بأقلامهم >بأقلامهم
تدويل "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"
تدويل "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" ‎الاثنين 7 08 2023 21:19 هبه بيضون
تدويل "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"

جنوبيات

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم 32/40 ب بتاريخ 29 تشرين ثاني عام 1977، والذي خصّص هذا اليوم للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وجاء تخليداً لذكرى اليوم الذي صادقت فيه الجمعية العامة على قرارها رقم (181) الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية في 29 نوفمبر 1947. واعتبر هذا اليوم من كل عام فرصة لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة التحدّيات، وذلك من خلال إبراز قضيته وتسليط الضوء عليها وعلى نضالاته من أجل الحرية والعدالة وإحقاق حقوقه المشروعة.

ومن هنا تأتي أهمية تعميم المشاركة والاهتمام بهذا اليوم والتذكير به في جميع أنحاء العالم، لتشمل الحكومات والشعوب والمنظمات غير الحكومية والأفراد والمؤسسات الدولية بشكل عام والأكاديمية والبحثية بشكل خاص، لما لها من أهمية متعلقة بالأجيال القادمة وباستخدام المنهج العلمي في دحض الرواية الإسرائيلية الصهيونية، وتعزيز الرواية الفلسطينية في إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة تاريخياً وجغرافياً وتراثياً وحضارياً ودينياً، وذلك من أجل تأكيد ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحل جميع القضايا العالقة كالمستوطنات وعودة اللاجئين وغيرها من القضايا.
وعند الحديث عن تدويل إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ترجمة للقرار الصادر من الجمعية العامة بهذا الخصوص المذكور أعلاه، والذي تمّ تحديد تاريخه في التقويم الدولي، أصبح لا بدّ من قيام حملات إعلامية وتوعية تنظمها المنظمات غير الحكومية والجمعيات والمؤسسات المختلفة بما فيها المدارس والجامعات ومراكز البحث والدراسات والفكر والأفراد للحديث عن أهمية إحياء هذا اليوم، وذلك من خلال وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي وتضمين ذلك في الندوات والمؤتمرات التي تعقد والمتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وعند الحديث عن الأفراد، لا بد لنا من الحث على التواصل مع الشباب والأجيال الجديدة الناشئة على مستوى العالم، حيث أنهم القوة الدافعة وراء التغيير، والذين يشكل جزء منهم طلاب في المدارس والجامعات، ومن هنا تكمن أهمية توجيه الجهود للتواصل مع الشباب العالمي وتشجيعهم على المشاركة في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونشر الوعي بالقضية الفلسطينية.
ولا بد من تحفيز البعثات الدبلوماسية من سفارات وقنصليات ومؤسسات ثقافية فلسطينية في الدول المختلفة لتنظيم فعاليات خاصة بهذا اليوم، ودعوة مواطني الدول لحضورها كنوع من المشاركة الدولية في إحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
ولحكومات الدول دور في تدويل إحياء هذا اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تصدير البيانات التضامنية التي تقر بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتدعم من خلالها تلك الحقوق الوطنية والإنسانية، كما يمكن للحكومات عقد مؤتمرات دولية تبحث بتطورات القضية الفلسطينية وقضاياها المختلفة وتداعياتها، كما أنّه يمكن التعبير عن التضامن للدول المقتدرة من خلال تقديم الدعم الاقتصادي الإنمائي والإنساني للشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع تنموية تدعم الاقتصاد الفلسطيني، أو دعم منظمات تقدّم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، في فلسطين، وفي مخيمات الشتات.
ويمكن للحكومات أن تقوم بدور توعوي بالقضية الفلسطينية من خلال سياسة الإعلام الرسمي في الدولة، وذلك من خلال تسليط الضوء على الجوانب المتعددة للقضية الفلسطينية، وعلى التحدّيات والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وفي جانب القضاء والعدالة، يمكن للحكومات تعزيز دور القانون الدولي من خلال الضغط على الجهات الدولية المختصة لتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني والوفاء بالتزاماتها القانونية. أمّا تلك الحكومات المشاركة بصورة أو بأخرى في المنظمات الإقليمية والدولية، يمكن لها أن تدعم القرارات والمبادرات التي تدعم الحقوق الفلسطينية، وهو ما يسمى بالدبلوماسية الدولية.
أمّا المؤسسات الأكاديمية ودورها في إحياء هذا اليوم التضامني الدولي مع الشعب الفلسطيني، هناك العديد من النشاطات التي يمكن للجامعات تنظيمها بهذا الخصوص، منها تنظيم ندوات أو محاضرات أو مؤتمرات، تدعو فيها أساتذة ومتخصصين بالشأن الفلسطيني، بحيث يتم التعريف خلالها بالقضية الفلسطينية وتاريخها، كما يمكن لها تنظيم حلقات دراسية أو حلقات نقاش يتم فيها مناقشة مواضيع مختلفة بالقضية الفلسطينية، كحق العودة واللاجئين والقدس والاستيطان وغيرها من المواضيع، وكذلك إقامة فعاليات ثقافية تلقي الضوء على التراث الفلسطيني، كالعروض الفنية والمسرحية وإقامة المعارض التي تبرز الصناعات اليدوية الفلسطينية وفن التطريز وغيرها، ويمكن لذلك أن يمتد ويتوسع ليكون هناك أسبوع ثقافي فلسطيني في الجامعة، يتضمن عرض للأزياء الفلسطينية التراثية، والطعام الفلسطيني، والحرف اليدوية، وعروض فنية تشمل الرقص والغناء الفلسطيني التراثي، كما يمكن تنظيم عرض أفلام وثائقية وسينمائية تتناول القضية الفلسطينية وتعرض معاناة الشعب الفلسطيني على أكثر من صعيد، ويمكن عرض فيلم وثائقي حول الأسرى في معتقلات الاحتلال. ومن جانب آخر، يمكن للجامعات تنظيم مسيرات طلابية تضامنية سلمية تطالب بإنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق العدالة.
إنّ تركيز الأنشطة الجامعية على التثقيف والتوعية بالقضية االفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أمر مهم، لإبقاء القضية حيّة، ولإخراج جيل واعي بأهمية تحقيق العدل والعدالة والحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.
واخيراً، لا بد لنا جميعاً أن نعمل على أن يكون اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوماً مشتركاً بين الدول وبين مؤسساتها المختلفة، خاصة الأكاديمية منها، بحيث يكون هناك فعاليات في جميع الدول، وبالأخص في جامعة واحدة و مركز بحثي عالأقل في كل دولة، بحيث يحيون هذا اليوم وفق ما يرونه مناسباُ، ليكون ذلك جزء من جهود المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني والتضامن معه.

المصدر : جنوبيات