حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
الوزير العريضي في حوار مع تلفزيون فلسطين: لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة والعالم من دون حل القضية الفلسطينية
الوزير العريضي في حوار مع تلفزيون فلسطين: لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة والعالم من دون حل القضية الفلسطينية ‎الاثنين 16 01 2023 12:26
الوزير العريضي في حوار مع تلفزيون فلسطين: لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة والعالم من دون حل القضية الفلسطينية

جنوبيات

شدّد الوزير والنائب السابق غازي العريضي على أنّه "رغم كل "خزعبلات" الأمن والسلام والاستقرار، فلا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة والعالم من دون حل القضية الفلسطينية، ولا بد من الذهاب إلى تثبيت الحد الأدنى من الوحدة الوطنية، على أساس واضح بأن "إسرائيل" لا تُريد أحداً وهي عدو الجميع، وتريد قتل الجميع وتهجيرهم، ولا تُميّز بين فلسطيني وآخر، والهدف فلسطين امتداداً إلى العالم العربي، وبعدما جرى في الجزائر، علّق كثيرون آمالاً على استمرار ما تمَّ من تقارب فلسطيني بجهود جزائرية ومصرية".
وفي حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "سبل مُواجهة حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأكثر تطرّفاً في ظل قرارتها ضد أبناء شَعبِنا، قال العريضي: "ما يقوم به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مُتوقّع، فهذا هو نتنياهو، وهذه هي العصابة المُحيطة به، وهذا هو التحالف الذي أرساه مع الإرهابيين الآخرين، في ظل ميزان القوى داخل الكيان المُحتل وفي المنطقة، فإنّه حتى لو انتقد الأميركي بعض التصرّفات الإسرائيلية، خصوصاً مع هذه الحكومة، فإنّ نتنياهو يستقوي بأنّ أميركا لن تُقدِم على أي أمر يُمكن أنْ يلجم هذه الاندفاعات والسياسة الإرهابية، فنحن ذاهبون إلى مزيد من الصراع، في ظل إصرار فلسطيني واضح على مُواجهة مُمارسات الاحتلال، ولن يتمكّن أحد من كسر إرادة الشعب الفلسطيني".
ورأى الوزير العريضي أنّ "إسرائيل تُمارس سياسة الهروب إلى الأمام، بذريعة أنّ السلطة الفلسطينية ذهبت إلى الأُمم المُتحدة، وهنا نسأل: وقت تشاؤون تذهبون إلى الأُمم المُتّحدة، وتسعون لإصدار القرارات منها لتغطية جرائمكم، لكن حين تذهب القيادة الفلسطينية إلى الأُمم المُتّحدة - وهذا أمر طبيعي - تقوم القيامة، ويجب أنْ يُعاقب الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية؟ يُمنع على الفلسطيني الذهاب إلى "محكمة العدل الدولية"، وممنوع مُعاقبة أي جندي إسرائيلي، وقد سبق أنْ هدّد الأميركان القضاة، فأي عدالة ينتظر الشعب الفلسطيني، أنْ يحمل مُسدّداً في وجه كل هذه الترسانة النووية؟.. لذلك هذا الصراع لا يُمكن أنْ يتوقّف حتى يُعطى الشعب الفلسطيني حقه".
وأشار إلى أنّ "هذه الحكومة مُستقوية بأكثرية ذهبت إلى "الكنيست" وسنّت قوانين لحماية الفاسدين من المُحاكمة، فأي أكثرية تُحكم في "الكنيست" تتجاوز كل القوانين والأعراف والقيم، نحن أمام استباحة كاملة، ورغم أنّ أميركا تُشرّع وتسن القوانين وتستنفر كل أدواتها تحت عنوان مُكافحة الفساد، وتُحاصر دولاً، وتضع أفراداً على لوائح العقوبات، وهناك صرخة كبرى داخل "إسرائيل" نفسها من مُتديّنين ومن يهود الولايات المُتحدة، يُعلنون الخوف على مُستقبل "إسرائيل" - بين هلالين - "الديمُقراطي"، وتكريس حُكم الفساد، لكن أميركا لا تقول شيئاً ولا تتّخذ أي إجراء، كل شيء مُباح بالنسبة لـ"إسرائيل"، تسقط كل المعاير عندما تصل إلى إسرائيل".
وأوضح الوزير العريضي أنّ "مسألة الديمُقراطية أصبحت مسألة مصيرية مطروحة على طاولة النقاش بالنسبة لـ"إسرائيل"، على الرغم من أنّني لم أكن يوماً من الأيام مُقتنعاً بهذا الطرح، طالما هي دولة يهودية تُكرّس الفصل العنصري، والسياسة العرقية، لا يُمكن أنْ تكون ديمُقراطية، فهي ترتكب أبشع أنواع الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، لكن لو سلّمنا جدلاً معكم أنّها دولة ديمُقراطية، فما هو تعريفكم للديمُقراطية: القتل، السحل، التهجير والضرب، لا تكافأ الفرص، لا عدالة، لا قانون ولا حرية، أين هي الديمُقراطية؟ هي غير مُوجودة في العالم بهذا المفهوم، إلا في إسرائيل".
