فلسطينيات >داخل فلسطين
قيادة الكنائس المسيحية في القدس تستضيف رئيس أساقفة كانتربري ويدعون إلى ضبط النفس وحماية المدنيين
قيادة الكنائس المسيحية في القدس تستضيف رئيس أساقفة كانتربري ويدعون إلى ضبط النفس وحماية المدنيين ‎السبت 21 10 2023 17:31
قيادة الكنائس المسيحية في القدس تستضيف رئيس أساقفة كانتربري ويدعون إلى ضبط النفس وحماية المدنيين

جنوبيات

صدر عن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس البيان التالي:

“فقد كنت جائعا فأطعمتني، كنت عطشانًا فأسقيتني، كنت غريبا فاستضيفتني، كنت عاريا فكسوتني، كنت مريضا فزرعتني، كنت في السجن فأتيتني.” (متى 25: 35-36)

نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، بعد أن اجتمعنا في صلاة مع ضيفنا الكريم رئيس أساقفة كانتربري ورأس الكنيسة الانجيلية جاستن ويلبي، في القدس، نعلن موقفنا الواحد والذي نُعبّر عنه بأقوى العبارات الممكنة عن إدانتنا للضربات الإسرائيلية التي استهدفت بدون سابق إنذار مجمع كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية في غزة في ليلة 19 تشرين الاول الجاري.

وأدت هذه الانفجارات إلى الانهيار المفاجئ والكارثي لقاعتين في الكنيسة، وكان ينام فيهما عشرات اللاجئين، بينهم نساء وأطفال. ووجد العشرات أنفسهم مصابين على الفور تحت الأنقاض. أصيب العديد منهم بجروح خطيرة. وفي آخر إحصاء، قُتل ثمانية عشر شخصا، تسعة منهم أطفال.

وبإدانتنا لهذا الهجوم على مأوى وملحأ يحظى بقدسية، لا يمكننا أن نتجاهل أن هذا ليس سوى أحدث مثال على إصابة أو مقتل مدنيين أبرياء نتيجةً لضربات صاروخية ضد ملاجئ أخرى يأوى إليها الناس كملاذ أخير. ومن بين هذه الملاجىء: المدارس والمستشفيات التي فر اليها اللاجئون بسبب هدم منازلهم في حملة القصف المتواصلة التي شنت على المناطق السكنية في غزة خلال الأسبوعين الماضيين.

وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بمؤسساتنا وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والدينية والإنسانية، فإننا، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، لا نزال ملتزمين، بشكل كامل، بالوفاء بواجبنا المقدس والأخلاقي المتمثل في تقديم المساعدة والدعم والملجأ للمدنيين المتضررين الذين يأتون الينا وهم في امس الحاجة لخدماتنا. وحتى في ظل مواجهة المطالب العسكرية المستمرة بإخلاء مؤسساتنا الخيرية ودور العبادة، فإننا لن نتخلى عن هذه المهمة النابعة من معتقدنا المسيحي، لأنه لا يوجد مكان آمن آخر يلجأ إليه هؤلاء الأبرياء.

وكما تذكرنا الاية أعلاه، فإن السيد المسيح يدعونا لخدمة الفئات الأكثر ضعفًا. ويجب علينا أن نفعل ذلك ليس فقط في أوقات السلام. يجب على الكنيسة أن تتصرف ككنيسة وخاصة في أوقات الحرب، لأن المعاناة الإنسانية تكون في ذروتها. ومع ذلك، لا يمكننا إنجاز هذه المهمة بمفردنا.

ولذلك، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى فرض تدابير حماية فورية على أماكن اللجوء في غزة، مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يتسنى تسليم الغذاء والماء والإمدادات الطبية الحيوية بأمان إلى وكالات الإغاثة التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين في غزة، بما في ذلك تلكالتي تديرها كنائسنا.

وأخيرا، ندعو جميع الأطراف إلى وقف العنف، والتوقف عن استهداف المدنيين بشكل عشوائي، والعمل ضمن القواعد الدولية للحرب. ونعتقد أنه بهذه الطريقة فقط، يمكنوضع اسس لاطار النشاط الدبلوماسي للتعامل مع المظالم التاريخية، حتى يُفتح المجال لتحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء أرضنا المقدسة الحبيبة – سواء فيعصرنا هذا أو للأجيال القادمة.

المصدر : اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين