الأربعاء 12 نيسان 2017 12:59 م

أحمد الحريري: القانون يستوجب تضحيات.. وله كتاب اسمه "دستور الطائف"


قام الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، بجولة في منطقة الضنية، أمس، رافقه فيها منسقها العام نظيم الحايك، واستهلها بزيارة المنسق السابق هيثم الصمد، في منزله، حيث التقى عدداً من فعاليات بلدة بخعون.
ثم لبّى دعوة النائب قاسم عبد العزيز، إلى فطور صباحي، أقامه على شرفه، في دارته في بخعون، حضره النائب أحمد فتفت، عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى علي طليس، رؤساء بلديات، أبناء وفعاليات الضنية.
ورحب عبد العزيز "بالأمين العام لتيار المستقبل في ضنية الوفاء والوطنية"، وأكد "على استمرار الوفاء والولاء لدولة الرئيس سعد الحريري، وهو يقود مركب الاعتدال والاستقرار في هذا الوطن".
واستهل أحمد الحريري كلمته بالقول :"الدكتور قاسم من الاوفياء لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، والاوفياء دائماً يوضعون على الرأس". وأضاف :"نحن بزيارة إلى منطقة عزيزة على قلوبنا، منطقة خاض بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري اشرس المعارك عام 2000 في الانتخابات النيابية مع الدكتور احمد فتفت العزيز ايضاً على قلوبنا. هذه المنطقة منطقة رجال وعزة ونخوة وكرامة، وهي التي اعطت لبنان كل شيء ولم تأخذ من الدولة شيئاً، وهي تستحق الافضل، تستحق ان يكون هناك حكومة خاصة بمنطقة الضنية لأنها بحاجة للكثير من الانماء والكثير من العمل، ويد واحدة لا تصفق، نريد يدنا ويد الدولة معنا لنتمكن من تحقيق هذه الانجازات، ونحن في "تيار المستقبل" قدمنا ما نستطيع، تطبيقاً للمثل القائل "البحصة التي تسند خابية"، ولكن لنعمر هذا البيت يجب ان نشبك أيادينا جميعاً".
وتطرق إلى ملف قانون الانتخاب، وشدد على أن "لقانون الانتخاب كتاب واحد اسمه الدستور واتفاق الطائف، خارج هذا الكتاب يعني أخذ البلد الى مكان لا يريده احد، وكأن المطلوب من الطروحات الكثيرة أن نصل الى التمديد بسبب عدم الوصول الى قانون جديد"، مؤكداً "أن "تيار المستقبل" لا مشكلة لديه مع كل مشاريع القوانين المطروحة، وبدا واضحاً أنه في مقابل كل الانفتاح الذي أبديناه كـ"تيار المستقبل" على كل الصيغ جاء التعطيل في كل مرة من طرف معين، واليوم نحن في الأيام الحاسمة، إما الوصول إلى قانون انتخاب جديد مع التمديد التقني، أو الذهاب إلى أزمة سياسية جديدة لا يريدها أحد".
وأوضح أحمد الحريري أن "الرئيس سعد الحريري يقوم بواجبه في البحث عن مخارج، ويحاول تدوير الزوايا، كي لا نقع في أزمة جديدة، أو في تعطيل جديد، كي لا تذهب كل المبادرات في الأشهر الماضية هباءً منثوراً". وختم بتوجيه التحية إلى "شهداء سوريا البطلة، ولكل شهداء خان شيخون الذين قضوا نتيجة إجرام النظام بالغاز السام، فلا مستقبل لسوريا مع وجود هذا النظام، ولا مستقبل للبنان أيضاً مع وجوده".
وزار الأمين العام لـ"تيار المستقبل" مقر اتحاد بلديات الضنية، حيث كان في استقباله قائمقام المنية - الضنية رولا البايع، رئيس اتحاد البلديات محمد سعدية ورؤساء بلديات المنطقة، حيث تم التداول في شؤون انمائية، والاطلاع على القضايا البلدية وشؤون وشجون البلديات والجهود التي يبذلها "تيار المستقبل" من أجل متابعة المشاريع العائدة للضنية في مختلف الوزارات والدوائر الرسمية.
كما عقد لقاءً مع "مخاتير الضنية"، في قاعة الصديق في بلدة سير، في حضور رئيس الرابطة مصطفى الصمد، أعرب في خلاله عن أهمية دور المختار باعتباره الشخص المسؤول الأول في وجه المواطنين والمجتمع، مهنئاً المخاتير بالتوافق الذي حصل في رابطة مختاري الضنية. كما تم التداول بشؤون انمائية واجتماعية تخص المخاتير وأدوارهم.
