أكد النائب إلياس جرادي أن إنجاز الاستحقاق البلدي في مواعيده الدستورية ليس حدثاً استثنائياً يستحق التهويل، بل هو القاعدة الطبيعية التي تُبنى عليها الممارسة الديمقراطية. وقال إن المجالس البلدية تُعد منصة لتجديد الثقة أو حجبها، استناداً إلى حق الشعب في اختيار من يمثلهم بجدارة.

انتقادات للاستغلال السياسي للاستحقاقات الدستورية

وأوضح جرادي في حديثه لـ"الأنباء" أن إحدى أبرز مشاكل لبنان تكمن في استغلال الأحزاب للاستحقاقات الدستورية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، ما يؤدي إلى انتصارات وهمية لا تعبر عن طموحات الشعب. وأضاف أن الانتخابات البلدية الأخيرة كشفت عن تحالفات غير منطقية بين أطراف متناقضة في السياسة، ما يعكس أزمة عميقة في العمل السياسي.

الأولويات الوطنية لإعادة بناء الدولة

وشدد جرادي على أن النهوض بلبنان لا يعتمد فقط على أداء المجالس البلدية، بل يتطلب معالجة الملفات الوطنية الكبرى مثل:

• هيكلة المصارف.

• استعادة أموال المودعين.

• إنجاز الإصلاحات المالية والإدارية.

• استقلالية القضاء.

• إعادة الإعمار.

• تحرير الجنوب.

وأكد أن هذه القضايا لن تتحقق إلا بتوافق القوى السياسية اللبنانية على رؤية موحدة تعيد بناء الهوية اللبنانية.

سلاح المقاومة وقواعد بناء الدولة

وفي سياق حديثه عن سلاح المقاومة، قال جرادي إن إعادة بناء الدولة تبدأ بإنشاء قواعد متينة تعيد الثقة بين المكونات اللبنانية. وأشار إلى أن الخطاب الاستفزازي يجب أن يتوقف لإفساح المجال أمام العودة إلى الدولة كضمانة وحيدة لحماية لبنان ووحدته.

أزمة النازحين السوريين وقرار المفوضية

وعن قرار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بوقف التغطية الاستشفائية للنازحين السوريين بدءاً من تشرين الثاني المقبل، رأى جرادي أن القرار يشكل ضغطاً إضافياً على لبنان، مؤكداً ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة تشمل:

1. بدء حوار جدي بين الحكومتين اللبنانية والسورية لإعادة النازحين إلى ديارهم.

2. ترسيم الحدود وضبطها لمنع تكرار الأزمات.

وختم جرادي حديثه بالتأكيد على أهمية العمل الجماعي لبناء دولة قوية ومستقرة تكون قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية.