السبت 9 كانون الأول 2023 12:32 م

"فاتورة الحساب"!


إنّها من القصص الرّائعة بأبعادها الإنسانيّة، إذ تعطينا حافزًا للعطاء ودافعًا للسّخاء لبلورة حقيقة المقولة الجوهريّة "بأنّ الإنسانيّة ليس لها ثمن"...

يُروى في الزّمن المعاصر أنّ مهندسًا هنديًّا كان يتناول طعام الغداء في أحد المطاعم بالهند، وأوّل ما وُضع الصّحن أمامه لاحظ أنّ هناك أطفالًا في الخارج ينظرون إليه بطريقة تثير الشّفقة إذ بدت عليهم علامات الجّوع القاتل. 
صبيّ وبنت ينظران عبر الزّجاج بحرقة المتلهّف للطّعام، وكأنّ الجوع قد أخذ منهما كلّ مأخذ. فناداهما المهندس وطلب إليهما الدّخول والجلوس معه. 
فدخلا وجلسا إلى جانبه، فسألهما أن يختارا ما يشاءان من ألوان الطعام. 
فما كان من الولد إلّا أن أشار إلى الصّحن الذي أمام المهندس.
قام المهندس فطلب صحنين  للولد والبنت وظلّ جالسًا معهما يراقبهما بدمع المحبّة، وبإنسانيّة قلّ نظيرها. 
وبعد الانتهاء من الطعام، نادى المهندس النّادل طالبًا فاتورة الحساب. وما إن قام بتسلّمها حتّى تفاجأ بأنّ الفاتورة خالية من أي حساب، ومكتوب عليها بيد صاحب المطعم:
"نحن لا نمتلك آلة حسابيّة تستطيع حساب ثمن الإنسانيّة".
We don’t have a machine that can bill humanity.
ازرعوا الخير أينما كنتم في حلّكم وترحالكم، وفي أعمالكم وتصرّفاتكم، تجدوه دائمًا...

 

المصدر : جنوبيات