![]() |
الجمعة 6 حزيران 2025 16:55 م |
لهذه الأسباب يريد ترامب استبدال أورتاغوس |
* دوللي بشعلاني لا يزال منصب نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، يتأرجح بين بقاء الموفدة الأميركية فيه أو إقالتها منه، في ظلّ معلومات تتحدّث عن أنّ "قرار استبعادها قد اتُخذ"، في حين لم يصدر حتى الساعة أي قرار نهائي أو بيان رسمي من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الشأن. ولم يمضِ أكثر من خمسة أشهر على تعيين أورتاغوس في منصبها (في 3 كانون الثاني الماضي)، وقد حصرت اهتمامها بالملف اللبناني، حتى بدأ الحديث عن إقالتها من منصبها لتعيينها في موقع آخر، وربّما عن زيارة أخيرة لها الى لبنان قبل تسلّم شخصية أخرى هذا المنصب.
غير أنّ ما يمكن البناء عليه، لجهة إمكان مغادرة نائبة ستيف ويتكوف منصبها، وعدم عودتها الى لبنان والمنطقة، وفق مصادر سياسية مطّلعة على الشأن الأميركي، هو إرجاء زيارتها التي كانت منتظرة أوائل الأسبوع الحالي الى لبنان والمنطقة. وقد قيل إنّها ستتمّ برفقة سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى تركيا والمبعوث الجديد الخاص لها في سورية طوم باراك، والتي كانت ستتضمّن، بعد زيارة "تلّ أبيب"، جولة على الحدود اللبنانية - السورية مع فلسطين. وقد زار باراك "تلّ أبيب" بمفرده الأربعاء من دون أورتاغوس، وقام بالجولة الحدودية مع وزير الدفاع "الإسرائيلي".
ولكن يبدو أنّ ترامب، على ما تؤكّد المصادر، مصمّم على الاستفادة من كلّ لحظة في عهده الثاني كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، لتنفيذ كلّ ما ورد في خطابه أمام الكونغرس بعد تسلّمه مفاتيح البيت الأبيض للمرة الثانية، أنّه "سيُعيد أميركا عظيمة مجدّدا... وسيُحلّ السلام في العالم". ومن هذا المنطلق عاد لإحياء "الاتفاق النووي مع إيران"، الذي كان أوقفه في عهده الأول فور وصوله الى البيت الأبيض. ويبدو أنّه يتلافى تكرار الأخطاء السابقة نفسها، ويريد إزالة كلّ ما يُعيق تحقيق أهدافه بالنسبة الى السياسة الخارجية.
أما الأسباب الفعلية الكامنة وراء استبدال أورتاغوس، في حال حصل هذا الأمر، كما جرى تسريبه، ولم يُبدّل ترامب رأيه في الدقيقة الأخيرة سيما أنّه معروف بمزاجيته، فهي وفق المصادر السياسية تعود الى أمور عديدة هي:
2- شخصية أورتاغوس "الصدامية وغير الديبلوماسية"، كونها موظّفة إدارية سابقة، خلافاً لسلفها آموس هوكشتاين الذين كان يتعاطى بديبلوماسية مع المسؤولين اللبنانيين، رغم أنّه كان "جنديا سابقا في الجيش الإسرائيلي". ولا مجال هنا للتذكير بما قامت به خلال زيارتيها اليتيمتين الى لبنان، من الثناء من على منبر قصر بعبدا، على قيام "إسرائيل" بحربها على لبنان دون الاهتمام بمقتل الضحايا الأبرياء من المدنيين، الى ارتدائها خاتمها الاستفزازي "نجمة داود" خلال زيارتها رئيس الجمهورية، وما الى ذلك من كلام عن السلاح. 4- صحيح أنّ ترامب هو حليف دائم لـ"إسرائيل" في المنطقة، غير أنّه لا يريد اليوم ما يُحبط مسألة توقيع الإتفاق النووي مع إيران. ولهذا فهو، وإن كان يُفضّل مصالحها على ما عداها من دول الشرق الأوسط، إلّا أنّه لا يؤيّد نتنياهو في استكمال مخطّطاته المتمادية في حربه على لبنان، كما في غزّة، وإلّا فلا يمكن لترامب أن يكون "رجل السلام في العالم"، على ما ينوي. ويبدو أنّ أورتاغوس الذي تتباهى بأنّها "إسرائيلية"، والتقطت صورة لها مع أحد الصواريخ في "تلّ أبيب"، ستُصعّب على ترامب مهمّته، سيما أنّ الأسلوب الذي تعتمده، لا سيما التأكيد على أنّ "إسرائيل" لن تنسحب من التلال الخمس الحدودية، ولا من الأراضي اللبنانية ما لم يتمّ نزع سلاح حزب الله من كلّ لبنان، من دون تقديم أي رؤية سريعة للحلّ، لن يوصل ترامب الى أحد أهمّ أهدافه، نظراً للتقارب القائم بين إيران والحزب... وتستبعد المصادر السياسية أن يقوم ترامب بتعيين باراك خلفًا لأورتاغوس، نظرًا الى أنّه يقوم اليوم بمهمّتين في كلّ من تركيا وسوريا، فكيف إذا حُمّل أيضاً الملف اللبناني؟ ويجري التداول باسم جويل رايبورن بدلا من أورتاغوس، من دون أن تُعلن واشنطن حتى الساعة أي بيان رسمي لا عن إقالة أورتاغوس ولا عمّن سيخلفها.
فمن هو رايبورن؟ هو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي، يبلغ 55 عاماً، وهو ديبلوماسي سابق ومؤرّخ. شغل منصب المبعوث الخاص للولايات المتحدة الى سوريا بين عامي 2018 و2021. كما حاز مناصب عديدة، ونشر كتبا ومقالات حول الغزو الأميركي للعراق، ورشّحه ترامب لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. المصدر :الديار |