عربيات ودوليات >أخبار دولية
حلف إيران يقُضّ مضاجع الكيان.. العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة تتجّه للتصعيد
حلف إيران يقُضّ مضاجع الكيان.. العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة تتجّه للتصعيد ‎الخميس 29 12 2022 10:21
حلف إيران يقُضّ مضاجع الكيان.. العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة تتجّه للتصعيد

جنوبيات

 

تُشير التطورّات الأخيرة إلى أنّ العلاقات الروسيّة - الإسرائيليّة تتجّه نحو التصعيد، وذلك لسببين اثنين: الأول، توثيق الحلف العسكريّ الروسيّ الإيرانيّ، والثاني المطالب الروسيّة بالحصول على الكنائس المسيحيّة بالقدس المحتلّة، والتابعة للكنيسة الأرثوذكسيّة، وفي خطوةٍ سقطت كالصاعقة على تل أبيب، طالبت روسيا، الاحتلال الإسرائيليّ بتسليمها ملكية ثلاث كنائس تاريخية في جبل الزيتون في القدس المحتلة، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين الجانبين بسبب تداعيات حرب أوكرانيا.

وبحسب المصادر السياسيّة في تل أبيب، فإنّه على الرغم من تلقي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيليّ المكلف تهنئةً متأخرةً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفوزه في الانتخابات، لكن علاقاتهما لن تسير على ما يرام في ضوء تصاعد التوتر بين البلديْن.

ووفقًا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّه بينما تتوقع روسيا أنْ يفي نتنياهو بوعده لبوتين بنقل ملكية مجمع ألكسندر كورت في القدس، فإنّ الكرملين فاجأ تل أبيب بمطلب جديد يتمثل في الحصول على ملكية ثلاث كنائس تاريخية تقع جميعها على جبل الزيتون في القدس المحتلة، وفق ما جاء على لسان رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيبشين، المسؤول عن إعادة الأصول الروسية في الأراضي المحتلة، وهو رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، على ما أكّدته الصحيفة العبريّة.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ المحافل الروسية ذات الصلة سترفع دعوى قضائية في محكمة إسرائيلية لاستعادة ملكية دير ماريا المجدلية ودير الصعود وكنيسة أهل الجليل، المستخدمة أيضًا كمقر إقامة صيفي لبطريرك الروم الأرثوذكس، فيما تضم كنيسة دير ماريا المجدلية قبر الأميرة إليزابيث فيودوروفنا التي قُتلت خلال ثورة 1918 على يد الشرطة السريّة الروسيّة، وأليس أميرة باتنبرغ حفيدة فيكتوريا ملكة إنجلترا، وهي جدة الملك البريطانيّ تشارلز الثالث، وسبق أنْ زرعت شجرةً باسمها في القدس المحتلة.

وشدّدت الصحيفة على أنّ كنيسة الصعود الروسية هي كنيسة ودير يحفظان ذكرى صعود المسيح إلى السماء، وفق المعتقدات المسيحية، وفيها برج جرس يمكن سماعه من بعيد، وينتمي إلى الكنيسة الروسية في الشتات.

وطبقًا لأليكس تانزر، الناشط في شبكات التواصل الاجتماعيّ، ويتعامل مع اليهود الروس المقيمين في إسرائيل، فإنّ الدعوى القضائية الجديدة لاستعادة ملكية الكنائس الثلاث تتعلق بدعاية بوتين الداخلية بين الروس على خلفية تراجع شعبيته بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأوضحت المصادر الإسرائيليّة أيضًا أنّ “التفكير السائد في روسيا أنّ نتنياهو ضعيف، وأنّ الوقت حان للضغط عليه للوفاء بوعوده“، كما قالت.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّه وباعتبار أنّ تلك الأماكن المقدسة هي للعالم المسيحيّ بأسره، ولدى ملك إنجلترا حساسية خاصة تجاه المكان، فقد تلجأ إسرائيل لإنكار مطالب روسيا، لاسيما بالتزامن مع تصاعد حرب أوكرانيا

ويأتي هذا التطوّر في الوقت الذي أكّدت فيه مصادر إسرائيليّة وازنة أنّ “هناك قلق في إسرائيل من المقابل الذي ستحصل عليه إيران من روسيا كجزءٍ من المساعدة لحربها في أوكرانيا”، حيثُ يعتقِد جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) أنّ التعاون العميق بين الدولتيْن سيؤثر على أمن إسرائيل، على حد تعبيره.
المصادر شدّدّت، كما أفادت صحيفة (إسرائيل اليوم) على أنّ “المخاوف الأساسية في هذا الصدد هي من احتمال نقل صواريخ فرط صوتية في المستقبل (تصل سرعتها لخمسة أضعاف سرعة الصوت) من روسيا إلى إيران، ومساعدة جهود إيران في ترسيخ وجودها في سوريّة، مع إمكانية الحد من نشاطات سلاح الجو الإسرائيليّ في الساحة الشمالية”، على حدّ تعبير المصادر.

المصدر : وكالات