بأقلامهم >بأقلامهم
أمثال تداولتها الناس بطريقة خاطئة (2)
أمثال تداولتها الناس بطريقة خاطئة (2) ‎الجمعة 25 11 2022 10:27 القاضي م جمال الحلو
أمثال تداولتها الناس بطريقة خاطئة (2)


المثل الثّاني: (كذب المنجّمون ولو صدقوا).

بدايةً، ينبغي الإشارة والتوضيح لأمر مهمّ، وهو أنّ هذا المثل ليس حديثًا عن النبيّ - عليه الصلاة والسلام - كما يظنّ البعض، فيقع في الالتباس.
أمّا الخطأ في هذا المثل فيكمن في كلمة (صدقوا) والصّواب (صدفوا) بالفاء، أي أصابوا الحقّ بالصّدفة، فيكون المثل هكذا: (كذب المنجّمون، ولو صدفوا)، والسّبب في ذلك يعود لأمرين.
أوّلهما أنّ المثل ورد هكذا في بعض أمّهات كتب اللغة العربيّة. 
وثانيهما أنّ المنجّمين دجّالون وكذّابون، ولا يمكن أن يكونوا من الصّادقين. فهم يوهمون الناس بحيلهم وبلسان شرّهم، فيقع البعض فريسة سهلة لكثرة الأوهام وحلاوة الأحلام. 
وهنا يُطرح السؤال في موضع الاستفسار وهو: لماذا تناقل النّاس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة؟
الجواب هو أنّ تشابه الحرفين (الفاء، والقاف) أدّى إلى تشابه الفعلين (صدفوا، وصدقوا)، والذي جعلهم يختارون الفعل (صدقوا) هو وجود الفعل (كذب) في المثَل، والذي هو ضدّه تمامًا، وكما قيل: وبضدّها تتميّز  الأشياء.
وعليه، إذا كانت الصّدفة وراء الأمور المتشابهات، فإنّ الصّدق يبعد الترّهات والسخافات وحركات التنجيم والاعتقاد السائد لدى الكثيرين ممّن يتلهّون بالقشور ويبتعدون عن لبّ الحقيقة، إذ إنّ جوهر الأشياء في سرّها وليس في شكلها.
إذًا، وبلا أدنى شكّ: "كذب المنجّمون ولو صدفوا".

 

المصدر : جنوبيات