السبت 12 نيسان 2025 18:30 م

الرئيس عباس يكرّم ميلتون حاطوم بوسام الإبداع دعماً لفلسطين


* جنوبياات

كرم الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين الروائي والمترجم والأكاديمي البرازيلي ميلتون حاطوم ، بوسام الثقافة والعلوم والفنون( مستوىالإبداع)وذلك

"تقديرًا لمساهماته الإبداعية والروائية ودوره الأكاديمي البارز وترجماته الوازنة، بما يؤكد حضوره الثقافي الكوني، وتثمينا لدوره في دعم القضية الفلسطينية وثقافتها الأصيلة".
وجاء التكريم  بحضور الشاعر مراد السوداني ، الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين والذي سلم وسام التكريم  نيابة عن الرئيس عباس للروائي حاطوم بحضور رئيس اتحاد كتّاب البرازيل الكاتب ريكاردو راموس، والأمين العام للاتحاد ريكاردو فيرنانديز وهيئة اتحاد كتّاب البرازيل ، ورئيس الجالية الفلسطينية في البرازيل وليد رباح  والبروفيسور الأكاديمي والمترجم البرازيلي محمد الجاروش، والمترجمة البرازيلية
 د. ماريا كارولينا وحشد من فواعل الصحافة والإعلام والمثقفين البرازيليين .
وقد عبّر حاطوم عن سعادته الغامرة بهذا التكريم الذي جاء من فلسطين في وقت تتعرض فيه غزة، وفلسطين لإبادة وتطهير عرقي ما يعني الكثير له كما قال، وأضاف: لقد تلقيت العديد من الجوائز والتكريمات في البرازيل والعالم ولكن هذا الوسام هو أهم وأعلى وأغلى تكريم حصلت عليه في حياتي وهو ما يجعلني في كل لقاءاتي الثقافية ومحاضراتي الأكاديمية أدافع عن فلسطين وقضيتها العادلة أمام ما تتعرض له من دمار، وموت، وتهجير وإبادة يومية .
لقد حاول اللوبي الصهيوني استمالتي والتأثير على موقفي من القضية الفلسطينية ولكنني  بقيت ثابتاً على موقفي في دعم القضية الفلسطينية، وبعد قليل سيكون لي لقاء  ثقافي وسيع سأتحدث فيه عن هذا التكريم وأهميته بالنسبة لي وستبقى فلسطين حاضرة في كل لقاءاتي" .
ومما جاء في كلمةالشكر  التي ألقاها عقب التكريم :"
إِنَّنِي، وَبِكُلِّ فَحْرٍ وَسُرُورٍ، أَتَلَقَّى هَذَا التَّكْرِيمِ مِنْ فِلَسْطِينَ، وَمِنَ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي. أَوَدُّ أَنْ أُعَبِّرَ عَنْ خالص امتناني لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، وسفير فلسطين في البرازيل، سعادة السيد إبراهيم خليل الزبن، والشاعر مراد السوداني، رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين كما أشكر الكاتب ريكاردو راموس، رئيس اتحاد الكتّاب البرازيليين، والأمين العام ريكاردو فرنانديز.أدرك تماماً أنَّ هذا الوسام الفلسطيني للثقافة والفنون والعلوم ليس لي وحدي ولا لقرائي فقط، بل لكل البرازيليين والبرازيليات الذين يدعمون نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير وتقرير المصير. وهذا النضال يمر أيضًا عبر الأدب. قال الكاتب البرازيلي العظيم غراسيليانو راموس، بمَرْحَةٍ سَاخِرَةِ، إِنَّ أسلحتنا ضعيفة جدا: الورق والقلم الفنون والأدب ليست بالضرورة تقدم حلولا ، لكنها تطرح الأسئلة بشكل صحيح، كما قال تشيخوف .
ومن أفظع قضايا عصرنا هي القمع. هنا في البرازيل يعاني السود والسكان الأصليون منذ قرون من الاضطهاد والإذلال. لكنهم لم يستسلموا أبدًا في كفاحهم من أجل حقوقهم وحريتهم. إنهم يناضلون أيضًا لكي يكون لهم صوت ، ورغم الكارثة المستمرة التي حلت بالشعب الفلسطيني، خاصةً مُنذ عام ١٩٤٨ ، ورغم السياسات والممارسات - الآن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى - للإبادة التي يمارسها المستعمر منذ أكتوبر ۲۰۲۳ ، فإن شعراءهم وكتّابهم ومغنيهم ومنتجيهم للسينما يرون ويُقرأون ويسمعون في جميع أنحاء العالم. الأمل يكمن في أشكال المقاومة المتعددة، وإحداها -ولا تَقِلُّ أَهَميَّةً - هي الخطاب الأدبي.
في ٦ ديسمبر ۲۰۲۳ ، اغتال الصهاينة الأستاذ والشاعر رفعت العرعير، صاحب قصيدة "إذا كان لا بد أن أموت"، المترجمة إلى ٣٠ لغة والتي قرأها أكثر من ۳۰ مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي. لقد أسكنت القنابل الشاعر، لكنها لم تسكت القصيدة التي يحمل عنوانها نبوءة بموت الكاتب: فالأبيات تذكرنا بشاعرية بالحياة والطفولة والحرية. رفعت العرعير يحيا وسيعيش في هذه القصيدة، التي أصبحت رمزا قويا للمقاومة: إنها أغنية فلسطينية عالمية، مكتوبة بالعربية، صوت عال نَقِفُ جَمِيعًا فِي تَضَامُنِ عميقٍ مَعَهُم .
بدوره نقل  السوداني تحيات الرئيس محمود عباس ومثقفي فلسطين للروائي حاطوم كما أشاد السوداني بسيرة ومسيرة حاطوم الإبداعية والرئيسة والأكاديمية وترجماته  الوازنة وفعله الثقافي الأكيد ، مؤكداً على مساهماته الواسعة في الدفاع عن القضية الفلسطينية في الأوساط الأكاديمية والثقافية البرازيلية والعالمية ، وتحديداً  في هذه اللحظات الحرجة والمرّة التي تمرُّ بها فلسطين قضية  وشعباً مكاناً ومكانة، وما تتعرض له غزة من محو وتذوير وتهجير واقتلاع يومي ، وما تشهده من ويلات وعذابات يومية وحصار ظالم وانعدام لمقومات الحياة.

