الجمعة 21 نيسان 2017 11:09 ص

انتفاضة «الامعاء الخاوية» متواصلة


من المعارك الاشد شراسة في مقاومة الظلم والقهر الصهيوني تجاه الاسرى الفلسـطينيـين في سـجون الاحتـلال، معركة الأمعاء الخاوية، حيث بدأ أكـثر من 1500 أسير فلسطيني لدى السلطات الأسرائيلية إضـرابا واسـعاً عـن الطـعام لليوم الرابع، احتجاجًا على ظروف اعتقالهم والإجراءات التعسفية الصهيونية المتواصلة تجاههم.
تكررت معركة الأمعاء الخاوية في فلسطين على مر تاريخ القضية الفلسطينية أكثر من مرة، حيث بدأ الأسرى الفلسطينيون أول إضراب عن الطعام في عام 1968، ومنذ ذلك الحين، نفذوا ما يزيد على 25 إضراباً جماعياً احتجاجاً على انتهاك حقوقهم على يد السلطات الإسرائيلية ولإحقاق مطالب تراوحت بين إنهاء الاعتقال الإداري والحبس الانفرادي وبين تحسين ظروف السجن والسماح بزيارات ذويهم.
ويكتسب هذا الإضراب أهمية خاصة للأسرى الفلسطينين على اعتبار أنه يأتي بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يعتبر حدثُا مهماً وتاريخياً في واقع القضية الفلسطينية، وهو يوم التضامن مع الأسرى والمعتقلين وحشد التأييد لقضيتهم، ولفت أنظار العالم للمآسي والمعاناة التي يتعرضون لها بشكل يومي في السجون الصهيونية.

معركة جديدة

الإضراب الواسع عن الطعام الذي بدأه أكثر من 1500 أسير في سجون الاحتلال الصهيوني منذ 4 ايام، يهدف إلى تحسين أوضاع الأسرى المعيشية وإلغاء سياسة العزل والاعتقال الإداري وإطلاق سراح المرضى وكبار السن، ويقود القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، بعدما وجه نداء من داخل معتقله إلى ضرورة تكاتف الجهود الفلسطينية لدعم الحركة الأسيرة في إضرابها عن الطعام.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني وهو مؤسسة أهلية أن «حوالى 1500 معتقل بدأوا الإضراب»، وقال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إنه «من المتوقع أن يرتفع العدد خلال الأيام المقبلة»، واصفا الإضراب بـ«انتفاضة للمعتقلين في السجون وتمرد على الإجراءات القمعية والوحشية التي تطبق بحقهم».
وقال نادي الأسير، إن مصلحة السجون الإسرائيلية «بدأت بسحب كل مقتنيات الأسرى المضربين من داخل غرفهم»، داعيًا الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله، إلى دعم الإضراب.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قد كشفوا في بيان، أن إسرائيل تعتقل 6.500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، ووفق البيان، فقد وصل عدد المعتقلات الفلسطينيات إلى 57، من بينهن 13 فتاة قاصرا.

تاريخ من الإضراب

لا يُعرف تاريخ محدد لأصل فكرة الامتناع الطوعي عن الطعام أو الشراب لغرض تحقيق مطالب أو رفع الظلم، لكن ثمة شواهد على استخدامه في فترات تاريخية مختلفة، ويرجح أن أول إضراب بدأ في إيرلندا في القرون الوسطى، حيث كان الشخص المظلوم أو الذي لديه مطالب يضرب عن الطعام أمام منزل من ظلمه حتى إذا مات جلب له العار.
شهد العصر الحديث العديد من الإضرابات عن الطعام نفذها المظلومون أمام المنازل في الهند، ولكن كثرة الوقائع جعلت الحكومة الهندية تلغي ممارسة الإضراب من أجل العدالة عام 1861، فيما خاضت البريطانيات إضرابات عدة للمطالبة بحق المرأة في الاقتراع في العام 1909، كما خاض غاندي، هذه المعركة إبان الثورة ضد الحكم البريطاني في الهند، وسيزار تشافيز، إبان النضال من أجل حقوق عمال المزارع في الولايات المتحدة الأميركية، ومعتقلو جوانتانامو الذين تحتجزهم الولايات المتحدة.
تتباين مطالب المضربين عن الطعام، ولكنها في مجملها تعكس مظالم اجتماعية وسياسية واقتصادية، فبينما عكس مطلب السجناء الجمهوريين الإيرلنديين المضربين عن الطعام في 1981 من أجل إعادة صفة الفئة الخاصة مدى أهمية الإضراب في استرجاع الحقوق، خاض الفلسطينيون الكثير من المعارك كان أبرزها على الإطلاق إضراب سجن عسقلان في العام 1970، الذي استمر 7 أيام، حيث كتبَ الأسرى المضربون عن الطعام مطالبهم على علبة سجائر لأنهم كانوا ممنوعين من الحصول على أوراق، وكانت المطالب تتضمن رفض مخاطبة السجانين بعبارة «سيدي»، ونال الأسرى مطلبهم ولم يضطروا بعدها إلى استخدام هذه الكلمة، وكان ذلك بعد أن قضى الأسير عبد القادر أبو الفحم، نحبه أثناء إخضاعه للتغذية القسرية، وكان أول شهداء الحركةِ الأسيرة.
وفي السنوات الأخيرة، كانت مطالب الأسرى الفلسطينيين تتمثل في إنهاء الاعتقال الإداري الذي توسع الاحتلال الإسرائيلي في استخدامه منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وطالب، منذ ذلك الحين، أكثر من إضراب للطعام نفذه الأسرى بوضع حدٍ للاعتقال الإداري والحبس الانفرادي والتدابير العقابية الأخرى من قبيل الحرمان من الزيارات العائلية.

المصدر : جنوبيات