الثلاثاء 24 كانون الثاني 2017 09:14 ص

مخطّط الإرهابي عمر العاصي وسر عدم تفجير الحزام في الـ"كوستا"!


* هيثم زعيتر

طرح نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية بتوقيف الإرهابي عمر حسن العاصي (25 عاماً)، احتمال عودة التفجيرات الانتحارية الإرهابية لتعصف بالساحة اللبنانية، مستهدفة أماكن عامة تعج بالمواطنين.
ويأتي ذلك، بعد إحباط محاولات تفجير انتحارية سابقة قبل تنفيذها، من خلال توقيف المنفّذين أو المخطّطين من خلال عمليات أمنية استباقية.
ومردُّ عودة احتمالات التفجير في هذه المرحلة - التي لم تسقطها الجهات الأمنية على تنوّعها من حساباتها - انطلاقاً من أنّ تنظيم "داعش" الارهابي، استنهض خلاياه النائمة لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، بعدما تمّ توقيف عدد كبير من المسؤولين البارزين في التنظيم الإرهابي.
ووضعت الأجهزة الأمنية في استنفار تام لمواكبة التطوّرات والمتابعة السريعة لأي معلومة تتعلق بإرهابي أو مشتبه به، أو جسم غريب، لمنع حصول أي اعتداء أو عمل أمني.
وترك نجاح مخابرات الجيش اللبناني و"شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي، بتوقيف الإرهابي العاصي قبل تفجير نفسه في مقهى "كوستا" – الحمراء، ارتياحاً شاملاً لدى المواطنين، كما المسؤولين اللبنانيين، وإلى ما يتعدّى ذلك لجهات إقليمية ودولية، نوّهت بالإنجاز الأمني المشترك.
وأبدت مصادر متابعة استغرابها لتشكيك البعض في سلامة العملية، التي أسفرت عن توقيف الإرهابي العاصي، قبل تنفيذ المهمة الموكلة إليه بتفجير حزام ناسف يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الانفجار، بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية.
"سيناريو" وتساؤلات؟؟
وبعدما تردّد أكثر من "سيناريو" عن العملية الانتحارية، برز التساؤل لجهة:
- ما هي الدوافع التي حدت بالإرهابي إلى عدم تفجير نفسه مباشرة لحظة دخوله إلى المقهى بُعيد العاشرة ليلاً، قادماً مباشرة من مدينة صيدا؟
- هل كان المقهى محطة قبل الانتقال إلى مكان آخر؟
- هل وجد أنّ عدد روّاد المقهى قليل قياساً إلى ما شاهده خلال رصده له الليلة التي سبقت، وهو ما دفعه إلى تأخير الضغط على زر الحزام؟
- هل كان ينتظر شريكاً ليفجّر نفسه، فيما يقوم الآخر بتفجير نفسه بعد الانفجار الأوّل؟
- مع مَنْ كان الاتصال الهاتفي الذي أجراه بعد جلوسه في المقهى لبضع دقائق؟
- هل كانت الأجهزة الأمنية تعلم الرقم الهاتفي للمشتبه به، دون تحديد هويته، وهو ما فسّر التأخّر في إلقاء القبض عليه إلى حين إجراء الاتصال الهاتفي، فجرى التأكد من شخصية صاحب الرقم الهاتفي المشبوه؟
- وإذا كانت شخصية المشتبه به معروفة، فلماذا لم يتم توقيفه قبل دخوله إلى المقهى، لأنّه لو ضغط على "زر" التفجير للحزام الناسف لكان أدّى ذلك إلى كارثة؟!
- إنّ الأهم ما جرى تداوله في دائرة ضيّقة جداً، حول أنّ الإرهابي العاصي وصل إلى المقهى، وبعد دخوله كان مرتاباً، حيث اشتُبِه بوضعه، فهو يرتاده للمرّة الأولى، فأقدم أحدهم على إجراء اتصال بمخابرات الجيش اللبناني، وآخر بـ"شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي، حيث وصل إلى المكان عناصر مدرّبون، وبزي مدني، وتمّ الانقضاض على العاصي لحظة محاولته الدخول مجدّداً إلى المقهى، بعد إجرائه اتصالاً هاتفياً، سيكشف مضمونه الكثير بشأن هذه العملية؟!
أما عن العثور على بطاقة الهوية الحقيقية للعاصي، التي كانت بحوزته، فهو لسهولة تحرّكه وتنقّله على الحواجز، إذا ما طُلِبَتْ منه أوراقه الثبوتية، وقد عُثِرَ سابقاً على الأوراق الثبوتية الحقيقية لمنفّذي هجمات إرهابية.
وأكدت المصادر أنّه بعد نقل الموقوف الجريح إلى "مستشفى الجامعة الأميركية" وتلقّي العلاج السريع، نُقِل إلى "المستشفى العسكري"، بانتظار التمكّن من استجوابه، حيث لا يزال وضعه الصحي حرجاً، لمعرفة حقيقة مَنْ "المشغّل"، ومَنْ زوّده بالحزام الناسف، وإذا ما كان من شركاء، والهدف المحدّد بالتفجير، علماً بأنّه يتم بإشراف القضاء المختص.
توقيفات صيدا
وعلمت "اللـواء" بأنّ مخابرات الجيش اللبناني أوقفت أمس 3 أشخاص كانوا على صلة بالإرهابي العاصي ومن "مجموعة الأسير"، هم:
- محمّد خير توفيق نحولي المعروف بـ"دحدولي" ومكنّى بـ"أبو يزن"، ويمتلك محلاً للعصير في ساحة القدس، وسط مدينة صيدا، وعمل لديه العاصي في فترة سابقة.
- مروان راشد حبلي، ويمتلك صالون حلاقة في تعمير عين الحلوة.
- هلال سعيد عزام، ولديه محل لتصليح دواليب السيّارات عند "دوار مرجان" - صيدا.
فيما أوقفت "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي محمّد إبراهيم مدبولي، ويمتلك محلاً لميزان ديركسيون السيّارات مقابل حسبة صيدا الجديدة للجهة الجنوبية للمدينة (علماً بأنّه ليس من أتباع الأسير).
وتتركّز التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة الأوّل، على علاقتهم بالانتحاري العاصي، خاصة أنّهم بقوا على تواصل معه بعد اعتداء "مجموعة الأسير" على الجيش اللبناني في عبرا (23 حزيران 2013).
وكان قد جرى خلال الساعات الماضية، إطلاق سراح شقيقَيْ الانتحاري العاصي، وهما: فاروق ومحمّد، وخاله فاروق البخاري وفادي الحلبي، بعد الاستماع إلى إفاداتهم، إثر توقيف عمر.

 

المصدر :اللواء