السبت 30 آذار 2024 12:53 م

فتى الأنقاض!


* د. أسامة الأشقر

1. كنا نقرأ في معنى رباطة الجأش أنّ الجأش هو رُوَاع القلب إذا اضطرب عند الفزع؛ وإذا قيل إن فلاناً رابط الجأش فمعناه أنّه يربط نفسه عن الفرار لشجاعته.
2. ولكنني حقاً لم أعرف معناها حقّاً إلا عندما رأيت سلوك هذا الفتى الغزّيّ الذي سقطت عليه أنقاض منزله المقصوف المدمّر، وانحشر بينها ممدّداً في زاوية خانقة ضاغطة مظلمة.
3. رأيته صارماً بابتسامة مغبرّة، خفيف الظلّ، مريح الطَلّة، مُنطلقَ اللسان 
4. رأيته ساكن الجوارح، ثابت الفؤاد، لم يصبه الروع ولا الحيرة، ولم يندهش، ولم ينشغل بالُه، فكأنّه اعتاد الحال. 
5. رأيته يحدد أولويّاته بثقة: أين الماء، اسقِني يا رجل!
6. رأيته يرشدهم إلى طريقة إنقاذه: حرّروا رأسي أولاً وأنا سأخرج نفسي - خطوة خطوة
7. وكان يفكر في المستقبل ويخطط للخطوة التالية: لديّ 300 شيكل سأشتري دراجة هوائية
8. كل هذا الثبات ثم يفاجئنا بأنه لا يرى أحداً، فقد ملأ تراب الإسمنت عينيه ساعات طويلة!
هؤلاء هم كبارنا الذين سنلاقيكم بهم في الكَرّة التالية الأشدّ عليكم من الكرّة الأولى إن شاء الله 

 

المصدر :جنوبيات