تشتدُّ المعركة البلدية في أكثر من منطقة في لبنان, اذا تتسم هذه المعركة في الأغلبية الساحقة من تلك القرى والبلدات اللبنانية بـ"ديمقراطية" بعيدًا عن التّدخل الحزبي والسياسي ليكون القرار المفصلي للعائلات والمجتمع المحلي.

بلدة العقبة في راشيا الوادي هي إحدى البلدات التي تشهد معركة تتسم بالديمقراطية والمرونة بين مكونات البلدة، وفي حديث خاص لـ"جنوبيات" يؤكد رئيس بلدية العقبة الأسبق الدكتور فؤاد حامد أن المطلوب اليوم هو انتاج سُلطة بلدية ومجلس متجانس يدركُ دوره ووظيفته المركزيّة في نقل القرية أو البلدة إلى مرحلة مشاريع تأخذ في عين الاعتبار البشر والحجر على حد سواء، فكما أن بناء الحجر امر مركزي يتعلق بحياة المواطن, فإن بناء البشر من خلال النشاط الثقافي والرياضي والفكري والاجتماعي هو جزء لا يتجزّأ من مشروعنا وهدفنا وغايتنا التي لن نألوَ جهدًا في تحقيقها، وهنا يؤكد رئيس بلدية العقبة الأسبق أن ثمة جهود كبيرة تبذل في إطار التوافق والتلاقي وبناء الجسور للوصول لتوافق في البلدة، وفي حال كان لا مناص من هذه المعركة فاننا سنخوضها بهدف واحد صريح هو استثمار كل خبراتنا وإمكانياتنا لصالح البلدة واهلها، فالهدف لم يكن موقعا معيّننا بل تنفيذ وتحقيق البرنامج والافكار التي وضعناها منذ عقود من الزمن في إطار إنماء البلدة.

يضيف حامد: "الاهم من كل تفصيل في المشهد البلدي هو وجود مجموعة متجانسة تعمل دون كلل أو ملل ودون أي حسابات، فليست البلدية مرهونة بشخص رئيسها, وانما هي نتاج عمل دؤوب من مجموعة تمثل الواجهة الثقافية والعلمية والاجتماعية في بلدتنا واي بلدة من البلدات، لذلك يجب أن يعاد النظر في كيفية العمل أن يكون الصالح العام هو المبتغى المركزي.

يوجه الدكتور فؤاد حامد تحية لأهالي بلدة العقبة التي كانت وستبقى نموذجا من نماذج التضحية والمحبة والنخوة بشتى تجلياتها، والمطلوب هو اختيار مجموعة من شتى المشارب الاجتماعية والسياسة والفكرية تجسد المعنى العميق لهذا الانسجام والعمل الرّؤيوي الذي نصبو له.