الثلاثاء 3 حزيران 2025 09:11 ص

أمسية تاريخية للأوركسترا في حدائق متحف سرسق.. القواس: المسرح هو أكثر من مجرد امتياز إنه لحظة نعمة للبنان


* جنوبيات

 

شهدت بيروت أمسية موسيقية استثنائية طُبعت في ذاكرة عشاق الموسيقى الراقية والفن الرفيع، وذلك في حدائق متحف سرسق العريق، بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس وسفير إسبانيا لدى لبنان خيسوس إغناثيو سانتوس أغوادو. 
أمسية خلابة للغيتار والأوركسترا في حدث موسيقي غير مسبوق لثلاثة كونشرتوهات غيتار في أمسية واحدة، أحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، مع عازف الغيتار الأسطوري خوسيه ماريا غاياردو ديل راي بقيادة المايسترا العالمية دايانا غوفمان.

أمسية خلابة للغيتار والأوركسترا في حدث موسيقي غير مسبوق لثلاثة كونشرتوهات غيتار في أمسية واحدة، أحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، مع عازف الغيتار الأسطوري خوسيه ماريا غاياردو ديل راي بقيادة المايسترا العالمية دايانا غوفمان.
حفل مختلف ومتميز جمع بين عظمة التراث الموسيقي الإسباني وسحر الشرق، في توليفة موسيقية فريدة، محققًا بذلك لقاءً فنيًا نادر الحدوث للاحتفال بالبراعة الموسيقية وتكريم الإرث الفني الغني.

حضر الأمسية شخصيات دبلوماسية وثقافية بارزة، على رأسهم، الرئيس فؤاد السنيورة، الوزير طارق متري، وعقيلة رئيس الحكومة السفيرة سحر بعاصيري سلام، وسفير إسبانيا لدى لبنان خيسوس إغناثيو سانتوس أغوادو.

افتتحت الحفل رئيسة المعهد د. هبة القواس بكلمة مؤثرة جاء فيها: «نُرحّب بكم في هذا المساء المتوّج بالوتر، والمُحمّل برائحة الذاكرة ووجدان المدينة. شرفٌ لي أن أستضيفكم في أمسية نادرة، في حضرة السيّدة سحر بعاصيري، عقيلة دولة رئيس مجلس الوزراء،
التي لا تحمل فقط اسماً لامعًا في الإعلام والدبلوماسية والثقافة، بل هي المرأة التي يتّسق حضورها مع وقار الكلمة وبهاء الفكر وعمق الانتماء الثقافي. نُحيّي من خلالها مرحلة سياسية جديدة، يقودها دولة الرئيس نواف سلام، تضع الثقافة في قلب السياسات الوطنية، وتفهم دور الفن لا كترف، بل كركن أصيل في نهضة الإنسان والوطن.

نلتقي الليلة في فضاءٍ يَشمَخُ بالجمال كما بالحكاية، في باحة متحف سرسق، هذا الصرح الذي لم يكن يومًا مجرد مبنى، بل مرآة لذاكرة بيروت وأناقتها، ومَعلَمٌ يحفظ نبض الفن اللبناني ورُقيّه.

هنا، حيث تتآلف العمارة مع الروح، واللوحة مع الضوء، نفتح أبواب النغمة على مصراعيها، وفي الخلفية، ظلُّ المفكر والمثقف الكبير، دولة الدكتور طارق متري، الذي لطالما ظلّ حارساً أميناً على إرث هذا المكان، وعلى روحه الثقافية النبيلة.»
وأضافت القواس: «منذ خمسٍ وعشرين سنة، نتقاسم الفن كمن يتقاسم الخبز. نحتفل بثلاث كونشرتوهات:كونشيرتو أرانخويث للراحل خواكين رودريغو، ألماس لأرانخويث من تأليف خوسيه ماريا غياردو ديل ري، و»تقاسيم على إشبيلية»، كونشرتو الغيتار رقم ١ من تأليفي، حيث يمتزج المقام العربي بروح الفلامنكو، في لقاء نغميّ بين الأندلس والمشرق.

وفي قلب هذا المشهد الموسيقي، تنبض الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية،هذه الأوركسترا التي تُثبت في كل مرة أن لبنان، مهما انكسر، لا يُطفئ صوته. هي أوركسترا أُعيد بناؤها وسط أزمات، لكنها نهضت لا بفضل الموارد، بل بفضل الإرادة.
أشكر كل موسيقي وموسيقية في هذا الجسم الحي، على التزامهم، واحترافهم، وإيمانهم بدورهم في كتابة النغمة اللبنانية القادمة. ولا يمكن أن نُكمل هذا المساء دون أن نُعبّر عن امتناننا العميق لشركائنا في صناعة هذا الحدث: مؤسسة LBCI، تلفزيون لبنان، BlueSound، والأستاذ شادي سعد، الذين لم يكتفوا بنقل الصورة، بل شاركوا في تشكيلها.

وختمت: «تحمل عصا قيادة الأوركسترا الليلة المايسترا الرائعة دايانا غوفمان، قائدة أوركسترا عمقها وجرأتها يرفعان كل نغمة. والقلب النابض خلف كل ذلك—الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، التي ولدت من جديد، وتجددت طاقتها، وعزمت على مهمتها لاستعادة مكانة لبنان المستحقة على الخارطة الثقافية».

ثم كانت كلمة معبرة لسعادة سفير إسبانيا شكر فيها رئيسة المعهد وأشاد بالتعاون بين الكونسرفتوار وسفارة إسبانيا الممتد لسنوات مضت، وما يحمل من مشاريع إبداعية ملهمة للبلدين، ووعد بتعاونات مقبلة. ورحب بالعازف الإسباني الذي يحمل روح بلده وأصالتها إلى لبنان». 

وكانت كلمة للسفير الإسباني رحب فيها بهذا التعاون الغني مع الكونسرفتوار، وشكر غاياردو ديل راي على حضوره.
وحملت الأمسية أبعادًا عديدة للاحتفال بالتعاون الثقافي، والتأكيد على قوة الموسيقى في تخطي الحدود، ورسالة أمل وجمال من قلب بيروت. غادر الجمهور حدائق سرسق محمّلاً بذكريات لا تُنسى من الأصوات الساحرة، والأداء البارع، والروح الفنية العالية التي جسدها كل من عازف الغيتار الأسطوري، وقائدة الأوركسترا الملهمة، والأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، وجمال الموسيقى نفسها. أمسية كهذه تؤكد أن بيروت ستبقى دائمًا منارة للثقافة والفن في المنطقة، وأن الموسيقى هي الجسر الأسمى الذي يجمع الشعوب والثقافات.

المصدر :جنوبيات