ثم لبى أحمد الحريري دعوة النائب أحمد فتفت، إلى غذاء تكريمي أقامه على شرفه، في بلدة سير، حضره النائبان قاسم عبد العزيز وكاظم الخير، النائب السابق أسعد هرموش، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، قائمقام المنية الضنية رولا البايع، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية ورؤساء بلديات، رئيس رابطة مختاري الضنية مصطفى الصمد ومخاتير، نقيب المحامين في الشمال عبد الله الشامي، عضوا المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى أسامة طراد وبسام الرملاوي، قيادات أمنية، قضاة شرع، رؤساء بلديات ومخاتير، رجال دين مسلمين وسيحيين، وحشد من فعاليات المنية والضنية.
واستهل النائب فتفت كلمته بالإشارة إلى أن "أول مكتب لـ"تيار المستقبل" انطلق من سير الضنية، وأول معركة لانتخابات تيار المستقبل تمت سنة 2000 في محافظة الشمال التي كانت خاضعة بشكل كليّ لسيطرة النظام السوري، وكانت النتيجة عبارة عن انتفاضة شعبية حقيقية على أجهزة المخابرات، ذلك لأن إرادة الشعب الحقيقية آمنت بمشروع تيار المستقبل وأساسه الاعتدال بتمدده الى خارج الطائفة السنيّة وتعاونه مع جميع الطوائف".
واعتبر "أن تيار المستقبل بهيكليته وبكوادره وبسياسييه يمثل نهج الاعتدال الذي أراده دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر به الرئيس سعد الحريري، ودورنا أن نحافظ على هذا التيار الوطني والسيادي والمستقل والعابر للطوائف رغم كل الصعوبات التي تعيشها الوطن والمنطقة بأكملها"، داعياً إلى "التكاتف والتعاون للمحافظة على المبادئ الاساسية التي قام عليها تيار المستقبل من سيادة واستقلال واعتدال واهمها مبادئ الايمان بالدولة ولهذا لا يمكن لتيار المستقبل تحت أي ظرف كان أن يهضم أو يقبل ما يمسى للسلاح الشرعي بأي صفة كانت أو تحت أي عنوان".
وشدد فتقت على "ان تيار المستقبل يؤكد على فكره السياسي، وهو ليس الطرف المعرقل لأي توافق وطني، وخصوصا وأنه السباق في السعي لإحقاق التوافق الوطني، إنما هذا التوافق لا يمكن أن يكون على حساب المكتسبات الوطنية ولمصلحة مطالب طائفية ومذهبية تشتت الناس وتبعدها عن بعضها البعض".
وتوقف عند ملف قانون الانتخاب، واعتبر أنه "من أهم البدع الانتخابية هي محاولة تقسيم قضاء المنية ـ الضنية وفصل المنية عن الضنية لأهداف سياسية ضيّقة، مع العلم أن المواطن اللبناني لا يمكن أن يرضى بالتقسيم الطائفي والمذهبي"، داعياً إلى "المحافظة على العيش الواحد وليس على العيش المشترك فقط ، وقضاء المنية ـ الضنية خير مثال على العيش الواحد بين أبنائه بجميع طوائفه ومذاهبه". وتابع: "تمّ دفع فاتورة دموية باهظة لحين إقرار اتفاق الطائف حوالي 150 الف شهيد وعدد هائل من الجرحى، ومن غير المقبول عند أيّ مفصل أن يقول البعض أننا سننقلب على الطائف ونعمل على مؤتمر تأسيسي والانقلاب على الثوابت الاساسية وحينها سيكون الثمن غالٍ وردود الفعل عنيفة على الوطن بأكمله".
وعن موضوع التمديد لمجلس النواب، قال فتفت: "الذي يطرح في الوقت الراهن ليس بالأمر الايجابي، وخصوصا أنه وجه غير ديمقراطي، إذ من شأنه منع الناس من التعبير عن آرائهم، وهذا إيمان تيار المستقبل باللعبة الديمقراطية، ولكن التمديد يبقى أفضل من الفراغ الذي يتم التهديد به والذي يعتبر مقتلاً للجميع، وهذا ما عشناه في لعبة الفراغ في رئاسة الجمهورية، علماُ أن الفراغ في المجلس النيابي ينفي الجمهورية اللبنانية خصوصا أنها جمهورية برلمانية ،لذا نأمل أن يكون التأجيل للانتخابات النيابية لمدة قصيرة ليمكننا الذهاب الى معركة انتخابية سريعا تكون مرتعا للمواطن اللبناني ليعبر عن طموحاته وآماله في المرحلة القادمة".
