الاثنين 29 أيار 2017 09:34 ص

"معتقل الخيام" شاهد على إجرام العدو خلال الإحتلال وبعد التحرير


* ثريا حسن زعيتر

لم تكن ملاك إبراهيم حرب تدرك أنّها ستكون آخر المعتقلات في "معتقل الخيام"، وتبصر نور الحرية في فترة قصيرة جداً بعد تحرير المعتقلين منه بتاريخ 23 أيار 2000..
ملاك حملت الرقم 7763 في سجلات المعتقل، بعدما اعتقلتها "ميليشيا العميل أنطوان لحد"، وزجّتها في "معتقل الخيام" بتاريخ 16 أيار 2000، حيث كان قد سبقها إلى الرقم 7762 والدها الدكتور إبراهيم حرب الذي اعتُقِلَ قبلها بدقائق..
"معتقل الخيام" شاهد على همجية وحقد العدو الصهيوني خلال احتلاله لجنوب لبنان، وحتى اندحاره.. وبعد التحرير دمّره خلال عدوان تموز 2006، وهو اليوم بحاجة لإعادة بنائه نظراً إلى رمزيته وما يحفظ من ذكريات وحكايا للمعتقلين المناضلين..
يُعتبر "معتقل الخيام" واحداً من أكثر المعالم التي مارس فيها الإحتلال الإسرائيلي حقده الدفين خلال احتلاله لجنوب لبنان، حيث زجَّ بالمناضلين في زنازينه، خاصة "الإنفرادي"، ومارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب، والضغط النفسي والجسدي على المعتقلين الذين واجهوا أساليبه القمعية بصمود أسطوري مُفشلين مخطّطاته.
تعود حكاية "معتقل الخيام" إلى اعتماده أحد المعتقلات الإسرائيلية منذ نهاية العام 1984، وبداية العام 1985، حيث أقفل العدو الإسرائيلي "معتقل أنصار" – قضاء النبطية قبل اندحاره عن المنطقة، واعتمد "معتقل الخيام" – قضاء مرجعيون معتقلاً رئيسياً بعد مراكز التحقيق الفرعية المنتشرة ضمن المنطقة الحدودية ومنها: ثكنة مرجعيون ومقر قيادة الـ17 في بنت جبيل ومراكز التحقيق في العليم.
يتألّف "معتقل الخيام" من مبانٍ عدّة تضم حوالى 67 زنزانة جماعية، فضلاً عن زنازين انفرادية.
والزنزانة الجماعية تتراوح بين الـ2-3 أمتار عرضاً وطولاً، وبارتفاع لا يتجاوز الـ2 متر، يُزج فيها 10 معتقلين "ينامون بين رأس وكعب".
أما الزنزانة الإنفرادية فتتراوح بين 50-50 سم بارتفاع يصل بين 90 سم إلى متر، حيث يُزج المعتقلون لفترة طويلة من الوقت لا يرون فيها الشمس ولا الهواء، ويكون المكان ذاته الذي يأكلون فيه ويغتاطون أيضاً في دلو بلاستيكي موضوع داخلها.
وكان "معتقل الخيام" ينقسم إلى 20 قسماً: المدخل، غرف المواجهة، غرف منامة العملاء، مكتب المسؤول العسكري، مطبخ السجن، مطعم العملاء، خزّان مياه، برج مراقبة، سجن رقم 4، سجن النساء، غرفة الشمس، قسم التحقيق والتعذيب، قسم ترفيه العملاء، سجن رقم 1، زنازين إنفرادية، عمود التعذيب، سجن رقم 2، سجن رقم 3، مراحيض، غرف المولد، مكاتب الحراس وغرف الزنازين.
و"معتقل الخيام" كان عبارة عن ثكنة عسكرية بناها الإستعمار الفرنسي في العام 1933، لتكون إسطبلات لخيوله، ويقع وسط تلة استراتيجية تُشرِف على منطقة إصبع الجليل - شمالي فلسطين المحتلة، وتطل على مرتفعات الجولان لتصل إلى قمة جبل الشيخ شرقاً، قبل أنْ يستخدمها للإعتقال خلال استعماره للبنان.
وبعد استقلال لبنان في العام 1943، تحوّلت ثكنة الخيام إلى ثكنة عسكرية للجيش اللبناني، وبعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان في آذار 1978، استخدم العدو الإسرائيلي ثكنة الخيام مركزاً رئيسياً للتحقيق والإستجواب.
وجرى تحويلها رسمياً إلى معتقل بعد اندحار قوّات الإحتلال الإسرائيلي من صيدا ومناطق الجنوب اللبناني في العام 1985.
كان يشرف على المعتقل جهاز من "ميليشيات لحد العميلة" بإمرة عدد من الضبّاط الإسرائيليين وبينهم من جهاز "الموساد".
وبعد تحرير المعتقلين من "معتقل الخيام"، أصبح معلماً يزوره الأسرى المحرّرون وعائلاتهم وأيضاً وفود من المناطق اللبنانية والأجنبية خاصة في ذكرى التحرير، حيث يطّلعون ويستمعون إلى شرح عن المعاناة التي تعرّض لها المعتقلون على أيدي قوّات الإحتلال وعملائها.
خلال عدوان تموز 2006، شنّت طائرات العدو الإسرائيلي غارات عدّة على المعتقل، ملقيةً صواريخ حقدها عليه، ما أدّى إلى تدميره تدميراً كاملاً.
اليوم، المعتقل أحوج ما يكون إلى إعادة بنائه، ليبقى شاهداً على همجية العدو الصهيوني، وصمود المعتقلين الأبطال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر :اللواء