عام >عام
اتساع دائرة الشجب لبناء جدار إسمنتي حول مخيّم عين الحلوة
مساعٍ لوضع تصوّر فلسطيني يحفظ الأمن ولا يضر بالعلاقات
اتساع دائرة الشجب لبناء جدار إسمنتي حول مخيّم عين الحلوة ‎الجمعة 25 11 2016 09:20
اتساع دائرة الشجب لبناء جدار إسمنتي حول مخيّم عين الحلوة
خلال اجتماع "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" في مخيّم عين الحلوة

هيثم زعيتر

ما هي الخطة الأنجع لمنع محاولات التسلّل من بعض الثغرات الأمنية في مخيّم عين الحلوة إلى خارجه من قِبل من ينوي تنفيذ عمل أمني أو مطلوبين؟
هذا ما توافق عليه رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود و"اللجنة القيادية الفلسطينية العليا" خلال الاجتماع الذي عُقِدَ ظهر أمس في مكتبه بثكنة الشهيد محمّد زغيب للجيش اللبناني في صيدا، وجرى خلاله بحث بناء الجدار في محيط مخيّم عين الحلوة.
الاجتماع الذي عُقِدَ عند الثانية من بعد الظهر، واستمر لساعتين، طغت على أجوائه الصراحة، حيث أبلغت القوى الفلسطينية العميد الركن حمود الهواجس وخطورة خطوة بناء الجدار الإسمنتي، الذي يُسيء إلى العلاقات التاريخية ومسيرة النضال المشترك بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، وأنّ الفلسطينيين في لبنان ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنّه جيش وطني داعم لقضية فلسطين وشعبها.
كما تم التأكيد على أهمية استمرار الاتصالات واللقاءات بما يساهم في نقل التعاطي مع الملف الفلسطيني بشمولية وليس اقتصار الأمر على الجانب الأمني.
من جهته، شدّد العميد الركن حمود على العلاقات الممتازة مع مختلف الأطراف الفلسطينية، وأنّ الجدار لا يستهدف أبناء مخيّم عين الحلوة، بل مَنْ يحاول الإساءة إلى أمن المخيّم والجوار، والقيام بعمليات أمنية إرهابية انطلاقاً منه.
وأوضح للوفد الفلسطيني أنّ "ما استدعى خطوة بناء الجدار في محيط مخيّم عين الحلوة، هو عبور مطلوبين وإرهابيين من خلال منافذ مؤدية إلى المخيّم، وهو ما استوجب تعزيز الإجراءات ووضع جدران إسمنتية مع إقامة أبراج لضبط الأمن، وأنّ دوافع ذلك جاءت إثر عدم حسم القوى الفلسطينية المتواجدة في المخيّم أمرها في مواجهة عدد من المطلوبين، ومَنْ يسعى إلى توتير الأوضاع الأمنية انطلاقاً من المخيّم، وأنّ ذلك مقتصر على مخيّم عين الحلوة، ولا يوجد وضع مماثل في مخيّم الميّة وميّة أو مخيّم الرشيدية أو غيرهما من المخيّمات الأخرى".
وعلمت "اللـواء" بأنّه جرى في ختام اللقاء التوافق على أنْ تضع القوى الفلسطينية تصوّراً للطريقة والوسيلة التي يتم من خلالها تعزيز الأمن ويُساهم في منع استغلال المخيّم في أي أعمال أمنية توتيرية.
ومن المتوقّع أنْ يتم وضع هذا التصوّر، خلال أسبوعين، وتحديداً بعد عودة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وقيادة حركة "فتح" من المشاركة في أعمال المؤتمر العام السابع للحركة الذي يعقد في رام الله بتاريخ 29 الجاري.
ومن المهم جداً عدم استثمار هذا الملف في البازار السياسي، ومعالجته في إطاره، وفتح الملف الفلسطيني برمّته من خلال وضع تُصوّر لمعالجة هذا الملف، الذي تواجه بين الحين والآخر "قنابل موقوتة" نجحت جهود الحريصين والغيورين على سحب فتائل تفجيرها، ولكن ليس في كل مرّة تسلم الجرّة.

