لبنانيات >أخبار لبنانية
مثلّث لبناني فلسطيني سوري: وللعدو قصة مع بطّ الوزاني!
مثلّث لبناني فلسطيني سوري: وللعدو قصة مع بطّ الوزاني! ‎الاثنين 20 03 2023 09:36
مثلّث لبناني فلسطيني سوري: وللعدو قصة مع بطّ الوزاني!

عبد الله ذبيان

حرص "الميادين نت" على زيارة منطقة "الوزاني" اللبنانية المتاخمة للأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة.
وذلك بعد رحلة بحرية إلى الناقورة وتخوم "كاريش"  وتنفيذ تقرير حول ثروة لبنان الغازية والنفطية، وفي إثر جولة ماراثونية طويلة أخرى للبحث عن صخور "الحمّر" اللبنانية الثمينة والنفيسة في باطن جبل منطقة حاصبيا، وإعداد تقرير علمي، أتى به فريق الموقع، لاقى استحسان وزارة البيئة اللبنانية ووزيرها النشط والدينامي ناصر ياسين.

وعلى متن التقرير الحالي،الذي تزامن مع إقفال المنتزهات بالشمع الأحمر، كانت العيون شاخصة تسجّل كل لمحة من لمحات منطقة حدودية جميلة وهامة في آن.

قرى  الجولان السوري المحتل "مسعدة – بقعاتة – مجدل شمس" وغيرهم تتراءى من بعيد، وقبل ذلك نلمح قرية "الغجر" ومنطقة "الجليل" الفلسطينية، مروراً بمستعمرة "المطلة" الإسرائيلية التي تقع على مرمى حجر من الأراضي اللبنانية.

مشاريع زراعية ضخمة
مشاريع زراعية ضخمة تحفّ بالطريق العام  الضيّق المنزلق إلى الوادي الأخضر، وهي تنهض شاهداً، على "إرادة الحياة"، في منطقة لم تعرف الاهتمام الرسمي على مدى تشكيل  الحكومات اللبنانية المتعاقبة...!

هنا تجدر الإشارة، إلى أن نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" في البرلمان اللبناني، يشرفون على هذه المشاريع الحيوية الهامة بغية استفادة أهالي المنطقة منها، وكي لا تبقى أراضي جرداء، كما لا بد من الحديث عن الجهود اللبنانية لدرء الأطماع الإسرائيلية بالمياه.

فبعد تحرير معظم الأراضي اللبنانية من الإحتلال الإسرائيلي في أيار/ مايو 2000  باستثناء مزارع شبعا،  أعلن الرئيس اللبناني الأسبق العماد إميل لحود بحزم أن قرار الاستفادة من مياه نهر الوزاني "نهائي لا رجوع عنه" رغم التهديدات الإسرائيلية. وجرى حفل تدشين محطة ضخ مياه نهر الوزاني في جنوب لبنان بحضور رسمي وشعبي.

تتوزع عشرات المتنزهات، على ضفة الوزاني، الجهود هنا فردية بحتة، رغم التهديدات الإسرائيلية، التي وصلت إلى حدّ قيام جنودها بتخريب منشآت سياحية والتعدي على الأملاك اللبنانية.

 عيسى: نحن في "مثلّث الكرامة"... ونكرّس مقولة "جيش شعب مقاومة"
 مطعم "حصن الوزاني"، الذي حط فيه فريق "الميادين نت"، نموذج صارخ لتصميم اللبناني وقوة شكيمته، في التحدي واجتراح "الأمل رغم الألم"!
أمتار قليلة، شجرة داخل النهر، تفصلنا عن أرض الجولان وفلسطين!
الإعلامي والباحث مدير مطعم حصن الوزاني نضال عيسى يقول "نحن في منطقة جغرافية مهمة أسميتها في إحدى مقالاتي بـ"مثلّث الكرامة"، هي تجمع بين لبنان وسوريا وفلسطين. أهمية هذه المنطقة معنوياً أننا معرّضون دائماً لاعتداءات وخروقات إسرائيلية.

