مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
انتخابات "الكنيست" اليوم.. التشتُّت العربي يخدم اليمين المُتطرّف ومعركة الصوت تحسُم عودة نتنياهو أو استمرار لبيد!
انتخابات "الكنيست" اليوم.. التشتُّت العربي يخدم اليمين المُتطرّف ومعركة الصوت تحسُم عودة نتنياهو أو استمرار لبيد! ‎الثلاثاء 1 11 2022 09:12 هيثم زعيتر
انتخابات "الكنيست" اليوم.. التشتُّت العربي يخدم اليمين المُتطرّف ومعركة الصوت تحسُم عودة نتنياهو أو استمرار لبيد!

جنوبيات

يرتبطُ حسم نتائج انتخابات "الكنيست" الـ25، التي ستُجرى اليوم، على نسبة التصويت من بين 6.2 ملايين ناخب يحق لهم الاقتراع لاختيار 120 نائباً، في الانتخابات الخامسة خلال ثلاثة أعوام ونيف.
قبل انطلاق العملية الانتخابية، اليوم، توافقت استطلاعات الرأي، على عدم تمكُّن الفوز بالأغلبية المُطلقة لأي من المُعسكرين، الذي يقوده رئيس حكومة الاحتلال السابق وحزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، والآخر المُتكتّل من أحزابٍ، القاسم المُشترك في ما بينها، هو العمل على منعه من العودة إلى تشكيل الحكومة، ويقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال وحزب "يش عتيد" يائير لبيد.

تُجرى الانتخابات في ظلِ:
- نجاح لبيد في ترسيم حُقول النفط والغاز مع لبنان، وهو مكسبٌ سياسي ودبلوماسي، يُراكمه مع ما حمله من تطوّراتٍ في هذا الملف، مكَّن الكيان الإسرائيلي من تصدير الغاز من حقل "كاريش" عشيّة التوقيعِ مع لبنان.
- استمرار توقُّف العملية السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع تصاعُد عمليات التصفية والقتل والاعتقال والاعتداءات والعمليات الأمنية والعسكرية، التي يقوم بها الاحتلال في الضفّة الغربية، خاصةً في نابلس، جنين والخليل، لكن انعكست نتائجها سلباً ضدّه، بفعل نجاح المُواجهات والعمليات الفدائية.

- ذكرى "وعد بلفور"، الذي وُقِّعَ في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917، وقَسَّم فلسطين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين.
- عقد القمة العربية الـ31 في الجزائر، التي يُؤمَل بأنْ تتمكّن من المُساهمة في إعادة لَمْ الشمل العربي.
- قبل انتخابات "الكونغرس" الأميركي، ومُحاولة الرئيس جو بايدن حشد الدعم بتأييد لبيد على حساب نتنياهو، رغماً عن أنّه، أبلغَ رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه، بأنّه سيتعامل مع أي حكومة.

في هذه الانتخابات، يتوجّهُ 6.2 ملايين ناخب، للإدلاء بأصواتهم، ليختاروا من بين 40 قائمة، تتنافسُ في انتخاباتٍ حادّة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنّ المُعسكر الذي يقوده نتنياهو يُمكن أنْ ينال بين 59-60 صوتاً، وهو ما لا يُمكّنه من تشكيل الحكومة.
فيما، أعطت الاستطلاعات المُعسكر الذي يقوده لبيد 56 صوتاً، وهناك 4 أصوات لصالح "القائمة العربية المُشتركة"، التي لا تنضوي إلى أي من المُعسكرين.

تتأثّرُ الانتخابات بعواملٍ عدّة، في طليعتها، التسابُق بين المُرشّحين على كسب صوت الناخب، من خلال العمل لصالح الكيان الإسرائيلي، مع تنامي اليمين المُتطرف، الذي لا يقتصرُ على المُعسكر الذي يقوده نتنياهو، بل أيضاً في المُعسكر المُتحالِف مع لبيد، هناكَ مَنْ هو أكثر تطرُّفاً، لكن مُشكلته هي عدم انسجامه وتأييده نتنياهو.
فقد أعطت الاستطلاعات لهذا المعسكر:

- حزب "الليكود" 31 مقعداً، بعدما كان يتمثّل حالياً بـ30.
- تحالُف حزب "الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش وحزب "القوّة اليهودية" برئاسة إيتمار بن غفير، 14 مقعداً، بعدما كان يتمثّل في الانتخابات الحالية بـ6 مقاعد.
- حزب "شاس" برئاسة يوسي طييف الذي يتمثّل حالياً بـ9 مقاعد، أعطته الاستطلاعات 8.
- "يهوديت هتوراه" برئاسة موشيه غافني يُحافظ على تمثيله 7 مقاعد.
في المُقابل، فإنّ المُعسكر الذي يقوده لبيد، أعطته الاستطلاعات:
- "يش عتيد" بقيادة لبيد 25 مقعداً، بدلاً من التمثيل الحالي بـ17 مقعداً.

