الأحد 25 شباط 2024 23:14 م

"أهل الشّرف"!


* جنوبيات

رحم الله جدّي لوالدي (وجعل مثواهما الفردوس الأعلى من الجنّة)، فقد كان يردّد هذه المقولة الرّائعة:
"أهل الشّرف.. أهل الأمانة".

يُروى أنّ أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز (وكان يُسمّى بالخليفة الرّاشديّ الخامس) جلس ذات مرّة مع الحسن البصريّ يتناقشان بأمور العامّة من النّاس من أجل خدمتهم على الوجه الأمثل.
فسأل الخليفةُ الحسنَ: بمن أستعين على الحكم يا بصريّ؟
فأجابه الحسن قائلًا: يا أمير المؤمنين، أمّا أهل الدّنيا فلا حاجة لك بهم. وأمّا أهل الدّين فلا حاجة لهم بك.
فتعجّب عمر بن عبد العزيز وقال له: فبمن أستعين؟
أجابه البصريّ: عليك بأهل الشّرف، فإنّ شرفهم يمنعهم عن الخيانة.
يا لها من نصيحة من عالمٍ خبر الحياة عن كثب، فتوكّل على مَن وهب.
 
فأهل الشّرف هم أهل الأمانة والثّقة. قلوبهم مشرقة وطيّبة كالذّهب، لا تصدأ أبدًا ولو أنهكها التّعب. فبمجرّد لمسها بكلمة جميلة يظهر بريقها مرّة أخرى.
 
أهل الشّرف هم أهل الأصالة والأثالة، تفوح منهم روائح العطور التي يسكبونها من جونة مسكهم المعتّق.

أهل الشّرف أناسٌ كرام يرسمون في قلوبنا وسامًا لا يتغيّر بتغيّر الأحوال، فهو ثابت كثبوت الجبال الراسيات.

ونخلص بالدّعاء إلى من يملك وحده الإجابة "ويبعد عنّا الهمّ والكآبة" فنقول:

اللهمّ أنت العالم بالسّرائر فأصلحها، وأنت العالم بالحوائج فاقضِها، وأنت العالم بالذّنوب فاغفرها، وأنت العالم بالعيوب فاسترها.
اللهمّ أكرم هذه الوجوه الطيّبة بعظيم غفرانك، ويسّر لهم طريق جنانك، وسخّر لهم الطيّبين من عبادك.
آمين يا ربّ العالمين.

المصدر :جنوبيات