وعقّب عيسى "يجب أن نفتخر بأننا الدولة الوحيدة التي هزمت "إسرائيل"، قد نختلف في السياسة لكن ليكن هذا الأمر من المسلّمات ولنكرّس مقولة "جيش شعب مقاومة" في مواجهة هذا المحتل الذي نقف قبالته الآن، نحن نفتخر بهذا الموضوع، نحن محور المقاومة ومحور الكرامة في هذه المنطقة وسيظل صراعنا مع العدو صراع وجود وليس صراع حدود"، 

 تهديد من العدو... وإقفال رسمي للمؤسسات!
 وبكل أسف يقول "هذه المنطقة تفتقر إلى كل مقوّمات السياحة، نحن نساعد الناس بمجهودنا الخاص ونساعد حتى الدولة، نحن نرشد الناس إلى المناطق السياحية ونقوم بحملاتٍ إعلامية في هذا السبيل، ولكن الدولة غائبة عن هذا الأمر للأسف".
وأردف قائلاً: "على الدولة أن تقف إلى جانب كل مَن يضع حجراً، العدو يقف عندنا على الخط الأزرق، هذه الأرض لبنانية بصك أخضر، ويُمنع على اللبناني أن يتعدى الخط الأزرق".
 
وحول إقفال المنتجعات شرح عيسى، "منذ سنوات تقدّمت "إسرائيل" بشكوى على لبنان من خلال قوات الطوارئ الدولية تطالب فيه سحب الطيور (البط) المتواجد من قبل أصحاب المنتزهات على نهر الوزاني بحجة اختراقها "الخط الأزرق".
وفي المقابل، نحن نسأل القوات الدولية لماذا لا تمنعوا "إسرائيل" من الأعتداءات التي تقوم بها لأذية المزارعين من خلال الخنازير التي تطلقها "إسرائيل" على الأراضي اللبنانية وتفسد المزروعات".. وماذا عن استخدام العدو غير القانوني لبركة "النقّار" اللبنانية التي تروي الحيوانات والمزروعات؟

وأوضح "اليوم صدر قرار من هذه المحكمة بأقفال تلك المؤسسات السياحية بحجة عدم امتلاك اصحابها تراخيص قانونية علماً أن أصحاب تلك المنتزهات قدّموا ملفاتهم إلى الوزارة المختصة منذ العام 2018 "
ورأى عيسى أن " ما كان يسعى له العدو وعجز عنه بترهيب أصحاب الأرض الذين وقفوا بوجهه قائلين سوف نستثمر بأرضنا، حققته الدولة بشحطة قلم". 

وأضاف، "عند مراجعة وزير السياحة وليد نصّار أبدى كل تعاون، وهو تفاجأ لجهة أن أصحاب المؤسسات قدموا ملفاتهم منذ سنوات ولم يتم البت بها  قائلاً" انا ضد إقفال أي مؤسسة سياحية ولكن قرار الأقفال صدر عن محكمة وانا أطبق القرار فقط  واعداً بالحل خلال أيام".

ما هو المسوّغ الطارئ الذي فرض تسوية وضع منتزهات الوزاني من دون غيرها ؟
وفي ظل اهتمام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي اتصل بوزير السياحة، وإيلاء وزراء ونواب المنطقة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل (بعض المواقع وضع "بانر" بعنوان "منتجعات الوزاني خط أحمر")،  يسير الملف نحو حل يفترض أن يرضي أصحاب المشاريع الذين قارعوا العدو ومحاولاته المتكررة للاعتداء على الجانب اللبناني.
 
واستغرب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني علي فياض "التوقيت المشبوه لتنفيذ الحكم القضائي بإقفال المنتزهات». واعتبر بأن "وضع البلد الحالي يفرض مقاربة ملف منتزهات الوزاني وفق معايير وطنية واقتصادية خاصة".

وذكّر بأن اللجنة النيابية المكلفة وضع قانون تسوية الأملاك البحرية "توافقت على تأجيل البحث في المخالفات على الأملاك النهرية لأنها صغيرة بالمقارنة مع غيرها. فما هو المسوّغ الطارئ الذي فرض على الدولة تسوية وضع منتزهات الوزاني حصراً من دون غيرها؟".