أما أحمد الحريري فاعتبر أن "ثمة في لبنان طرفاُ اسمه "حزب الله" لا يقرأ السياسة ضمن حدود مصلحة لبنان، بل يقرأها من ضمن المصلحة الإيرانية التي توكله بإدارة أربع ملفات تخريبية في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وبالتالي لا تجوز مقارنة أي موقف يأخذه "حزب الله" بموقف "تيار المستقبل" أو أي حزب سياسي آخر، لأن حدود مواقفنا هي حدود البلد ومصلحته ومصلحة اهله ومصلحة الوحدة الوطنية فيه".
ولفت إلى أن" لبنان اليوم يعيش استقراراً واقعياً، لا نريد أن نقول أن لدينا عصا سحرية للانتقال الى المكان الذي نريده، ولكن لدينا ارادة بأن لا نعود الى الوراء، أو الى الخراب الذي شهدناه في الحرب الأهلية، والذي نشهده اليوم في كل من سوريا والعراق واليمن والدول العربية، ولا شك أن ثمة من سيكون ضد هذه الإرادة لأنها لا تحقق مصالحهم، لأن فكرة مشاريعهم قائمة على الحروب. ولنتبصر قليلاً، هل لدى "حزب الله" أي مشروع اقتصادي للبنان؟ أو مشروع اجتماعي؟ أو مشروع لبناء الدولة والحفاظ على مؤسساته؟ هو حزب تأسس على يد الحرس الثوري الايراني، ولا اعتقد انها جمعية خيرية تقدم مساعدات وتبني المدارس، بل هي امن وعسكر".
واعتبر انه "لا يوجد شيء يمكن ان يحمينا في البلد، الا مشروع عربي متكامل لا يزال غائباً الى اليوم، ومن دون هذا المشروع لا يمكن ان نقوم، ولا يمكن ان نحمي هذا المشرق العربي من أن يتحول الى ساحة للآخرين".
وتوقف عند النقاش الدائر حول قانون الانتخاب، وقال :"هناك دستور واضح، ودفعنا دماً للوصول إليه، ألا وهو دستور الطائف التي انهت الحرب في لبنان تعرض كمثال للحل في الدول التي تجري بها نزاعات، في وقت ثمة من يريد تغييرها كل يوم، ويريد أن يعطل الدستور كل يوم. بالنسبة لنا اتفاق الطائف ممنوع المس به، لأنه يُعتبر مساً بالتوازن الموجود في البلد، واي مس بالتوازن يأخذنا الى المجهول".
ورأى "أن النقاش الانتخابي المستمر منذ سنتين طرح اكثر من 40 صيغة، منها صيغ مقنعة لغازي كنعان ورستم غزالي ، ومنها صيغ ايجابية يمكن ببعض التعديلات ان نتعاطى بها، ومنها صيغ لا تركب على مفصلات البلد. اليوم هناك نعمة اساسية موجودة في لبنان يجب ان نحافظ عليها وارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين قال رحمه الله أننا أوقفنا العد، لحفظ التوازن الاسلامي المسيحي، لكن في بعض القوانين التي طُرحت عودة إلى العد، وهذا خطر على صيغة البلد والتوازن الموجود داخله".
وتابع :" من الطبيعي أن يؤدي أي قانون يُطرح من منظار مذهبي وطائفي إلى ردة فعل لدى "تيار المستقبل" أو أي طرف سياسي، لكن حين يُطرح نفس القانون من منظار وطني يحفظ الثوابت الوطنية، سيكون "تيار المستقبل" أول من يقبل به"، متوقفاً عند "قول الرئيس سعد الحريري منذ يومين ان الوصول الى قانون انتخاب يستوجب تضحيات من كل الاطراف، ونحن قدمنا قسطنا للعلى في موضوع التضحيات، وليقترب غيرنا من المكان الذي وصلنا اليه اذا اردنا الوصول الى نتيجة".
