![]() |
الجمعة 6 حزيران 2025 19:55 م |
"سدّدوا ديونهم"! |
* جنوبيات
في قرية ريفيّة صغيرة من قرى جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة، عانى أهلها من الفقر كثيرًا، وغرق الجميع في بؤرة الدّيون والعوز، حيث يعيش أهلها على الاقتراض على أمل الإيفاء إذا تحقّق الرّجاء. في هذه الأثناء استغلّ مالك الفندق الفرصة وأخذ ال100 دولار وذهب مسرعًا إلى جزّار القرية ليدفع دينه.
الجزّار فرح بالدّولارات وهرول بسرعة إلى تاجر الماشية ليدفع باقي المستحقّات عليه. تاجر العلف ذهب إلى سائق الشّاحنة التي تنقل العلف من البلد المجاور وأعطاه المئة دولار لتسديد ما عليه من مستحقّاتٍ متأخّرة. سائق الشّاحنة بدوره ركض مسرعًا إلى فندق القرية حيث ينزل أثناء نقله العلف لأخذ قسط من الرّاحة (من عناء السّفر) وأعطى مالك الفندق المائة دولار لتسديد ديون إقامته المؤقّتة. مالك الفندق يعود ويضع ال100 دولار على "الكونتوار" قبل نزول السّائح من جولته التّفقّديّة.
ينزل السّائح الذي لم يعجبه مستوى الغرف ويقرّر المغادرة آخذًا ال100 دولار.
هكذا تُدار اقتصاديّات الدّول في ظلّ هكذا نظام عالميّ تتجاذبه رياح التّغيير من كلّ حدب وصوب، ولا تغيير في المدى المنظور ما دامت جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة يحكمها "الطّابور الجالس على الطّرطور".
المصدر :جنوبيات |