فياض: المنطقة تقاوم من الناحية السياحية
 فياض أكد إن هذا المكان هو الزاوية الضيّقة على مثلث الحدود اللبنانية السورية الفلسطينة، ولو لم تكن قوات الاحتلال الاسرائيلي متواجدة لكانت هذه المنطقة من أهم المناطق على المستوى الاقتصادي السياحي والاستراتيجي لأنها تمثّل تقاطعاً لممر تاريخي ليس فقط في الزمن المعاصر بل تاريخياً".


وتحدّث فياض عن أهمية هذه المنطقة اليوم قائلاً:

1-أنها تصارع العدو الاسرائيلي على المستوى الانمائي من ناحيتين:  زراعية حيث تم اصلاح وتحويل 10 دونمات من أراضي قاحلة الى واحدة من أهم المناطق الزراعية في لبنان حتى أنها باتت تنافس الزراعات الموجودة في الجهة المقابلة (الأراضي المحتلة) لكن هذه المنطقة اليوم تعاني اليوم،  لأن تصريف هذا الانتاج بات صعباً بسبب مشاكل المعبر البري عبر سوريا نتيجة الأزمة السورية والمقاطعة الخليجية للمنتجات اللبنانية.

2- وهي تقاوم من ناحية سياحية، لجهة إقامة مجموعة منشأت سياحية متنوعة من شاليهات ومسابح ومطاعم وغيرها على ضفة نهر الوزاني،  واللافت في هذا الموضوع إقبال اللبنانيين من كل المناطق اللبنانية وغير اللبنانيين أيضاً على زيارة المنطقة،  لذلك فإن اقامة هذا المشروع هو مغامرة ولكن لكل ذلك خلفية وطنية،  ولتنجح كما يجب هي بحاجة الى دعم رسمي ورعاية رسمية.
 
وحول حق لبنان في المياه يقول " نهر الوزاني هو من الأنهار الغزيرة في لبنان ولنا حصة فيه وبحسب الاتفاقيات الانكليزية والفرنسية، لبنان يستفيد حاجته للقرى وما يتبقى يذهب باتجاه فلسطين لذلك نحن لا نستغل شيء تقريباً ـ  ولم يكن ممكن الاستفادة من النهر لو لم تكن المقاومة موجودة وفي المرصاد".

زهرة عبد الله: الاستثمار أثبت أننا مقاومون ثابتون

 مؤسسة منتجع زهرة حصن الوزاني السيدة زهرة عبد الله التي تشكّل نموذجاً ناجحاً للمرأة الجنوبية الصامدة، واللبنانية المثابرة آثرت البقاء في وطنها، و لاقتنا مع عائلتها بكلّ دماثة واهتمام، وهي تقول: "أصبح لدينا الجرأة لاستثمار بعد هذا المشروع الذي يمثّل نتاج حبّي وحبّ أبي للأرض الذي أوصاني بها عندما كانت محتلّة".

وإذّ  ذكرّت بخروقات وانتهاكات العدو الجوية والبرية والبحرية اليومية للبنان، تضيف: " الاستثمار هو مقاومة سياحية سلمية في بداية المشروع حاولت قوات الاحتلال مراراً إيقاف هذا المشروع ولكنني أصريت على استكماله وعملت على تشجيع اليد العاملة،  فبدأت من الصفر من أرض لا تحتوي إلا على بعض الحجارة وعملت على توصيل الكهرباء وحفر الطرقات دون أي مساعدة".

ودعت كل اللبنانيين الى "زيارة هذا المكان الجميل الذي يقع على الخط الازرق والتمتّع بمياه النهر النابعة من الأرض البركانية المليئة بالكثير من المعادن"، أوضحت  أن "هذه المنطقة تبعد 90 كلم عن كل من بيروت-دمشق والقدس، و بالإضافة الى جمالية وغنى المكان إلاّ أن القيمة المضافة له تبقى في التربة الخصبة للمزارعين".

وأنهت مؤكدةً أن "هذا الاستثمار أثبت أننا مقاومون ثابتون".

المصدر : الميادين