بأقلامهم >بأقلامهم
وعد بلفور وسايكس – بيكو
وعد بلفور وسايكس – بيكو ‎الاثنين 31 10 2022 13:45 معن بشور
وعد بلفور وسايكس – بيكو

جنوبيات

(في الذكرى 105 لإعلان وعد بلفور المشؤوم، أجرت وكالة "القدس للأنباء" حديثاً مع الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي أ. معن بشور، حول ذلك الإعلان ومفاعيله واتفاقيات التطبيع)، فيما يلي نصها:

اولاً: أريد من حضرتك موقف ورأي بخصوص وعد بلفور المشؤوم مع اقتراب ذكراه بـ 2/11 وخاصة في ظل ما يحدث في الضفة الغربية من انتفاضة و مقاومة.

حين نتحدث عن وعد بلفور الذي كان وعد من لا يملك لمن لا يستحق، كما يقال دائماً، يجب أن لا ننسى أيضاً أنه جاء في الوقت عينه الذي كان "مستر" سايكس و "مسيو" بيكو يعقدان معاهدة اتفاقية سايكس – بيكو التي أدّت إلى تقسيم الوطن العربي إلى كيانات وأقطار، وهذا يدل أن من وعد الصهاينة بفلسطين هو من حرص على تقسيم الوطن العربي كخطوة أولى نحو ضمان أمن هذا الكيان المؤقت والزائف، وأراد لهذا الكيان أن يكون حاجزاً يمنع الوحدة العربية، ومن هنا فالنضال من أجل إلغاء مفاعيل وعد بلفور يجب أن يتكامل مع النضال من أجل إلغاء مفاعيل سايكس – بيكو ، فكما قلنا ونقول دائماً فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين، 
ولعل اليوم ما نشهده على أرض فلسطين من بطولات وعمليات ومواجهات وشهداء يرتقون الواحد تلوى الآخر، وأبطال يقدمون أمثولة في الشجاعة وفي المواجهة مع العدو، اعتقد أننا في هذه المقاومة إنما نهدم وعد بلفور والواعدين في هذا الوعد، وأيضاً نضعضع أركان سايكس – بيكو ونجمع الأمّة كلها حول فلسطين.

ولعلها من دروس القدر أن نشهد في بريطانيا البلد الذي أعطى وزير خارجيتها وعد بلفور المشؤوم، ما نشهده اليوم من ارتباك سياسي وترد ي اقتصاد اجتماعي، وكأن هذه الجريمة التي ارتكبت في أرض فلسطين يجري القصاص اليوم من مرتكبيها.
في وعد بلفور لا بدّ من تحية لهؤلاء الأبطال في فلسطين، الذي يجعلوننا نشعر أننا بتنا أقرب إلى القدس وأقرب فلسطين وأقرب إلى وحدة الأمّة. 

 ثانياً: النظام العربي الرسمي أقرّ بمبدأ التسوية مع العدو، وقسم منه عقد تسوية وطبع مع الكيان.. اليس ذلك تكريسا لوعد بلفور؟؟؟

بالتأكيد كل خطوة تبعد شعبنا عن المقاومة، مقاومة الاحتلال، تصب في خدمة وعد بلفور وفي خدمة كل المشاريع الاستعمارية المماثلة، واعتقد أن خيار التسوية لم يكن مجافياً لحسابات الواقع فحسب، لأن مع هذا العدو لا يمكن أن تقوم تسوية، فلا تسوية بين الحق والباطل، وخصوصاً مع عدو لا يمكن أن يتنازل عن مطامعه وعن توسعه وعن رغبته في الهيمنة على المنطقة، لأنه في الأساس مكلف ممن أقامه وممن أعطاه وعداً بأن يهيمن على المنطقة لصالح داعميه في دول الغرب، لاسيّما في واشنطن ولندن وغيرها.. 

ولكن أيضاً هذه التسوية تجافي المبادئ التي تقوم عليها الأمم، وتجافي نضالات شعب فلسطين منذ وعد بلفور وقبل وعد بلفور ضد المشروع الصهيوني، وتجافي حركة التحرر العربية التي قامت على جملة ركائز، أولها تحرير فلسطين، وتجافي أيضاً القوانين الدولية التي لا تجيز اغتصاب شعب أرضاً لشعب آخر، لذلك أنا اعتقد أن من سار في طريق التسوية سيجد نفسه حتماً يسير على طريق التطبيع، وهذه الحكومات التي وقعت في فخ التطبيع كانت قد وقعت قبل ذلك في الترويج لمنطق التسوية، ولكن حتى الشروط التي كانت تضعها لهذه التسوية قد تراجعت عنها وسلّمت بهذا الكيان دون أن تفرض عليه شيئاً، علينا أن نتذكر المبادرة العربية التي أقرّت في بيروت، وكانت يومها مبادرة الأمير عبد الله الذي أصبح ملكاً لبلاد الحرمين.

أذكر أيضاً في هذه المبادرة، التي أتحفظ عليها، هناك نصٌ واضح أنه لا تطبيع مع العدو قبل الانسحاب الكامل من الأرض المحتلة، وهؤلاء الذين يعقدون اتفاقات تطبيع والحكام التي يعقدونها اليوم، يخالفون أيضاً قرارات القمّة العربية، ونأمل من قمّة الجزائر أن تعيد الحق إلى نصابه وأن تدعو الدول الغارقة في التطبيع، قديماً وجديداً، إلى الخروج من التطبيع.

المصدر : وكالة القدس للأنباء