حزب الله» بألا يقدم على أي هجوم عسكري لعرقلة عمل بئر الغاز «كاريش»، عند تفعيلها، أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وحرصت هذه الأوساط على التأكيد أن "إسرائيل" غير معنية بتدهور حربي، وتحبذ إنجاز المفاوضات بينها وبين لبنان باتفاق حول ترسيم الحدود في المياه الاقتصادية، لكنها سترد بقسوة على أي هجوم لـ«حزب الله» على مستوى لبنان كله.
وكان كوخافي قرر زيارة فرنسا وبولندا، الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي رئيس أركان الجيش الفرنسي ومستشار الأمن القومي للرئيس إيمانويل ماكرون، كما سيلتقي رئيس أركان الجيش البولندي. وسيناقش كوخافي في فرنسا ملف ترسيم الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان، ومعضلة حقل «كاريش»، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بإيران، بما فيها الاتفاق النووي؛ وفقاً للقناة الرسمية «كان 11».
وقالت مصادر عسكرية إن «هناك ارتباطاً وثيقاً بين فرنسا ولبنان فيما يتعلق بقضية المياه من الناحية الاقتصادية، لا سيما أن شركة النفط والغاز الفرنسية (توتال) فازت بمناقصة استخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها بحقل (قانا)»، وبحسب اتفاق ترسيم الحدود، يجب أن تحصل "إسرائيل" على حصة من الأرباح في المستقبل إذا جرى استخراج الغاز منها.

المصدر : النشرة