المفتي سوسان

* وأدلى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان بتصريح قال فيه: "إنني أضم صوتي إلى كل المستنكرين والمستهجنين لبناء هذا الجدار حول مخيّم عين الحلوة والفاصل بين الصيداويين والفلسطينيين الذين يرتبطون في ما بينهم بأكثر من رابط، إنها أواصر الانتماء العربي القومي الإسلامي وصلة القربى والمصاهرة والعيش في قلب التاريخ الواحد ضد العدو الصهيوني الذي يغتصب فلسطين ويهدد لبنان".
واستطرد المفتي سوسان بالقول: "لا أدري من هي الجهة التي نصحت ببناء هذا الجدار، وأعتقد أنه كان ينبغي بتكاليفه أن يقدم شيء للإخوة الفلسطينيين على صعيد الخدمات المعيشية والخدماتية والصحية والتربوية في المخيّم، وأعتقد بأنّه كان أنفع وأصلح".
وأضاف: "نطالب العهد الجديد بفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية والفلسطينية والتعامل مع المخيّمات ليس على أساس أمني فقط، بل أن الناس الذين يعيشون في المخيّمات لهم كرامتهم الوطنية في حق العودة وكرامتهم الإنسانية في العيش بالحد الأدنى من كرامة الحياة، كذلك معالجة العوامل التي قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع داخل المخيّم، ومنها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من ضرورات الحياة، وهذا أمر ينبغي أن توليه كل القيادات الفلسطينية الاهتمام الشديد بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية".
وشدّد المفتي سوسان على "رفض هذا الجدار الفاصل، الذي يحول المخيّم إلى سجن كبير للأخوة الفلسطينيين، لينتج عنه المزيد من مشاعر الحقد والكراهية والتمييز عندهم، الذي لا ندري كيف يترجم فيما بعد، وتحية إلى الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية الحريصة على أمن الوطن والمواطن والمتصدية لكل القوى الإرهابية والمشبوهة، وتحية إلى أهلنا وإخواننا وشعبنا الفلسطيني في مخيّم عين الحلوة ورفضهم لبناء الجدار حول المخيّم".

سعد

* وتلقّى الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد سلسلة من الاتصالات من قِبل المسؤولين الفلسطينيين تأييداً لموقفه الرافض لإقامة جدار حول مخيّم عين الحلوة.
وأشاد المتصلون بموقف سعد، وعبّروا عن تقديرهم لحرصه على العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، وعلى الأمن والاستقرار، ولإلتزامه بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا سيما حق العودة إلى فلسطين.
من جهته، أعاد سعد التأكيد على "المصلحة اللبنانية الفلسطينية المشتركة في مواجهة العدو الصهيوني المغتصب لفلسطين والطامع في لبنان وثرواته".
وشدّد على "أهمية التصدي بكل حزم لكل مَنْ يحاول الإساءة إلى الأمن والاستقرار في لبنان، بما في ذلك الأمن والاستقرار داخل مخيّم عين الحلوة، وضرورة مراعاة الاعتبارات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والوطنية لدى اتخاذ أي تدابير أو إجراءات أمنية".
ومن بين المتصلين أركان "اللجنة الأمنية العليا" المشرفة على أمن المخيّمات في لبنان، بإسم فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" اللواء صبحي أبو عرب، مسؤول "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب الناطق الرسمي باسم "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل، وممثل حركة "حماس في لبنان"علي بركة.

البزري

* إلى ذلك، اعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري أنّ "حل مشكلة أمن المخيّمات ومحيطها، وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني يجب أن يأخذ بعين الاعتبار معالجة شاملة لكافة العوامل المرتبطة بالوجود الفلسطيني في لبنان، فالالتزام بحق الفلسطينيين السياسي في العودة إلى أرضهم وبناء دولتهم المستقلة يجب أن يرافقه التزاماً كاملاً بإعادة حقوقهم المدنية والحياتية في لبنان، وتأمين ظروف اجتماعية واقتصادية ملائمة".
وختم البزري مثمّناً "الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية والتنسيق المشترك بينهم وبين اللجان الأمنية والسياسية الفلسطينية".

