الثلاثاء 1 آذار 2016 11:27 ص

المهاجرون يحاولون اقتحام سياج على الحدود اليونانية المقدونية


حاول مئات المهاجرين امس اقتحام حدود مقدونيا من معبر ايدوميني اليوناني حيث يتواجد اكثر من ستة الاف شخص عالقين بعد اغلاق معابر عدة دول في البلقان، فيما انتقدت المانيا دولا اوروبية لتركها اثينا تغرق في الفوضى.
 وفي مؤشر على تزايد الانقسامات داخل الاتحاد الاوروبي، نددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بسلسلة القيود التي فرضتها النمسا ودول في البلقان قائلة ان من شأنها اغراق اليونان في فوضى المهاجرين.
واطلقت الشرطة المقدونية الغاز المسيل للدموع على مجموعة من 300 سوري وعراقي حاولوا اقتحام السياج الحدودي بين اليونان ومقدونيا عند معبر ايدوميني ومنعتهم من دخول اراضيها.
 وهتف المتظاهرون «افتحوا الحدود» فيما استخدمت مجموعة من الرجال شارات الطرق الحديدية لهدم جزء من السياج الشائك، ما دفع الشرطة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع لمنعهم من العبور.
 واصيب 30 شخصا على الاقل من بينهم اطفال، في التدافع الذي نجم عن ذلك ما استدعى تقديم الاسعافات الاولية لهم، بحسب منظمة اطباء بلا حدود. وتقول مقدونيا ان احد عناصر شرطتها اصيب بجروح استدعت نقله الى المستشفى.
ووقعت المواجهات بعد ساعات على سماح مقدونيا لحوالى 300 سوري وعراقي بعبور الحدود الاثنين قبل ان تغلقها مجددا امام الالاف.
 وبعد القيود التي فرضتها الاسبوع الماضي النمسا وكرواتيا وسلوفينيا، الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، وكذلك مقدونيا وصربيا، والتي حددت عدد المهاجرين المسموح بعبورهم اراضيها، حذرت اليونان من ان عدد العالقين على اراضيها قد يرتفع الى 70 الف مهاجر في اذار مقابل 22 الفا حاليا.
وامس انتقد مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين تزايد «الكراهية» تجاه المهاجرين، مؤكدا انهم لا يشكلون تهديدا على المجتمعات المحلية.
وقال ان «مواصلة بناء جدران في وجه هؤلاء اليائسين هو عمل وحشي».
وبدأت الازمة الحالية بعد اعلان النمسا انها فرضت في 19 شباط حصصا تحد دخول المهاجرين الى اراضيها بثمانين يوميا لطالبي اللجوء و3200 مهاجر يعبرون اراضيها اي قرابة 1،2 مليون شخص في السنة.
وقالت ميركل خلال برنامج تلفزيوني على شبكة «ايه ار دي» العامة  «لان النمسا حددت سقفا بدخول 80 مهاجرا يوميا وليس اكثر، وصلنا الى الوضع الحالي» معتبرة ان هذه الخطوة والقيود على الحدود في البلقان تركت اليونان في فوضى.
واضافت «عندما يصر بلد على وضع معين على حدوده، يعاني بلد اخر، هذه ليست اوروبا التي اعرفها».
وقالت «اعتبر انه لا يمكن ان نتحرك بشكل نتخلى فيه عن اليونان. لذلك سنناقش الاثنين المقبل (7 اذار موعد قمة الاتحاد الاوروبي) كيفية اعادة ترميم نظام شنغن خطوة خطوة مع اليونان» مشيرة الى انها على اتصال بصورة منتظمة برئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس.
واعلنت المفوضية الاوروبية انها تعمل على وضع «خطط طوارئ» لمساعدة اليونان وعدد من دول غرب البلقان على استيعاب اللاجئين. وصرحت ممثلة المفوضية مينا اندريفا للصحافيين في بروكسل «نحن نستخدم جميع الادوات التي لدينا لنعالج الاحتياجات الطارئة بما في ذلك توسيع قدرات الاستقبال وادارة الحدود وتوزيع اللاجئين». واليونان هي بوابة الدخول الى اوروبا للمهاجرين ولا سيما السوريين الفارين من النزاع في بلادهم والقادمين من تركيا. والمانيا هي الوجهة الاخيرة لمعظم هؤلاء المهاجرين الراغبين في طلب اللجوء.
وعلى الارض واصل الاف الاشخاص التجمع عند معبر ايدوميني على امل ان يفتح مجددا بعد الاحتجاجات التي دفعت بعشرات الاشخاص وبينهم نساء واطفال الى ان يستلقوا على خط سكك الحديد حاملين لافتات كتب عليها «افتحوا الحدود» و»نحن بشر، ولسنا حيوانات».
 وسمحت مقدونيا لمجموعة ثانية من 300 شخص بالدخول مساء السبت كما اعلنت الشرطة اليونانية.
ومقدونيا هي الدولة الاولى على طريق البلقان، ويعبرها المهاجرون الذين يصلون إلى الجزر اليونانية من السواحل التركية في طريقهم الى أوروبا الوسطى والشمالية. وقالت ميركل في المقابلة «هل يمكن أن تعتقدوا فعلا ان دول منطقة اليورو كافحت حتى النهاية من اجل ان تبقى اليونان في منطقة اليورو حتى نترك في النهاية اليونان تغرق بعد سنة في الفوضى؟»
لكن النمسا سارعت الى الرد ورفضت انتقادات برلين واثينا. وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر ان فيينا: «لا تتلقى درسا من احد» بالنسبة لازمة الهجرة.
 وقالت الوزيرة لوكالة الانباء النمسوية: «لا نتلقى درسا من احد في هذا الملف» مذكرة بان بلادها كانت بعد السويد، الدولة التي استقبلت اكبر عدد من المهاجرين نسبة لعدد السكان ضمن دول الاتحاد الاوروبي.
وذكرت ميكل-ليتنر بان المانيا هي التي بدأت اعتبارا من كانون الاول فرز المهاجرين على الحدود النمسوية لكن بدون اعلان ذلك.
وقالت الوزيرة ان فيينا وجدت نفسها حينئذ مضطرة لايواء وتامين المواد الغذائية بشكل طارئ لقرابة 18 الف مهاجر يريدون التوجه الى المانيا ما شكل «ضغطا كبيرا».
ومنذ الاول من كانون الثاني اعادت المانيا اكثر من ستة الاف مهاجر الى النمسا رغم عمليات الفرز التي تجريها فيينا بحسب وزارة الداخلية النمسوية.  وبعدما استقبلت 90 الف طالب لجوء السنة الماضية اي اكثر من 1٪ من عدد سكانها، اعلنت النمسا انها مستعدة لاستقبال ما يصل الى 37 الفا و500 لاجئ اضافي هذه السنة لكن ليس اكثر من ذلك.
وفي اثينا عقد الوزراء اجتماعا طارئا لتحديد طرق التعامل مع الازمة.
وبسبب اعداد اللاجئين التي تفوق طاقاتها، اعلنت وزارة الهجرة عن تعليق مؤقت لدخول الاعلاميين الى مراكز التسجيل.

المصدر : جنوبيات