![]() |
الأحد 25 أيار 2025 10:20 ص |
اتفاقات "الثنائي الشيعي" تلغي التنافس في 40 % من بلدات جنوب لبنان |
* جنوبيات
حيّدت اتفاقات ثنائي «حركة أمل - حزب الله» (الثنائي الشيعي)، 40 في المائة من قرى وبلدات جنوب لبنان عن المعارك الانتخابية التي فرضت الحرب الأخيرة والاستهدافات الإسرائيلية إيقاعها على المنافسة في آخر جولات الانتخابات البلدية والاختيارية التي أقيمت السبت في محافظتي الجنوب والنبطية، وشوّش فيها المستقلون على جهود بُذلت لتعميم التزكيات في المحافظتين. وغابت المعارك والمنافسات في غالبية القرى الحدودية، خصوصاً المدمرة، التي تم تخصيص مراكز لاقتراع سكانها في مدينتي صور والنبطية. وفيما اختار مستقلون التنافس وفق أولويات إنمائية، وأخرى متصلة بملفات العودة إلى القرى وفرض الأمن وإعادة الإعمار، مَنَحَ ثنائي «أمل - حزب الله» الانتخابات عنواناً سياسياً، لا ينفصل عن المعركة الأخيرة مع إسرائيل، وتداعياتها المستمرة لجهة الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة للمنطقة.
معركة سياسية وشدد في تصريح على أن «الرد الشعبي على مخططات العدو كان عبر تزكية عدد كبير من البلديات في قرى الجنوب»، مشيراً إلى «أن هذا اليوم هو تأكيد على هذا الانتصار المعنوي للجنوبيين بعودتهم إلى أرضهم وعدم رضوخهم للتهديدات والاعتداءات اليومية التي يمارسها العدو، وتحديداً في قرى الحافة الأمامية». وفي السياق نفسه، قال عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، النائب قبلان قبلان، في تصريح، إن «أهل الجنوب يتحدّون العدو بعد القصف بساعات والركام لم يرفع بعدُ، ويقولون له تستطيع أن تقصف وتقتل لكن لا تستطيع كسر إرادتنا»، مضيفاً أن «إرادة الشعب الجنوبي أقوى من سلاح العدو الإسرائيلي واعتداءاته».
وتابع فياض: «لدينا ثقة مطلقة بخيارات مجتمعنا الجنوبي الذي أراد أن يعطي لصوته البلدي والاختياري بعداً مقاوماً، وأن يُضَمِّن خياره الإنمائي رسالة ثبات وصمود في وجه العدو الإسرائيلي وكل المتواطئين معه أو الراضخين لإملاءاته وإملاءات حلفائه، وأنه رغم كل الضغوطات التي يتعرض لها عسكرياً ومالياً وتهجيرياً، فإنه ماضٍ في تمسّكهِ بالمقاومة بوصفها خياراً سيادياً، وبالثنائي الوطني خياراً سياسياً».
توافقات سياسية وعائلية وتوزعت البلديات الفائزة بالتزكية في الأقضية على الشكل التالي: في النبطية فازت 11 بلدية بالتزكية، وفي صور وصل عدد البلديات الفائزة إلى 39، وسجل فوز 11 بلدية في مرجعيون، و3 بلديات بالتزكية في حاصبيا، في حين سجل قضاء بنت جبيل فوز 15 بلدية بالتزكية منها مدينة بنت جبيل. أما في صيدا الزهراني فقد فازت 16 بلدية بالتزكية في حين فازت 14 بلدية بالتزكية في قضاء جزين.
مستقلون ويساريون ففي قضاء النبطية، بقي التنافس قائماً في 29 بلدية من أصل 40، أبرزها في مدينة النبطية التي شهدت منافسة بين «لائحة التنمية والوفاء» المدعومة من «الثنائي الشيعي» وعائلات، المؤلفة من 21 مرشحاً، و«لائحة النبطية تستحق» المؤلفة من 12 مرشحاً فقط، المدعومة من يساريين ومستقلين وبعض العائلات. كذلك شهدت بلدات مثل كفررمان والدوير وأنصار ودير الزهراني منازلات انتخابية حامية بطابع سياسي تنافسي، من دون استبعاد الاعتبارات المحلية عن المنافسة. في قضاء صور تركزت أبرز المعارك في مدينة صور، وهي أبرز معاقل «حركة أمل»، حيث لم تثمر المساعي بالوصول إلى التزكية، فشهدت المدينة منافسة بين لائحة مكتملة مدعومة من «الثنائي» ولائحة أخرى غير مكتملة مدعومة من ناشطين في منظمات المجتمع المدني. أما في قرى القضاء، فتركزت المعارك في القرى الكبرى تقريباً مثل معركة، بينما حسمت التزكية في معظم القرى الصغيرة. ويقول الجنوبيون إن المنافسات هنا تتخذ طابعاً محلياً إنمائياً مع بعض الاعتبارات السياسية في البلدات التي يوجد فيها المستقلون وبعض قوى اليسار، حيث أظهرت المنافسات تغيراً في المشهد الانتخابي في القضاء مع بروز لوائح مستقلة رفضت التزكيات. وكما في صور والنبطية، كذلك في أقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا (التي تضم بلدات حدودية مع إسرائيل)، حيث فرضت التزكية نفسها على عدد لا بأس به من البلديات سواء من خلال توافق وتحالف الثنائي الشيعي أو من خارجه. وفي مقابل هذه التزكيات والتوافقات شهدت بلدات وقرى أخرى في هذه الأقضية معارك انتخابية فرضتها المنافسات والاعتبارات العائلية من دون إغفال العوامل الحزبية والسياسية، لا سيما في حولا وعيترون وغيرها. المصدر :الشرق الاوسط |