وكشف عن أنّ "ثمة قلقاً كبيراً لدى الطائفة اليهودية، حتى في أميركا، يصل إلى مُقاطعة "إسرائيل"، وداخل المُؤسّسات اليهودية وفي أوساط عدد كبير من المُفكّرين والفلسطينيين، هناك مَنْ يتحدّث عن ارتكابات "إسرائيل" بحق اليهود والشعب الفلسطيني، لكن نرى عرباً يذهبون إلى إقرار برنامج "الهولوكوست" في مدارسهم، كمادة أساسية في التدريس، تحت عنوان "اتفاقات إبراهام"، لكن ماذا عن المذبحة المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني؟".
وأكد أنّ "ما شهدناه في الفترة الأخيرة، كان مشهد الأعلام الفلسطينية، لافتاً في مُونديال قطر، ورفع قبل ذلك في العديد من المحافل الدولية، ما أثبت فشل الاتفاقات بغسل العقل العربي والعالمي. كما كان استثنائياً ومُعبّراً وذا دلالات لمَنْ يُتابع الوضع الفلسطيني، رفع الأعلام في ذكرى انطلاقة حركة "فتح"، الاحتفال الكبير في غزّة والداخل الفلسطيني وصور الشهداء والأسرى والمُناضلين، والحديث عن المدرسة الفلسطينية في الصمود والاستمرار والتضحية، كان جلياً، رغم أنّ "إسرائيل" استخدمت كل الوسائل، بمُصادرة الجثث، الذي يُشكل إهانة لكل الشرائع السماوية، لاحقوا وقتلوا واغتالوا وأعدموا مُقاومين فلسطينيين، لكن تابعنا كيف كانوا جميعاً مُصرين على الشهادة ولم يقعوا تحت أي إغراء أو ترهيب". 
وإذ لفت إلى أنّ "الفلسطيني يموت بعز ويُسلّم الراية إلى مَنْ بعده"، أوضح أنّه "بعد 58 عاماً من انطلاق الثورة، ورغم الاحتلال، لا يزال النبض صارخاً في وجه هذه الدولة الإرهابية، حيث تخشى "إسرائيل" رفع العلم والنشيد والكلمة الفلسطينية في المدارس، وهذا يعني أن الذاكرة والقضية الفلسطينية ستبقى حية".
وذكر أنّه "في تاريخ الشعب الفلسطيني مرَّ العديد من المُجرمين والقتلة، وإيتمار بن غفير، ليس إلا رقماً من هؤلاء، وما يُسمّى المُجتمع الدولي عاجزٌ، أو لا يُريد القيام بأي شيء لإدانة "إسرائيل"، هذه الدولة الإرهابية، التي ترتكب الجرائم والإعدام بحق الشعب الفلسطيني، ومن بينهم الصحافية شيرين أبو عاقلة، وليس ثمة خيار أمام الفلسطيني، في مُواجهة الاحتلال، إما أنْ يُسلّم بأنّه مقتول ولا يُدافع عن عرضه وشعبه وحقه، لكن من الطبيعي ألا يفعل ذلك، لذلك يتصدّى للاحتلال، وهو صراع مفتوح، وقد مرَّ على الشعب الفلسطيني رموز من الإرهاب الإسرائيلي يتبارزون في المجازر والقتل. هذا هو التنافس بين الإسرائيليين، ليس أمامنا سوى الموقف المُقاوم الذي يقوم به الشعب الفلسطيني بشكل استثنائي".
وصنّف "الاعتداء الأخير على شواهد القبور والكنائس في خانة استهداف كل المُقدسات الإسلامية والمسيحية، لأن "إسرائيل" تعتبر أن الأرض لها، لكن الواع أنّها مسألة وطنية فلسطينية، عربية، إسلامية ومسيحية، إنسانية عادلة، و"إسرائيل" مُنذ نشأتها تُمارس الإرهاب، وقد وُقِّعَتْ مُذكرة بين الأزهر والفاتيكان، وهي مُناسبة لرفع الصوت ضد الاحتلال، وقد شهدنا تضامناً على مُستوى العالم، وتضامناً بوسائل مُتعدّدة مع الشعب الفلسطيني، فالعلم الفلسطيني يُرفع في كل العالم، ولن يتمكّن أحد من إزالة العلم الفلسطيني برمزيته وشرعيته وتاريخيته، وما يُمثل من قضية لن تُكسر، الثمن سيكون كبيراً، ولن يستمر هذا الاحتلال إلى ما لا نهاية".
وختم الوزير العريضي: "سيبقى الرعد الفلسطيني مُقلقاً لـ"إسرائيل"، وطالما لدينا "أبو رعد" وأمثاله، والشهداء الذين ارتقوا بوجه الاحتلال، وأمهات الشهداء والأسرى الصامدات بوجه المُحتل، لا خوف على فلسطين وقضيتها، فتحية لكل مَنْ يرفع العلم الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ويُجاهد من أجلها وتحت رايتها، وتحية لكل الزملاء في تلفزيون فلسطين، الذين هم جنود لهم دور أساس في هذه المعركة التي تُخاض".

المصدر : جنوبيات