بأقلامهم >بأقلامهم
عجز دولي أمام حكومة الإرهاب
عجز دولي أمام حكومة الإرهاب ‎الخميس 9 03 2023 11:01 غازي العريضي
عجز دولي أمام حكومة الإرهاب

جنوبيات

الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو زار بلدة حواّرة جنوب نابلس التي أحرقت وقال: "نريد أن نرى محاسبة كاملة ومقاضاة من خلال القانون للمسؤولين عن هذه الهجمات الشنيعة وتعويضات لأولئك الذين فقدوا ممتلكاتهم أو تضرّروا بطريقة أخرى"

نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال: "نتوقع من الحكومة الاسرائيلية ضمان المساءلة الكاملة والمحاكمة القانونية للمسؤولين عن هذه الهجمات بالإضافة الى تعويضات الخسائر. يجب متابعة المساءلة والعدالة بالقدر نفسه من الصرامة في جميع حالات العنف المتطرف وتخصيص موارد متساوية لمنع مثل هذه الهجمات وتقديم المسؤولين عنها الى العدالة".

مسؤول أميركي كبير صرّح لموقع "تايمز أوف اسرائيل": "إن قرار التأكيد على الحاجة الى المساءلة جاء وسط إحباط الإدارة المتزايد من الإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبو أعمال عنف كمستوطنين"!!
إذا كانت الإدارة الأميركية محبطة من إفلات المستوطنين من العقاب، والاسرائيليون لا يتجاوبون مع "نداءاتها" ولا مساءلة ومحاكمة للإرهابيين فمن يلجم اسرائيل ؟؟ وماذا يفعل الفلسطينيون عندما يعلن رعاة وحلفاء اسرائيل عجزهم وفشلهم في إرغام حكومة الإرهاب على معاقبة المسؤولين عن " المحرقة " في حواّرة ؟؟ ألا يحق لهم الدفاع عن أنفسهم ؟؟ هذا ما يفعلونه.

وعندما يقومون بالواجب وحق الدفاع عن النفس تقوم القيامة في وجههم ويصنّفون إرهابيين ويكون الرد الأميركي: "إن لاسرائيل حق الدفاع عن النفس".

فيتحول بهذا المنطق المواطن المحروقة دياره وأرضه والمسلوبة حقوقه والمعرّض لمجازر مفتوحة، الى جلاّد فيما هو الضحية، ويصبح الجلاّد ضحية  فأين مصداقية أميركا وغيرها ؟؟

دبلوماسيون أوروبيون تفقدوا وزاروا حوّارة، يمثلون 20 دولة وصرّح باسمهم ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفن كون فون بورغسدورف الذي ترأس الوفد: "إن الاتحاد يشدّد على أن عنف المستوطنين أمر خطير يجب أن يتوقف . وسنستمر بالمطالبة بشكل مباشر بمحاكمة ومحاسبة من نفّذ الاعتداءات على المستوطنين" !!

ممثل مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان في دولة الإغتصاب والإرهاب "بتسليم" حجاي إلعاد منظّم الزيارة قال معلقاً:" إن ما يرتكبه المستوطنون من اعتداءات لا يشكّل إدانة لهم. الاعتداءات تتم برعاية الحكومة الاسرائيلية التي تعطيهم دعماً وحصانة ليتمادوا في إعتداءاتهم"!!

- ست دول أوروبية: ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا وإسبانيا أصدرت بياناً مشتركاً جاء فيه: "ندين بشدة أيضاً العنف العشوائي الذي يمارسه المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين. نحض الحكومة الاسرائيلية على التراجع عن قرارها المضي قدماً في بناء أكثر من سبعة آلاف وحدة استيطانية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة وتقنين مواقع استيطانية"!! 
- المحلّل الرئيسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شبّه الاعتداء على حوّارة ب الاعتداء الشهير "ليلة البلور" الذي وقع في ألمانيا عام 1938 عندما اعتدى النازيون على اليهود فدمّروا وأحرقوا الكنس اليهودية والمتاجر والمحلات التابعة لليهود ".

