بأقلامهم >بأقلامهم
الخبزُ أيضًا على المحكّ... والموزعون في مهبّ الأزمات...؟
الخبزُ أيضًا على المحكّ... والموزعون في مهبّ الأزمات...؟ ‎الجمعة 24 03 2023 10:08 زياد العسل
الخبزُ أيضًا على المحكّ... والموزعون في مهبّ الأزمات...؟

جنوبيات

هي لقمةُ الفقراء على المحكّ أيضًا، بعد كل هذا الويل الذي عصفَ بالبلاد والعباد منذ سنوات لليوم، في الوقت الذي كثُر الحديثُ فيه عن عدم قدرة الكثير من العائلات على تأمينها وسط مسلسل الانهيارات الحاصل، عطفًا على انخفاضٍ كبيرٍ في دائرة موزعي الخبز، فضعفُ الاستهلاك يعود لارتفاع سعر الرّبطة، عطفًا على ارتفاع سعر المحروقات، والنّسبةُ التي يعترُها الموزّعون حقًّا بديهيًّا، وسط ارتفاع كلفة الحياة والغلاء الذي يعصف بكل تفصيل من تفاصيل الحياة اليوميّة.

حدّدت وزارة الاقتصاد التّسعيرة الرسميّة لربطة الخبز ب35 ألف ليرة لبنانيّةٍ، ويتمُّ بيعها اليوم في المحل التّجارية في 45 ألف ليرة لبنانيّة، وقد استطلعت الأفضل نيوز آراء شريحةٍ واسعةٍ من النّاس، حول ارتفاع ثمن الرّبطة.

صاحبُ فرنِ آراشْ في راشيا ناجي دانيل يتحدَّثُ أنَّ الأزمةَ هي أزمةُ طحينٍ، فالكميّة التي نستلمها لا تفي بالغرض، وسط كثافة الطّلب على الخبز، فالبعضُ يحمّلنا المسؤوليّةَ، وهذا خطأٌ كبير، وربطة الخبز هي أساسيّةٌ على طبق المواطن اللُّبنانيّ، لذلك فمهما كلّف الأمر وزاد ثمنها، فلا مناص من شرائها. لذا فقد آن الأوان لأن يسمع المعنييونَ صرختَنا.

"نوزّعُ الرّغيف لأربعة أشخاصٍ، نظرا لكثرة أبناء عائلتنا"، وفق أبو نديم( 60 عامًا من بلدة بقاعية)، فهو غيرُ قادرٍ على شراء أكثر من ربطة بعد تدنّي راتبه الشّهري، ويردفُ قائلاً:" عم نيّمهم بكّير، خوفًا من طلبِ ما هو غير متوفّر".

عدد كبير من العائلات اتّجهت نحو طبخ الرُّز، وذلك كبديل عن الخبز، وهو ما تفعله أم ثائر(ربّة منزل لأربعة أطفال)، حيث إنها وجدت في أكل الرُّز بديلًا موقّتًا لهم عن الخبز، عن تأمين الرّز الذي صار ثمنه غاليًا، تؤكّد السيدة البقاعيّة نفسها:" إنه ما زال هناك من الإعاشات ما يكفي، بينما الخبزُ أمرُهُ مختلفٌ".

الأمر عينهُ انسحبَ أيضًا على موزّعي الخبز، فهناك من اتّخذ من هذه المهنة عملًا منذ عقودٍ من الزمن، فكان إنتاجه مقبولًا فيما سلف وفق العم حكمت ، والذي يوزّع الخبز للمحال التجارية، فالمهنةُ في خطرٍ، ولم تعدْ "أكلة حلاوي" وفق ما يقول، ومع تدنّي الرّواتب وانخفاض الاستهلاك، قد يكون عمّال التّوزيع عاطلين عن العمل في وقتٍ قريبٍ.

التّراجع في أعداد الموزّعين، فتح الباب أمام "التّوكتوك" والدّراجات النّارية، لاقتحام هذه المهنة، فأضحى إيصالُ الخبزِ مهنةً جديدةً عند هؤلاء، حيث يستحوذون على زبائنَ يوميّين، يعتمدون عليهم في إيصال الخبز، في حال كان ثمة قدرة على شرائه بشكلٍ يوميٍ. وهذا يأتي عطفًا على الكميّة الكبيرة من النّازحين الذين يتهافتون بقوة على شراء الخبز من المخابز والمحالّ، وهذا قد يطيحُ الأمل بشرائها إذا توفّر ثمنها للعائلات المتعفّفة.

مبادرات فرديّة قامت من جهات وجمعيّات وأصحاب أيادي بيضاء لتأمين الخبز للعائلات المنهكة هذه الأيام، ولكن هذا ليس حلًّا بعيد الأمد، فالحلُّ هو تأمين لقمة الفقراء بسعر مقبول، لأنّها آخر ما تبقّى على طبقِ اللبنانيّ المتواضع هذه الأيّام.

المصدر : جنوبيات