ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
رحيل «أبو صياح» الشعب خسر فنانه!
رحيل «أبو صياح» الشعب خسر فنانه! ‎الجمعة 6 01 2017 11:46
رحيل «أبو صياح» الشعب خسر فنانه!

جنوبيات

بعد معاناة شديدة من عذابات أليمة سببتها له صحته التي ما عرفت الاستقرار في آخر سنة من عمره، ترك رفيق سبيعي الشهير بـ«ابو صياح» عصاه وسرواله التقليدي وقلنسوته الشهيرة، أمانة لدى مشاهديه ومحبيه، ورحل عن هذه الدنيا، حزيناً ومفجوعاً… أولاً لما حدث لبلده سوريا من دمار للحجر والبشر، وثانياً لرحيل ولده الذي توفي في القاهرة وهو في عمر الورود، ودفن فيها، بعدما غادر دمشق بناء لنصيحة «الأصدقاء»، بسبب مواقفه المتعارضة مع مواقف والده، وحيث كان يجد في النظام الحاكم «سلطة قمعية!! فيما والده، الفنان الراحل، كان يجد في سوريا «عاصمة العرب والدنيا»، وفي نظامها ورجالاته مقاتلين أشداد بوجه الإرهاب.
رفيق سبيعي، الذي عرفناه أوّل ما عرفناه في بدايات الخمسينيات من القرن المنصرم، فناناً شعبياً يقدم على مسارح دمشق وبيروت مونولوجاته الانتقادية الساخرة الموجهة لشباب تلك المرحلة الذين لحقوا موضة «الهيبيين» ورقصوا «الهولاهوب»، وسواهما من الصرعات الغربية الغريبة عن مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، ومن أبرز هذه المونولوجات «يا ولد لفلك شال» و«شرم برم كعب الفنجان»، وسواهما الكثير، استطاع خلال رحلته الطويلة مع الفن ان يحصد لقب «فنان الشعب» من الفئات الشعبية والرسمية على حد سواء… وهو اجتهد في تطوير أدائه، من مقدم مونولوجات إلى مخرج اذاعي على مدى 12 عاماً في اذاعة دمشق، ثم الى شخصية محورية في عشرات المسلسلات الدرامية والفكاهية، أشهرها من دون شك «حمام الهنا» مع الثنائي الكوميدي دريد لحام ونهاد قلعي.
رفيق سبيعي، صديق العمر، وقد زرته في آخر زيارة قمت بها إلى دمشق منذ حوالى الـ6 أشهر، كان محبطاً يائساً، فاقد الأمل في كثير من الأمور الوطنية والسياسية والاجتماعية والفنية، لكنه رغم حادث «كسر الحوض» الذي تعرّض له وأقعده في المنزل إلى يوم الرحيل، ظل فخوراً بكونه «مواطناً سورياً عربياً»، كما ردد أمامي عشرات المرات… رحمه الله.

المصدر : اللواء - عبد الرحمن سلام