السبت 24 حزيران 2017 11:31 ص

أسواق صيدا عشية الفطر: بين الجمود والنشاط


* صيدا - ثريا حسن زعيتر:

عشية عيد الفطر المبارك، بدأت الأسواق التجارية في مدينة صيدا حركة تجارية مقبولة، لكنها بقيت على حد وصف أصحاب المحال «بلا بركة»، إذ لم ترقَ إلى المستوى المعتاد قبيل العيد..
ويعود ذلك إلى الأزمة الاقتصادية المزمنة وارتفاع الأسعار والغلاء الذي يمر به لبنان، خاصة أن المواطنين لم يعد لديهم القدرة الشرائية مثل السابق، ورغم العجقة والازدحام في الأسواق التجارية إلا أن الناس تشترى الضروريات من الحلوى والثياب..

في محاولة لاستقطاب الزبائن، قررت «جمعية تجار صيدا وضواحيها» فتح المحال التجارية ليلاً، مؤكدة أن «الجمعية تشعر في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والوطن العربي، بمسؤولية عالية إزاء الوضع الاقتصادي المتردي علي صعيد الوطن، وعلى الصعيد المحلي، الذي ينذر بعواقب كارثية على المؤسسات التجارية، حيث انخفاض القوة الشرائية بالتجزئة إلى أدنى المستويات والذي لم يشهده لبنان منذ عقود طويلة».
وأضافت: «إن الأمل الذي سيطر على أجواء لبنان عندما تم انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتأليف الرئيس سعد الحريري للحكومة قد تبدد، وإننا نرى بكل أسف التجاذبات السياسية والمتعلقة بقانون انتخاب جديد لا زالت تدور في حلقة مفرغة، كما وأنه لم يتم حتى الآن تفعيل دور المؤسسات وعملها ودور الأجهزة الرقابية من أجل إعادة دفع عجلة هذه المؤسسات والاقتصاد الذي تأثر أيضاً بفعل عامل نزوح الإخوة السوريين وتأثيرهم على اليد العاملة اللبنانية من خلال فتح المؤسسات التي تبقى من دون أي رقابة».
محال تجارية وتنزيلات
ويجسد السوق التجاري في صيدا مشهدين:
– الأول: المحال التجارية والتي يشكو أصحابها من الحركة الخفيفة بسبب اعتماد المواطنين مبدأ التقسيط في حياتهم وباتوا لا يرغبون بشراء أي شيء مهما بلغ ثمنه نقداً، وقالت رانيا دمج (صاحبة محل ألبسة نسائية): «إن مدينة صيدا وسوقها بدأت تستعيد عافيتها بعدما عاشت خلال السنوات السابقة أتعس أوقاتها في حياتها، نحن في مدينة صيدا لم نتنفس العافية هذا العام، وإن لم يصل الأمر إلى ما نريده، فضلاً عن أن المغتربين لم يصلوا إلى لبنان بعد وهم يفضلون المجيء والتسوق بعد شهر رمضان المبارك».
ومع التخفيضات والتنزيلات والعروض على الأسعار التي رفعها أصحاب المحال على واجهات محلاتهم التجارية، في محاولة للتعويض عن خسائرهم الماضية، وفق ما قال عبدالله حمدان (صاحب محل الأمير للألبسة الرجالية في صيدا)، إلا أن الحركة لم تصل إلى ما هو مطلوب، والسبب هذه المرة الضائقة المالية لدى الناس التي تؤثر تأثيراً كبيراً على حركة الأسواق التجارية، فالأسواق والمحلات التجارية كانت تعتمد بشكل أساسي على أبناء الجنوب وإقليم الخروب.
بسطات الحلوى والهدايا
– أما المشهد الثاني: فتمثله عشرات عربات الحلوى والألعاب والهدايا والفواكه والخضار وكل احتياجات العيد، وتباع بأسعار أقل وأرخص مما هي عليه في المحال التجارية، وقالت جميلة السن (أم لثلاث أولاد، وهي تقف أمام إحدى عربات الحلوى): «لقد وقفت قبل قليل أمام واجهة أحد المحال أدركت في نفسي أنه يوجد حسومات، إلا أنني لا أقدر أن اشتري كل أولادي، فأفضل البسطات أرخص، وبدلاً من اشتري لولد اشتري لاثنين منهم.
وقالت «أم محمد» (أم لخمسة أولاد والغصة في قلبها): «العين بصيرة واليد قصيرة»، أحاول أن أشتري لأولادي ثياب ولكن كل شيء غالي الثمن، فأحياناً أشتري من على البسطات، الأولاد يريدون أن يلبسون الثياب الجديدة مهما كان نوعها وثمنها ويفرحون، لقد انعدمت قدرتنا الشرائية بسبب الأزمة الاقتصادية والغلاء».
أما محمود البابا، فقال: «أنا أشتري الثياب خلال الحسومات لأنني لا أستطيع أن أفعل ذلك أيام العيد، اليوم أشتري الحلويات والهدايا لأولادي قبل كل شيء، من المؤسف أن الغلاء طال قوت يومنا الذي لا مفر منه».
وتقف «أم نزار البرجي» أمام بسطات الحلوى الشعبية تشتري الشوكولا والملبس ومعمول العيد الصيداوي، قائلةً: «الوضع المادي لا يسمح لنا أن نشتري من المحلات الكبيرة، على البسطات كل شيء موجود حتى الملبن على أنواعه والنقولات، وكلها طازجة ولذيذة».
وأضافت وهي تحمل بيدها الملبن: «أريد أن أدخل الفرحة إلى قلوب أولادي، خاصة السكاكر، فالعيد لا يحلي إلا بالحلويات».

 

 

 

 

 

 

المصدر :اللواء