السبت 7 حزيران 2025 10:24 ص

البحث عن الحقيقة العلمية


* جنوبيات

ان العلوم تتيح للإنسان التعرف على معطيات لم تكن في الحسبان انها تفتح آفاقاً وطرقاً ، من شأنها التيسير والوصول الى الحقيقة العلمية، فهي تشغل بال الباحث في اي مجال من مجالات العلوم والإستكشاف العلمي، والباحث هنا يضع نماذج لا تتسم بالكفاية الذاتية، انما تغدو كوسيلة تقنية لمعرفة المعطيات التي تتلاءم مع الملاحظة العلمية ، اي ان الأبواب كثيرة وعلى الباحث الإهتداء الى الوسيلة الناجعة.
ان النماذج تتكاثر عند القيام بأي دراسة علمية،والباحث المبدع الماهر ينتقي منها ما يناسب الواقع المدروس والذي يخضع للتجربة والدراسة ، اي ان لدراسة المجتمع ومشاكله الإجتماعية عدة فرضيات او نماذج،  ومسار الدراسة رهن انتقاء الملاءمة منها،  ذلك لما يؤكد الوصول الى الغاية المنشودة والوصول بالتالي الى الهدف العلمي المبتغى.
يبدو ان الصدق في تناول البحث والإلحاح على الوصول لما يسعى اليه اي باحث تعكس نجاح الدراسة، كما وانتقاء التقنية المناسبة هم الذين يطبعون اي بحث بطابع الجدية وبطابع المصداقية في تناول الظاهرة قيد الدرس، نلاحظ في هذا السياق  العالم باشلار الذي ركز على اهمية التفكير في الدراسات العلمية ، فالتفكير المعمّق هو الذي يسبق التحليل العلمي وتجميع جميع المعطيات، اي انها مرحلة اساسية لا يمكن اهمالها او تخطيها اي انها الخطوة السابقة لملاحظة الظاهرة المدروسة ، فالدراسة التي لا تمكن الباحث من الوصول  الى حقائق علمية جديدة هي ليست بدراسة تضيف الجديد انما هي دراسة تضاف الى باقي الدراسات وهذا ما يعتمد على براعة الباحث الحذق وابداعه.
أخيراً، ان قضية التفتيش عن المعلومة وجمعها هي الهاجس الذي على الباحث التقيد بها بحيث تغدو شغله الشاغل،  اذ لا راحة بال دون المضي قدما في اتباع الخطوات العلمية والسعي للوصول الى الغاية العلمية المنشودة .

المصدر :جنوبيات