لبنانيات >أخبار لبنانية
هيثم زعيتر يردُّ على تطاول ناجي حايك على الشهيدة شيرين أبو عاقلة
هيثم زعيتر يردُّ على تطاول ناجي حايك على الشهيدة شيرين أبو عاقلة ‎الثلاثاء 11 04 2023 13:13
هيثم زعيتر يردُّ على تطاول ناجي حايك على الشهيدة شيرين أبو عاقلة

جنوبيات

ردَّ عضو المجلسَين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر في برنامج الإعلامي طوني خليفة "استديو العرب"، الذي بُثَّ على قناة "المشهد"، مساء يوم الثلاثاء في 4 نيسان/إبريل 2023م، على مواقف الناشط في "التيار الوطني الحر" ناجي حايك "العنصرية"، بعد وضع صورة الشهيدة شيرين أبو عاقلة في المكتبة الوطنية في بيروت، بقرار من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى.
وقال زعيتر: "الدكتور ناجي حايك لا يترك مُناسبة، إلا ويُهاجم الوجود الفلسطيني في لبنان. إذا كانت لديه مُلاحظات على هذا الوجود أو خلاف مع أي شخص فلسطيني، فيُمكنه اللجوء إلى الأُطُر القانونية التي يراها مُناسبة ".
واستدرك: "لكن أنْ يشملَ تطاوله الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فهذا أمر غير مسموح به، لا له ولا لغيره، فاللاجئ الفلسطيني مُقيم في لبنان بشكلٍ اضطراري، جرّاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي هجّر اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948م، وفتح لهم الأبواب، وهم يحفظون الاستقبال اللبناني".
وأكد أنّ "اللاجئ الفلسطيني في لبنان، بشهادة الجميع، ليس عبئاً على الواقع اللبناني، بل هو رافد أساسي للاقتصاد اللبناني، هذا من ناحية الوجود الفلسطيني في لبنان".
واستطرد: "أما في ما يتعلق بالشهيدة شيرين أبو عاقلة، فاللافت أنّ الدكتور ناجي حايك تطرّق إلى شخص "شهيدة" ارتقت أثناء عملها المهني الإعلامي على مرأى العالم، برصاص قنّاص إسرائيلي عمداً، نفّذ قراراً عسكرياً، وأمراً سياسياً باغتيال الصحافية، التي كشفت زيف ادّعاءات الاحتلال الإسرائيلي بمُواجهة حقيقة الرواية الفلسطينية".
وأضاف: "التحدث عن شهيدة بهذا الرمز، وهذا الحجم، بهذه الطريقة، لا يجب أنْ يمر مُرور الكرام، حتى لا يتكرَّر، فلا ناجي حايك ولا غيره، يُسمح لهم بالتطاول على الرموز الوطنية الفلسطينية، العربية، العالمية والإنسانية".
وتوجّه زعيتر بالحديث إلى مُقدِّم البرنامج الإعلامي طوني خليفة، بالقول: "أنتَ يا أستاذ طوني، لك مواقف لافتة في موضوع القضية الفلسطينية، ونعيت الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي هي وسام شرف بشهادتها، واستشهادها أمام العالم، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد استهداف الإعلاميين والمُثقّفين، الذين لديهم دور أساسي ورئيسي، وصادف أنّ هذا الكلام جاء يوم أحد الشعانين الذي احتفل به العالم، فيما مهد السيّد المسيح (عليه السلام) ما زال يسير على طريق الجلجلة في مُواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "يوم الاثنين في 4 نيسان/إبريل، صادف ذكرى ميلاد شيرين أبو عاقلة، فهي للمرّة الأولى تغيب عن إضاءة الشموع في كنيستَيْ القيامة والمهد، والمُشاركة مع المُسلمين في شهر رمضان المُبارك، وتغطية الصلوات في المسجد الأقصى".
وأردف: "شعرتُ بأنّ هناك مَنْ أراد طعن شيرين أبو عاقلة مُجدّداً، وهو ما قام به الدكتور ناجي حايك، وإنْ كان يُحاول دائماً التعليق على أيّ أمر، حتى يكون حاضراً في المشهد، لأنّه يبحث عن أيّ دور من الأدوار، والثوابت عديدة - ربما سنتطرّق إليها في هذه الحلقة إذا ما اضطررنا لذلك - وتذكيره بالتناقضات، ومن ثم العودة عن الأخطاء التي قام بها، هو يُريد أنْ يكون ضمن المشهد بحثاً عن أي دور ليس أكثر".
