إنّها قصّة حقيقيّة حصلت في المملكة المتّحدة في 25 كانون الأوّل من العام 1937، حيث تمّ إلغاء مباراة لكرة القدم بعد وقت قصير من انطلاقتها بسبب انتشار الضّباب الكثيف في الملعب الذي غادره الجميع باستثناء حارس المرمى "سام بارترام"، والذي لم يسمع صفّارة حكم المباراة جرّاء الصّخب الجماهيريّ خلف مرماه. فقد ظلّ "سام بارترام" يحرس مرماه متيقّظًا لأي تسديدة تباغته، وذلك لمدّة قاربت ال15 دقيقة قبل أن يأتي رجل الأمن لإعلامه بقرار إلغاء المباراة.
وعندها قال حارس المرمى "سام" جملته الشّهيرة:
"يحزنني أن ينساني رفاقي وأنا أحرسهم، وقد ظننت أنّنا كنّا نهاجم طوال الوقت".
وعليه، ومن منطلق ما حصل مع حارس المرمى الشّهير "سام بارترام"، فكم بقينا نحرس ظهورًا غادرتنا منذ اللحظة الأولى، وكم من الوقت أهدرنا لحماية من باعونا عند أوّل مفترق من طرق الحياة الصّعبة، وكم دافعنا عن أشخاص هاجمونا عند أوّل خلاف، وكم ضيّعنا من عمر حياتنا من أجل حفنة لا يقدّرون تضحياتنا.
وبملخّص القول الفصل، "لا تنسَ أو تتجاهل" من يحرسك، ويدعمك، ويهتمّ بك، ويدافع عنك. فأنت إن فقدت هذه الزّمرة الطيّبة من النّاس هُزمت في مباراة الحياة.
ولات ساعة مندم...
القاضي م جمال الحلو