"تيار الفجر"

* ورأى "تيار الفجر" في بيان له أنّه "على الرغم من تقديرنا لمجمل الاعتبارات اﻷمنية التي تقف خلف هذه الخطوة، ﻻ يسعنا إﻻ أن نسجل ملاحظات على بناء هذا الجدار، الذي سيكون له تعقيدات حياتية واجتماعية ودينية، وله آثار معنوية مؤذية للعلاقة اللبنانية - الفلسطينية بكافة مستوياتها الاجتماعية والسياسية، وﻻ تنسجم مع مقتضيات التعاون اﻷمني الجدي والصادق الذي قام على امتداد السنوات الماضية بين الفصائل الفلسطينية كافة وبين الأجهزة اﻷمنية اللبنانية".

"اللجنة الأمنية العليا"

* وكانت "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" قد عقدت اجتماعاً طارئاً لها في "مركز النور الإسلامي" في مخيّم عين الحلوة، تطرّقت فيه إلى عملية بناء الجدار حول المخيّم، مطالبة الدولة اللبنانية بـ"الوقف الفوري لهذا الجدار وعدم النظرة الأمنية للوجود الفلسطيني في لبنان، إنما التعاطي من منطلق أنّنا أصحاب قضية وحقوق لا بد من العمل على إقرارها".

"الجماعة" و"حماس"

* إلى ذلك، استقبل نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في لبنان الدكتور بسام حمود في مركز الجماعة في صيدا ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة يرافقه نائب المسؤول السياسي للحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي بحضور عضو اللجنة السياسية محمد الزعتري.
وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية والأمنية والعلاقات الثنائية اللبنانية – الفلسطينية، وتداعيات قرار بناء جدار حول مخيّم عين الحلوة.
وبعد اللقاء قال بركة: "إن الجدار لن يوفر الأمن للمخيّم والجوار، والمطلوب اليوم بناء جسور محبة وأخوّة وإجراء حوار لبناني – فلسطيني شامل لمقاربة الوضع الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه الانسانية والاجتماعية والسياسية والقانونية، ريثما نتمكن من العودة إلى فلسطين".

"المرابطون"

* ورأت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون برئاسة أمين الهيئة العميد مصطفى حمدان "أن مشروع بناء الجدار حول مخيّم عين الحلوة كان قد خطط له منذ العام 2011، ولربما من كان يخطط لذلك هدفه ضرب الاستقرار الأمني في لبنان انطلاقاً من مخيّمات الشتات، وبالتحديد مخيّم عين الحلوة، إلا أن رهاننا كان دائماً صائباً بحيث نجح أهلنا الفلسطينيون بكل قواهم السياسية والاجتماعية والشعبية، في إسقاط أي مشروع أمني لزجهم في المشاكل الداخلية اللبنانية ونبذهم لكل أنواع الإرهاب الفكري والمادي وتمسكهم الدائم بتأكيد حقهم في العودة".
وثمّن عالياً على "ما أكده الرئيس العماد ميشال عون في خطاب القسم، وما يقوم به الجيش الوطني بقيادة العماد جان قهوجي من إجراءات تؤكد حق الفلسطينيين في العودة إلى أرض فلسطين الحرة العربية".
ودعا البيان "كل الجهات المعنية سياسياً وأمنياً واجتماعياً، لبنانية وفلسطينية، إلى استمرار التواصل والتعاون والتحاور عبر اللقاءات المستمرة، وأن يفتح العهد الجديد الملف الفلسطيني برمته، بما يطمئن أمن لبنان والعيش الكريم لأهلنا الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى وطنهم".

 

المصدر : اللواء