وإلى حايك وجّه زعيتر كلامه: "بمداخلتِكَ قلتَ: "أنا قضيتي مش قضية شيرين أبو عاقلة، مش قضية فلسطينية، قضيتي لبنانية". إذن أنتَ تُقرُّ بالقضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية قضية تلتقي بالكثير من المحطّات مع القضية اللبنانية، التي هي قضية عدالة، وحق، واعتراف بوجود الآخر، وقضية إنسانية، وأبناء فلسطين يحفظون للبنان ما قدّمه من تضحيات من أجلها، ويجب أنْ تقول بوضوح: إنّ الشهيدة شيرين أبو عاقلة استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، حسناً إنّ الظروف ربما الاتصال انقطع، فكانت المُداخلة الأولى لي، فهذا ما أدّى إلى تغيير كُل موقفك، ولا خلاف إذا عاد، وأعلن الدكتور ناجي حايك أنّه مع القضية الفلسطينية ويحترم استشهاد شيرين أبو عاقلة".
بعد اعتذار الدكتور ناجي حايك، خاطبه زعيتر، قائلاً: "إذا لم يكن لديكَ مُشكلة مع استشهاد الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ولا مُشكلة مع القضية الفلسطينية، فلا يُوجد أيّ خلاف، لقد قُلتَ سابقاً كلاماً واضحاً، "أنت مش قضيتك قضية استشهاد شيرين أبو عاقلة ولا القضية الفلسطينية، قضيتك القضية اللبنانية"، التي تعني العدالة والإنسانية، وبوضوح مُناصرة المظلوم، فالشعب الفلسطيني ظُلم على يد الاحتلال، شيرين أبو عاقلة استشهدت على أيدي الاحتلال".
واستطرد زعيتر: "هنا أستشهد بموقف للأستاذ طوني خليفة، المسيحي الماروني، عندما قام بدفع الكفالة عن نور التميمي، خلال شهر كانون الأول/سبتمبر 2017م، بعدما صفعت هي وعهد التميمي، ضابطاً إسرائيلياً، وكانت مُبادرة تُسجَّل للتاريخ، أنّ طوني خليفة، ابن لبنان، المسيحي، مُلتزماً بالقضية الفلسطينية، هذا الموقف حفظه أبناء فلسطين، وحضر وفد من فلسطين لتكريمه".
وشدّد على أنّه "مطلوب من الدكتور ناجي حايك موقف واضح بدعم القضية الفلسطينية، لا نُريد الحديث بشأن ما جرى في حرب 1975م وكيف عمل الأميركان على إدخال الفلسطيني إلى أتون الحرب العبثية التي وقعت في لبنان، بشهادة مُؤسِّس حزب "الكتائب" الشيخ بيار الجميل، أنّ هناك مَنْ أوقع صداماً بين الفلسطينيين وحزب "الكتائب"، وأنّ الفلسطينيين لم يعتدوا بإطلاق النار، بل البوسطة التي تقل فلسطينيين، هي التي تعرّضت لإطلاق النار".
واسترسل: "تمرُّ ذكرى عيد ميلاد الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي تغيب عنه للمرّة الأولى، وكنّا نتمنّى من الدكتور ناجي حايك، وهو يحتفل بأحد الشعانين، أنْ يُضيء شمعة في ذكرى شيرين، فإذا كانت لديك أزمة داخلية بأنّك تحتفل مرّة كل 4 سنوات بعيد ميلادك، المُصادف في 29 شباط/فبراير، فيجب أنْ تعترف للآخرين بإضاءة شموع في عيد الميلاد، وعيد الفصح المجيد، وأحد الشعانين، خاصّة أننا في أجواء الصوم المسيحي والإسلامي".
وواصل زعيتر القول: "بعدما اتّضح للدكتور حايك أنّ هناك صورة للشهيدة شيرين، وليست قاعة في المكتبة الوطنية، عليه التدقيق أكثر في معلوماته، فسابقاً وصلته معلومة خطأ للأسف، في موضوع جيسيكا عازار، أنّها تزوجت من ابن أحمد صوفان، محمد صوفان، ليتبيّن أنّها تزوجت من محمد حسن صوفان، وليس الذي كان مُختلفاً مع "أبو أنطون" في حرب 1976م. بعدما وصلتك معلومة أنّ هناك صورة في المكتبة الوطنية وليست قاعة، يعني أنّ الصورة تُرفع في كل مكان، تقديراً لشهادة شيرين أبو عاقلة، ويُمكن وضع صورة لكل شهيد وطني في كل مكان في فلسطين، هناك قدّيسون رُفِعَتْ صورهم".
وردّاً على سؤال الدكتور حايك، الذي نقله الإعلامي خليفة، إذا كان يُمكن وضع صورة الشهيد جبران تويني في فلسطين؟ أكّد زعيتر أنّ "الشهيد الوطني، هو مَنْ يسقط دفاعاً عمّا يقتنع به، بكلمة أو رأي أو موقف، من المُمكن وضع صورة لجبران تويني، في فلسطين، حيث احتُفِلَ بالقديس شربل، وأُطلِقَ اسمه على شارع، وأُقيم له مزار في بيت لحم، بقرار رئاسي فلسطيني، هل تدري ذلك؟ إذا لا، يُمكنك مُراجعة التاريخ!". 
وختم زعيتر: "الشعب الفلسطيني في لبنان يحفظ ما قدّمه له لبنان، وهو يُقرُّ بسيطرة الدولة اللبنانية على أراضيها، والمُخيّمات جزءٌ منها، وفي كل التجارب باعتراف الجميع، أنّ الشعب الفلسطيني لم يدخل في أتون أي تجاذبات داخلية، هو حافظ على الأمن والاستقرار بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ولن يكون في أي خانة داخلية لبنانية مُنحازاً لأي طرف، إلا مع لبنان بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

المصدر : جنوبيات