بين سنة ١٩٦٠ و ١٩٦١ تاريخ إطلاق أول صاروخ عربي عُرف باسم "أرز" صنعه وأشرف عليه طلاب جامعة "هايكازيان" في بيروت بإمكانات محدودة وبما توفر بين أيديهم فكان صاروخ "أرز" صاروخ أمل للبنانيين جميعاً حلّق لمدى فاق ال٤٠٠ كلم وبدأ عندها في عهد الرئيس فؤاد شهاب تطوير أجيال منها "أرز ١ و٢ و٣" مع الجيش اللبناني إلى أن توقف المشروع لأسباب عدة،غير أن هذا المشروع لا يزال غصة في القلب على ما آلت إليه الأمور في لبنان بعد أن أطبقت عليه منظومات ظلامية استجلبت كل الويلات والحروب وبدل أن تؤسس للدولة الحضارية والمتحضرة مهدت لإنشاء مزرعة فساد وعبث فأغرقت لبنان في الظلام وإنهار كل شيء وابتعد لبنان عن محيطه الطبيعي وحضنه العربي.
أما اليوم،ننظر بعين الفخر والإعتزاز لدولة جدّت وجهدت وأجادت إنشاء الدولة الحضارية والعادلة والمتطورة وأسست لمرحلة ساطعة في الزمن العربي ونأمل وندعو لها بالتوفيق الكبير والعطاءات الجزال على الصعيدين العربي والدولي،الإمارات الشقيقة،التي أطلقت مسبار "الأمل" الفضائي سنة ٢٠٢٠ بجهود استثنائية منها ودعم غير مسبوق لكل يد إماراتية عملت في هذا المشروع العربي الخالص فكان مسبارها أملاً جديداً لفجر عربي أحق يستحقه العالم العربي ويستحقه كل الأخوة العرب بمن فيهم لبنان الشقيق الأصغر الموجوع.
الإمارات قمة في الحضارة وريادة في العطاء العلمي ولم تعد هنالك حدود أمامها حتى في الفضاء وها هي تطلق اليوم رحلة "crew-6" الفضائية لمدة ستة أشهر بقيادة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي،وهذه الرحلة أكبر دليل على قيادة عربية تعمل لأجل خير الإنسان والمواطن والدولة ومستقبل عربي مشرق فيما منظومة الفساد تُطبق على لبنان فينحدر معيشياً واقتصادياً كالصاروخ ولا أمل له سوى بأملٍ عربي ينتشله من براثن مجرمين دمروه وأمعنوا في السرقة ويرفضون أن يتركوه حتى الموت.
هنيئاً للإمارات العربية على إنجازاتها وندعو لها بدوام التحقيق والريادة في السماء العربية وفي كل أصقاع العالم ولتكن إنجازاتها دائماً إنجازات عربية مدوية وانتصار للتخطيط والعلم والإيمان بقيمة الإنسان على السوداوية والظلامية في كل مكان.