أعدموا سابقاً الاعلامية الفلسطينية الشهيدة شيرين ابو عاقلة حاملة الجنسية الأميركية، ندّدت أميركا. طالبت بالمحاسبة الشفافة. فماذا جرى ؟؟ لا شيئ . مسلسل الإعدامات مستمر. ماذا فعلت أوروبا الفرحة بمشاركة اسرائيل في مساعدة أوكرانيا في مواجهة روسيا أمام كل المناشدات الأخيرة وتوصيفات المحرقة في حوّارة فماذا قال المسؤولون الاسرائيليون ؟؟ 

بن غفير وزير أمن الإرهاب أعلن: "سنستمر في سياسة هدم المنازل. وسيتم تنفيذ هدم منازل وطرد فلسطينيين مع بداية شهر رمضان. وثمة إخلاءات في الشيخ جراّح وفي مناطق كثيرة في القدس ( الشرقية )".

جبش الإرهاب الاسرائيلي وعصاباته اقتحموا جنين واعتدوا على نابلس وارتكبوا مذابح جماعية مؤكدين تمسكهم بسياسة القتل المفتوح. جيش الحكومة وليس فقط جماعة المستوطنين، بل شراكة تامة بينهم. والنائب تسفيكا فوغل العضو في حزب بن غفير والذي كان قد قال صبيحة المحرقة: "حوّارة مغلقة ومحترقة هذا ما أريد أن أراه"!! قال لاحقاً: "العمل الذي قام به سكان يهودا والسامرة هو أقوى رادع حظيت به دولة اسرائيل منذ عملية السور الواقي عام 2002.  يجب أن تحترق القرى عندما لا يتحرك الجيش الاسرائيلي". 

لن تتوقف اسرائيل عن ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين ورغم كل التحذيرات من داخل دولة الإرهاب ومن خارجها ومن الداعين الى تهدئة الأمور خصوصاً على أبواب شهر رمضان المبارك فإن بن غفير وعصاباته مصرّون من الآن على تنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين في القدس وغيرها، وخصوصاً في القدس مما سيولّد احتقاناً كبيراً يذكّر بما جرى عام 2021 وربما يتجاوزه أمام إجرام هذه العصابة الحاكمة.  مقبلون على شهر صيام صعب. على تطورات خطيرة والمسألة تتجاوز قرارات "العقبة" التي أسقطها نتانياهو وأركان العصابة عندما قال: "ما جرى في الأردن يبقى في الأردن". مشروعهم التاريخي: الأردن الوطن البديل. وهم يستعدون اليوم بطلب أميركي للذهاب الى شرم الشيخ. لم يكن موفقاً القرار الفلسطيني بالذهاب الى "العقبة" ولا ضرورة للذهاب الى أي مكان آخر اليوم أمام الإعلان الأميركي عن العجز في فعل شيئ. فلتكن خطة فلسطينية متكاملة والذهاب مجدداً الى مجلس الأمن، الى المحاكم الدولية، الى كل الإجراءات الكفيلة بإحراجهم وإدانتهم معاً اسرائيليين إرهابيين وأميركيين داعمين والأساس وحـــدة الموقف الفلسطيني. لا فصل بين غزة والقدس والضفة وفلسطين الداخل. لا مكان للتسابق داخل السلطة على "الوراثة" ولا مكان للتسابق بين حماس والسلطة وأي من مكونات القوى الفلسطينية. الكل مستهدف. الكل مهدّد في أخطر إندفاعة اسرائيلية ضدهم. وخارج إطار وحدة الصف والمواجهة الشاملة الكاملة على كل المستويات لن يبقى شيئ يرثه أحد هنا او هناك. 

أقول ذلك بصدق وحرص على فلسطين وشعبها وتاريخها ونضالها وشهدائها وتضحياتها ومعاناة أسراها وأهلهم، ولأنها قضية عربية إنسانية بكل ما للكلمة من معنى وليست قضية محلية فقط وللبحث صلة حول هذه النقطة .ين وشعبها وتاريخها ونضالها وشهدائها وتضحياتها ومعاناة أسراها وأهلهم، ولأنها قضية عربية إنسانية بكل ما للكلمة من معنى وليست قضية محلية فقط وللبحث صلة حول هذه النقطة. 
 

المصدر : جنوبيات