وأضاف السوداني : إن هذا التكريم يأتي في سياق  انتباهة فلسطين وعلى رأسها الرئيس محمود عباس للنخب الثقافية ولأحرار العالم الذين وقفوا وما زالوا مع القضية الفلسطينية ومظلمتها وحقها وحقيقتها في مواجهة رواية النقيض الاحتلالي وممارساته الوحشية ضد شعبنا .
ونحن نحتاج في هذه اللحظات تحديداً لوقوف كل ضمير ثقافي وأكاديمي وإبداعي كوني مع فلسطين وتاريخها وإرثها وموروثها ، ففلسطين تتعرض لأبشع حملة تطهير عرقي واستباحة  لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن وهذا يستدعي وقوف النخب العالمية مع شعبنا وما يتعرض له جراء المجازر التي تتجدد يومياً كما لم يحدث في التاريخ.
وتكريم المبدع الاستثنائي حاطوم هو تأكيد على وفاء فلسطين لمن وقف معها وأسند وعيها الثابت بالتضامن والمساعدة بتعميم الثقافة الفلسطينية على كل المنابر والساحات والمساحات والإبداعية تثبيتاً لدور مثقفي فلسطين وتحقيق التواصل مع مثقفي وأحرار العالم ونخبه المعافاة وهي تدافع عن الحرية لفلسطين وتدفع عن فلسطين كل تشويه وضلالة وزيف.فالمبدع حاطوم يستحق التكريم لأنه حافظ على مقولته تجاه فلسطين نقية وبيضاء من غير سوء ،ونقف اليوم مع اتحاد كتّاب البرازيل وهذا الحضور الثقافي والإعلامي لنقول بصوت واحد: شكراً  عالياً على هذا الوفاء لفلسطين وشعبها وثقافتها.

المصدر :جنوبيات