في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، أعلنت لجنة العاملين في "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" – فرع لبنان، الإضراب المفتوح في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها، مستثنيةً الحالات الطارئة، وحتى إشعار آخر.

وجاء في البيان الموجه إلى الزميلات والزملاء العاملين في الجمعية:
"نخاطبكم اليوم وقلوبنا يعتصرها الألم، وقد بلغ بنا الحال ما لم نكن نتصوره يومًا. لقد وصل ببعض زملائنا العاملين في الجمعية حدّ العجز عن شراء كسوة العيد لأطفالهم، وآخرون ذرفوا الدموع لعجزهم عن تأمين لقمة العيش لعائلاتهم.

لقد خضنا سوياً نضالات متكررة دفاعًا عن حقوقنا وكرامتنا، ورفعًا للغبن عن كاهل العاملين، وإيمانًا منا بأن تحسين أوضاع الموظفين هو دعم مباشر لرسالة الجمعية الإنسانية والوطنية. نادينا مرارًا وتكرارًا، لكن لا حياة لمن تنادي".

واتهم البيان رئاسة الجمعية بتجاهل معاناة الأطباء والممرضين والمسعفين وسائر العاملين، مما دفع اللجنة إلى اتخاذ خطوات تصعيدية حاولت تفاديها طيلة السنوات الماضية. وأكدت اللجنة:
"مارسنا أسلوب المطالبة داخل الإطار القانوني، لكن لم نجد أي استجابة من رئاسة الجمعية. لذلك، نعلن إعلاء الصوت من خلال الإضراب العام، لعلّ صوتنا يصل، وعلّ صرختنا تُسمع من يظنون بأن الجمعية هي مزرعة خاصة بهم".

وأضاف البيان:
"نسأل: أليس من حقنا الطبيعي أن نحيا نحن وعوائلنا كرامًا براتبٍ يضمن لنا العيش بكرامة؟ شعبنا يعلم جيدًا وقوفنا وأداء واجبنا الإنساني تجاهه، لكنه لا يقبل أبدًا أن نبقى رهائن لقرارات تعسفية من قيادة الهلال.

نعلنها اليوم بوضوح: إن تحركنا المحق هذا لن نتراجع عنه إلا بتحقيق مطالبنا كاملة. تكفينا السنوات الطويلة من العذاب".

واختتم البيان بالتأكيد على الاستمرار في الإضراب المفتوح، باستثناء الحالات الطارئة، حتى يتم تلبية جميع المطالب المحقة للعاملين.