واذ اعتبر أن " كل من ينادي بالفراغ ينادي بخراب البلد"، دعا أحمد الحريري إلى "إعادة تحكيم العقل في كل المواقف الداخلية، لأننا في مرحلة حاسمة، نتمنى إيجاد المخارج فيها، ونحن من جهتنا سنساعد قدر المستطاع لعدم العودة بالبلاد والعباد إلى زمن الفراغ".
وختم متوجهاً إلى منسقية الضنية في "تيار المستقبل" بالقول :"يجب ان تكونوا على قدر مسؤولية الناس، ان تكونوا مسؤولين عند الناس لا عليهم، ان تكونوا بجانبهم لتتمكنوا من تمثيل ثوابت تيار المستقبل، وثوابت الرئيس الشهيد رفيق الحريري خير تمثيل، وان يشعر اهالي الضنية انكم تمثلون قضايا المنطقة خير تمثيل، وهذه دعوة للتكاتف مع الناس والمجتمع الاهلي من بلديات ومخاتير وفعاليات لنتمكن نحن وانتم من الوصول الى ضنية افضل ان شاء الله".
مجمع الضنية للتنمية والرعاية .. وحجر أساس لمدرسة بقرصونا
ثم جال أحمد الحريري في مجمع الضنية للتنمية والرعاية، حيث كان في استقباله مدير المجمع مازن الأيوبي، واطلع منه على الخدمات التي تقدمها الدار في رعاية الايتام وذوي الاحتياجات، قبل أن ينتقل إلى بلدة بقرصونا، حيث مثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في حفل وضع حجر الأساس لمدرسة بقرصونا الثانية، الذي أقيم برعايته، في حضور النواب أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير، النائب السابق أسعد هرموش، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات سياسية واجتماعية وأمنية وتربوية وثقافية إضافة.
بعد كلمة ترحيب من بعد رئيس بلدية بقرصونا الشيخ محمد هاشم، تحدث رئيس وقف الانماء التربوي في بقرصونا محمد شندب، شاكراً ل"تيار المستقبل" ونواب القضاء جهودهم في سبيل الوصول الى وضع حجر الاساس.
وألقى النائب احمد فتفت ألقى كلمةً أكد فيها على أهمية تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في سبيل خدمة المجتمع والنهوض بقضايا الناس، ومعالجة همومهم. وعدّد المشاريع الانمائية التي تجري متابعتها في الوزارات والدوائر الرسمية والخاصة، لتحقيق الانجازات التي تتم متابعتها بالتعاون بين النواب وتيار المستقبل والهيئة العليا للإغاثة، والتي تعود بالنفع على أبناء المنية والضنية.
ومن جهته، تحدث اللواء محمد خير عن أهمية هذا المشروع الذي يأتي في سياق تخفيف الحرمان عن هذه البلدة المشهود لأهلها الشهامة والإباء، مؤكداً "عزم الهيئة العليا للاغاثة على العمل بجدية من أجل افتتاح هذه المدرسة"، داعياً البلدية والأهالي ومؤسسات المجتمع المدني الى التعاون والتكاتف لانجاز المشروع.
أما أحمد الحريري فقال :"اليوم نضع حجر اساس لمؤسسة تربوية، ونحن هنا اتخيل الرئيس الشهيد في عليائه فرحاً بهذا الانجاز، لان العلم وإنشاء الصروح العلمية كانت اولى الاولويات التي بدأ بها، لأننا عندما نبني مدرسة نغلق سجناً ونخلق الوعي لمجتمعنا وللأجيال القادمة بأن ان لا شيء في هذه الدنيا يبقى معهم الا شهاداتهم".
وشدد على "أن ما نقوم به واجب علينا، ليس هناك أي منة في أي شيء نقوم به تجاهكم، لانكم تستحقون الاكثر، فهذه المنطقة تستحق حكومة كاملة لها، لأنها من أكثر المناطق حرماناً في الشمال وفي لبنان. ومن العام 2005 إلى اليوم تم إنجاز العديد من المشاريع إلا أنها لا يمكن أن تعطي المنطقة الإنماء الكامل، ما لم يتم إصلاح البنى التحتية لتحفيز الاستثمار وخلق فرص العمل".
وختم كلامه بالدعوة إلى "عدم عرقلة هذا المشروع، لأن الأشخاص يرحلون والمشروع يبقى، وهو مشروع للأجيال القادمة، نتمنى أن يكون مثالاً للمشاريع الأخرى التي تحتاجها القرية لتحقيق الإنماء وتأمين حقوق الناس".
وفي الختام، تم وضع حجر الأساس للمدرسة.

المصدر : جنوبيات