الجمعة 23 أيار 2025 09:52 ص

صيدا تستعدُّ لمعركة بلدية غير مسبوقة... ومن البلدية إلى النيابة؟


* جنوبيات

قبل يومين فقط من انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في صيدا والجنوب يوم السبت المقبل، تتجه الأنظار نحو مدينة صيدا التي تشهد واحدة من أكثر المعارك الانتخابية حدّة في تاريخها الحديث. المدينة التي اعتادت على تحالفات سياسية واضحة، تدخل هذا الاستحقاق بواقع جديد عنوانه: «لا تحالفات… بل دعم متحفّظ وطابع عائلي وشبابي».

مشهد انتخابي متنوّع ومفتوح
رست بورصة الترشيحات في صيدا على 96 مرشحاً يتوزعون على ست لوائح رئيسية إضافة إلى مرشحين مستقلين، بعد انسحاب 15 مرشحاً من أصل 111 كانوا قد تقدموا رسمياً. تتنوّع اللوائح في خلفياتها وتوجهاتها، إذ تضم رجال أعمال، مهندسين، صيادلة، ناشطين شباباً، ومرشحات نساء يشكّلن نسبة لافتة في معظم اللوائح، ما يعكس تحوّلاً حقيقياً في بنية المشاركة السياسية على المستوى البلدي.


فالانتخابات البلدية في صيدا هذا العام تُسجّل أعلى نسبة ترشح نسائي في تاريخ المدينة البلدي، وتأتي في سياق مطالب متزايدة بتعزيز دور المرأة في الحياة العامة، وليس فقط من باب التمثيل الرمزي، بل من موقع الشراكة الفعلية في التخطيط المحلي واتخاذ القرار.


اللوائح الست هي:
• «سوا لصيدا» برئاسة المهندس مصطفى حجازي.
• «صيدا بدها ونحنا قدها» برئاسة الصيدلي عمر مرجان.
• «نبض صيدا» بقيادة المهندس محمد دندشلي.
• «صيدا بتستاهل» (لائحة غير مكتملة بـ16 مرشحاً، مدعومة من الجماعة الإسلامية).
• «صيدا تستحق» برئاسة المهندس مازن البزري (تضم 7 مرشحين فقط).
• «رئيس عالي جبينك يا لبنان» برئاسة أحمد جرادي.

تفكك التحالفات التقليدية
للمرة الأولى منذ سنوات، تغيب التحالفات التقليدية بين القوى السياسية الكبرى في المدينة، ما خلق مشهداً متشعّباً وغير مألوف. فقد آثرت معظم القوى دعم لوائح من خلف الكواليس، مع الحفاظ على مسافة ظاهرية من المعركة، بهدف عدم استهلاك رصيدها السياسي قبل الانتخابات النيابية المقبلة في عام 2026.

طابع عائلي وشبابي... وتمكين نسائي بارز
تتنافس اللوائح على استقطاب الناخبين بشعارات تصل إلى مستوى وزارات، متجاوزة الواقع البلدي الضيق. ورغم الزخم السياسي الكامن، حرص المرشحون على إضفاء طابع عائلي، شبابي، ونسائي واضح على حملاتهم، حيث ساهم انخراط عدد كبير من النساء في اللوائح في تعزيز الخطاب المدني، وفتح ملفات تمسّ الحياة اليومية بشكل مباشر، من التعليم والنقل إلى الصحة والبيئة.

سباق اللوجستيات والتحضيرات
إدارياً، تسارعت وتيرة التحضيرات، مع تسليم تصاريح المندوبين واستقبال طلبات الانسحاب. في الشوارع، لا تكاد تخلو زاوية من صور المرشحين والمرشحات ولافتاتهم، حيث باتت المدينة لوحة انتخابية مفتوحة تزداد سخونة مع اقتراب موعد الاستحقاق.

من البلدية إلى النيابة؟
يرى مراقبون أن الانتخابات البلدية في صيدا باتت اليوم محطة اختبار للقوى السياسية التقليدية والوجوه الصاعدة على حد سواء، إذ تُبنى حسابات كل طرف على ما يمكن أن يحققه في معركة نيابية مبكرة بدأت فعلياً تحت ستار الانتخابات البلدية.

 

المصدر :جريدة اللواء