الأربعاء 5 تموز 2017 10:43 ص

عين الحلوة: تحصين سابقة تسليم مسعد بإجماع فلسطيني وانتشار أمني وتأييد لبناني


لا يزال مخيم عين الحلوة يعيش على وقع أصداء العملية النوعية غير المسبوقة التي نفذّتها «عصبة الأنصار» وحركة «حماس» بتسليم المطلوب خالد مسعد (السيد)، رغم أن هذه العملية تمت بهدوء ولم يرافقها أو يليها أي رد فعل مباشر من بعض المجموعات التي كانت تؤوي مسعد. إلا أن المخاوف من تفاعلات أمنية لها بقيت مخيّمة على عين الحلوة، خصوصاً في ظل ما تم تناقله من بيانات تحريض على العصبة وحماس، وكذلك بعد ما جرى مساء الاثنين من إشكال بين العصبة وعائلة الأفندي على خلفية تسليم السيد، تطور لإطلاق نار وأوقع إصابتين طفيفتين، وما سبقه ورافقه وأعقبه ولا يزال، من انتشار أمني كبير لعناصر العصبة في محيط مقراتها وعلى طول مسارات تنقلاتهم وأماكن اجتماعاتهم.. وهو الأمر الذي أبقى الوضع في المخيم على حاله من الترقب والحذر.
وبحسب أوساط فلسطينية مقربة من عصبة الأنصار، فإن بعض المتضررين والمستائين من تسليم مسعد حاولوا توجيه رسالة بهذا المعنى الى العصبة، لكنهم فوجئوا برسالة أقوى منها من خلال هذا الانتشار العسكري الكبير وغير المسبوق لعناصرها في المخيم مؤكدة صوابية الخطوة التي أقدمت عليها مع حركة حماس بتسليم المذكور. 
وما عزز موقف العصبة أكثر، ما تلقته من تأييد لبناني ودعم فلسطيني لخطوة التسليم من القوى الإسلامية الفلسطينية وقوى التحالف وأنصار الله، وأيضاً من دعم وترحيب وتنويه بالخطوة من فصائل منظمة التحرير ومن حركة فتح والسلطة الفلسطينية. وعلمت «المستقبل» في هذا السياق أن سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور أجرى اتصالاً بمسؤول عصبة الأنصار، أبو طارق السعدي، مُثنياً على تسليم مسعد وواضعاً إمكانيات الأمن الوطني الفلسطيني بتصرف العصبة في حال احتاجت لأي مساعدة أمنية. 
ورغم أن البعض يرى أن تسليم مسعد وبالطريقة التي تمت فيها العملية وبالدور الذي لعبته العصبة وحماس قد يؤسس لمرحلة جديدة في المخيم لجهة قيام تحالفات جديدة أو لعب قوى معينة فيه أدوار على حساب أخرى، فإن كثيرين يعتبرون بالمقابل أن هذه العملية ستدخل المخيم في حقبة جديدة من التعاطي مع بعض الحالات الأمنية الشاذة أو الخارجة عن الإجماع الفلسطيني، وبالتالي، فإن هذا الأمر سيعزز ويقوي هذا الإجماع الذي ظهر جلياً من خلال مواقف مختلف القوى الفلسطينية التي عبّرت عن دعمها لخطوة التسليم باعتبار أن الرابح الأول والأكبر هو المخيم وأمنه واستقراره وقضايا اللاجئين المحقة والعلاقة المميزة القائمة على الثقة والاحترام مع الدولة اللبنانية.
الوضع الأمني في المخيم المتأثر بتفاعلات تسليم مسعد، دفع بأعلى مسؤولة دولية في لبنان، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، سيغريد كاغ، لتأجيل زيارة كان مقرراً أن تقوم بها الثلاثاء الى عين الحلوة.
جولة مدير «الأونروا»
الى ذلك، زار مدير عام الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني مدينة صيدا، حيث التقى رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة في ثكنة زغيب العسكرية، بحضور مدير منطقة صيدا في الأونروا الدكتور ابراهيم الخطيب. وجرى البحث في أوضاع اللاجئين في مخيمات الجنوب وفي عمل وبرامج الأونروا على هذا الصعيد.
كما التقى كوردوني رئيس بلدية صيدا محمد السعودي. وزار بعدها مدرسة عكا التابعة للأونروا في صيدا القديمة وتفقد مركز أكاديمية القيادة والتواصل – علا التابعة لمؤسسة الحريري في المدينة القديمة.

المصدر :رأفت نعيم - المستقبل