أشاد وزير الداخلية والبلديات، العميد أحمد الحجار، بالدعم الكويتي للبنان في أصعب وأحلك الظروف، مؤكدًا على عمق العلاقة الثنائية التاريخية بين البلدين، ومثمّنًا وقوف الكويت الدائم إلى جانب لبنان في المحن السياسية والاقتصادية، وآخرها الدعم المقدم خلال الاستعدادات للاستحقاقات البلدية والاختيارية.

وفي حديث خاص إلى جريدة "الأنباء الكويتية"، لفت الوزير الحجار إلى أن الانتخابات البلدية والاختيارية شكّلت "امتحانًا فعليًا للدولة اللبنانية"، وأثبتت، بحسب تعبيره، أن "الدولة حاضرة وتمارس سيادتها وتحترم الاستحقاقات الدستورية رغم كل التحديات الداخلية والخارجية".

وتابع من مقر وزارة الداخلية في الصنائع، حيث تابع سير العملية الانتخابية منذ الصباح الباكر عبر غرفة العمليات المركزية التي تحولت إلى خلية نحل: "ظروف لبنان دقيقة وصعبة، وجزء من أرضه لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، ما يشكل عبئًا وضغطًا مستمرًا على الدولة. إلى جانب هذا، نواجه تحديات أمنية حقيقية، لكن منذ انتخاب فخامة الرئيس العماد جوزاف عون وتشكيل حكومة الرئيس نواف سلام، كان القرار واضحًا لدى الحكومة بإجراء الاستحقاقات في مواعيدها".

وأردف: "كثيرون لم يكونوا يعتقدون أن هذه الانتخابات ستحصل في وقتها، لكن الدولة أثبتت جدّيتها والتزامها، فبدأنا من محافظة جبل لبنان ونجحنا، واليوم نكمل بلبنان الشمالي وعكار، ونتجه في الأسابيع المقبلة إلى بقية المحافظات".

وعن سير الانتخابات في شمال لبنان وعكار، أشار الوزير الحجار إلى أن الانطلاقة كانت إيجابية، وقال: "مارس الناس حقهم الديموقراطي بكل حرية، والدولة حازمة في احترام مواعيد الاستحقاقات، كما أنها حريصة على حيادها التام، وضبط الأمن ومنع أي مخالفات أو تجاوزات للقانون، بما فيها الرشوة والمال الانتخابي".

وأكد وزير الداخلية أن "لبنان تحت المجهر العربي والدولي، لكن الأهم أن شعبه يراقب أداء الدولة وينتظر منها أن تكون حاضرة، وقد أثبت اللبنانيون أنهم أهل للثقة عبر مشاركتهم الواسعة في العمليات الانتخابية"، لافتًا إلى أن "لبنان ينفّذ أجندة الدولة اللبنانية وحدها، لا أجندات خارجية، وخصوصًا لا أجندة العدو الإسرائيلي".

وفي سياق متصل، أشار الحجار إلى أن وزارة الداخلية بدأت التحضيرات منذ اللحظة الأولى للاستحقاق في الجنوب، نظرًا للوضع الخاص هناك في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

وأضاف: "عقدنا اجتماعات مكثفة مع المحافظين والقائمقامين والقوى الأمنية، بالتوازي مع التحضير للشمال، لضمان إجراء الانتخابات في الجنوب بسلاسة وأمان، لأن الجنوب ليس فقط منطقة حدودية، بل يمثل رمزًا لصمود لبنان وسيادته".