الخميس 2 شباط 2017 11:33 ص

الفنان رفيق علي أحمد.. مفخرة الدراما والسينما والمسرح اللبناني


 

لطالما تساءلت عن أسباب غياب الممثل اللبناني القدير رفيق علي أحمد عن معظم الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، كلّما تابعته في أحد الأدوار، ولدرجة أصبحت معها أغلّب الرأي القائل بأنّ «في الأمر تغييباً» وليس مجرّد «غياب»، والأسباب ربما تعود إلى أنّ لشركات الإنتاج المحلية «فريق عملها» الخاص بها؟!.

وأنّ للقدير رفيق علي أحمد «طلبات» مادية يعجز منتجو الدراما في لبنان عن تلبيتها؟!.

فيما السبب المرجح هو أنّ ما يُعرض على هذا الفنان الكبير قيمة فنية، هو – في غالبيته – دون المستوى الذي يسعى لتقديمه، ويريده، ولو من دون شروط مسبقة، مادية أو سواها، وإنما بشرط أن تتحقّق لهذا العمل «السوية المطلوبة»، درامياً وإنتاجاً..

وأجزم، لو أنّ الفنان رفيق علي أحمد كان ممثلاً مصرياً، أو سورياً، أو حتى أجنبياً غريباً، لكان حضوره على الساحات الفنية أكثر إشعاعاً، ولكنّا رأينا هذا الحضور يضيء شاشات التلفزيون والسينما، وخشبات المسارح العربية لكن للأسف، شاء القدر لرفيق علي أحمد أن يكون لبنانياً، وحيث الأوليات في الفن – على تنوّع مساراته – تخضع لمعايير مختلفة، ولا علاقة لها بالموهبة والمقدرة الفنية، وإنما أساسها العلاقات الشخصية المبنية على «تبادل الخدمات»؟!. بمثل ما تخضع للارتباطات الخاصة بالمنتج أو المخرج أو المؤلف؟! وللـ «كومبينات» التي يتم التوافق عليها في «الدهاليز» الخفية؟!.

رفيق علي أحمد، البعيد كل البعد عن مثل هذه «النواقص» الأدبية والأخلاقية والفنية، فنان ملتزم، يحترم نفسه كما يحترم فنه وموهبته، والمفترض في «بلد الإشعاع والنور» أنْ تسعى الأعمال الراقية والمحترمة إليه من دون وساطة من أحد، كما يفترض بالقيّمين على صناعة الدراما التلفزيونية والافلام السينمائية والعروض المسرحية، أنْ يدركوا بأن ابتعاد رفيق علي أحمد – أو إبعاده – خسارة لهم ولإنتاجاتهم وللقيمة الفنية التي يبحث عنها المشاهدون، وليس العكس، إذ يكفي هذا الفنان، المكانة الراقية والرفيعة التي خصه بها الجمهور اللبناني والعربي.

أما نحن.. فنفخر بأننا نعيش في زمن، عرفنا فيه رفيق علي أحمد، وتعرّفنا إلى موهبته الفنية، وكنا شاهدين، في عشرات المرات، على عطائه الفني الذي يشع إبهاراً في أي مكان يتواجد فيه…

المصدر : جنوبيات