- "المُعسكر الرسمي الوسطي"، وهو تحالُف حزب "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس الذي يتمثّل حالياً بـ8 مقاعد، و"أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المُتمثّل بـ6 مقاعد، أعطته الاستطلاعات 11 مقعداً.
- "العمل" برئاسة ميراف ميخائيلي، 5 مقاعد، بفُقدانه مقعدٍ عن تمثيله الحالي.
- "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، 6 مقاعد، حيث يفقد مقعداً عن تمثيله الحالي.
- "ميرتس" برئاسة موسي راز، منحته 5 مقاعد، بينما يتمثّل حالياً بـ6 مقاعد.

- "القائمة العربية المُوحدة" برئاسة منصور عباس، تُحافظ على تمثيلها بـ4 مقاعد.
فيما، حزب "يميننا" الذي تترأسه وزيرة الداخلية أييلت شاكيد، بعد اعتزال رئيسه السابق نفتالي بينيت العمل السياسي، فإنّه يفقد تمثيله بـ7 نوّاب، حيث منحته الاستطلاعات أقل من 2%، دون أنْ يتمكّن من بلوغ نسبة الحسم 3.25%.
أما "القائمة العربية المُشتركة" برئاسة أيمن عودة، التي تتمثّل حالياً بـ6 مقاعد، وبعد الانفصال الذي حصل داخلها، فاستمر التحالُف بين "الجبهة الديمُقراطية للسلام والمُساواة" بقيادة أيمن عودة و"الحركة العربية للتغيير" برئاسة أحمد الطيبي، ويُتوقّع أنْ تنال 4 مقاعد.
بينما، "التجمُّع الوطني الديمُقراطي" الذي يترأسه سامي أبو شحادة، والمُتمثّل حالياً بمقعدين ضمن "القائمة المُشتركة"، قبل انفصاله عنها، فإنّ الاستطلاعات منحته 1.5%، ولا يُمكنه تجاوز نسبة الحسم.

اللافت، أنّ هناك 3 قوائم عربية تخوض الانتخابات للمرّة الأولى، ما يُهدّد بتشتيت صوت الناخبين الفلسطينيين العرب، بعدما كان رفع تجاوز نسبة الحسم من 2‎%‎ إلى 3.25‎%‎، يستهدفهم، لحرمانهم من المقاعد، وبالتالي خسارَتهم مقاعد في "الكنيست"، ما يعني احتمال ذهابها لصالح اليمين المُتطرّف بقيادة نتنياهو، الذي بحاجة إلى مقعدٍ أو مقعدين للعودة إلى الحُكم.

هذا التشرذُم، أدّى إلى تسابُق القوائم المُرشّحة على الصوت العربي، الذي يتمثّل بـ17% من أصل 21% نسبة السُكان الإجمالية في الكيان الإسرائيلي، في ظلِ حالة إحباط يعيشونها، والخشية من خطورة عدم بلوغ نسبة ‎الاقتراع 50%، ما يُهدّد بفُقدان تأثير أصواتهم.
انتخاباتٌ ما زال القاسم المُشترك فيها، تحالُفاتٌ تلتقي على مُحاولة منع نتنياهو من العودة إلى "شارع بلفور" في القدس الغربية، مقر إقامة رئيس الحكومة!

هذا، وقد وجّه فريق عمل نتنياهو نصيحة له، بعدم المُشاركة في مُقابلاتٍ إعلامية، خلال هذه الأيام، حتى لا يرتكبُ خطأً يُؤثّر على شعبيته.
في ضوء الاستطلاعات، فإنّ احتمالات المُراوحة هي السمة الطاغية، ما يُهدّد بإجراء انتخاباتٍ سادسة قريباً، إلا إذا الساعات المُقبلة حملت تغيّراً في مزاج الناخب الإسرائيلي بالإقبال على الاقتراع، هذا علماً بأنّ كلفة الانتخابات تبلغ 2 مليار و600 مليون شيكل (نحو 734 مليون دولار).

المصدر : جنوبيات