الأربعاء 14 أيار 2025 08:05 ص

ترامب ومحمد بن سلمان إنجازات تاريخية كبيرة


* جنوبيات

ليست زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض تاريخية وحسب، بل الإنجازات الكبيرة التي حققها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبلاده ولسوريا وفلسطين هي بمستوى تاريخي رفيع جداً، وغير مسبوق في تاريخ العلاقات السعودية ــ الأميركية. 


حرص الرئيس الأميركي على الإعلان عن إستعداده لرفع العقوبات عن سوريا تجاوباً مع طلب ولي العهد السعودي، يكشف المكانة المميزة التي يحتلها الأمير محمد عند الرئيس ترامب من جهة، ويؤكد متانة علاقات الصداقة والتفاهم بين الرياض وواشنطن من جهة ثانية، وتعميق التعاون الإستراتيجي بين البلدين، اللذين يقومان بجهود مكثفة لإيجاد الحلول المناسبة للحروب والأزمات التي تهدد السلم العالمي، وفي مقدمتها الحرب الروسية في أوكرانيا، والإبادة الإسرائيلية المستمرة بوحشية ضد الفلسطينيين في غزة، فضلاً عن نزع ألغام التفجير الإيرانية التي تهدد أمن وإستقرار الشرق الأوسط. 


الكلمات الودودة التي حفل بها خطاب ترامب الطويل، ترسم صورة زاهية للعلاقات السعودية ــ الأميركية، وتعتبر إعترافاً أميركياً نادراً بالإنجازات العمرانية والإقتصادية والتنموية الكبيرة التي حققتها السعودية وفق رؤية 2030، خلال ثماني سنوات فقط. 
كما أن إقبال الشركات العملاقة الأميركية على الإستثمار في المملكة يعزز مسيرة التقدم التي يقودها ولي العهد السعودي، خاصة وأن ترامب أعلن بأن الرياض لم تعد مقراً للحكومة، بقدر ما أصبحت عاصمة عالمية للإستثمار المالي والإقتصادي والتقني والثقافي. 
ونتيجة الجهود السعودية، لم يكن لبنان غائباً عن القمة، حيث جاءت إشارة ترامب عن لبنان لتؤكد المتابعة الحثيثة لمسار المرحلة الجديدة في بيروت، وتكرار «الإستعداد لمساعدة لبنان في بناء إقتصاده، والتخلص مما يجب أن يتخلص منه، بعدما كان ضحية لحزب الله وإيران». 

كما أن قرار رفع العقوبات عن سوريا، سيوفر فرصة للبنان لتنفيذ المشاريع التي كانت معلقة بسبب العقوبات على دمشق، وخاصة ما يتعلق بإستجرار الكهرباء من الأردن، والغاز من مصر عبر الأراضي السورية. فضلاً عن أن إطلاق ورشة الإعمار في سوريا ستؤدي إلى عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، وتنشيط الحركة الإقتصادية في لبنان، الذي سيكون محطة ترانزيت لمستلزمات عمليات إعادة الإعمار في سوريا. 

القرارات والإتفاقيات الإستراتيجية التي أسفرت عنها الزيارة الرئاسية الأميركية إلى الرياض، وما حققته من إنجازات تاريخية، تؤكد دخول المنطقة إلى مرحلة جديدة بقيادة المملكة العربية السعودية، التي تسعى منذ سنوات إلى تحقيق توجهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تصفير الأزمات والمشاكل في المنطقة، والإنصراف إلى بناء قواعد راسخة للإستقرار والإزدهار لدول وشعوب المنطقة. 
فهل سيغتنم لبنان  رياح التغيير التي تهب على المنطقة، ويلتحق بمسيرة الإستقرار والإستثمار والإزدهار؟

المصدر :جريدة اللواء