الأربعاء 3 كانون الأول 2014 10:34 ص

محافظ الجنوب منصور ضو يرعى توقيع كتاب الإعلامي هيثم سليم زعيتر "الجنوب وتحديات التنمية" في جزين


* جنوبيات

تحت رعاية وحضور محافظ لبنان الجنوبي الأستاذ منصور ضو، وقّع الإعلامي هيثم سليم زعيتر كتابه "الجنوب وتحديات التنمية"، في قاعة الاحتفالات في اتحاد بلديات منطقة جزين – السراي الحكومي في جزين.
حضر الاحتفال إلى ضو، ممثّل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد سيمون وهبي، الوزير والنائب السابق إدمون رزق، ممثّل النائب بهية الحريري رئيس "جمعية تجّار صيدا وضواحيها" علي الشريف، ممثّل راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد الأب سليمان وهبي، ممثّل الأمين العام لـ "تيار المستقبل" في لبنان أحمد الحريري أمين عام نقابة المعلّمين في لبنان وليد جرادي، قائمقام جزين الدكتورة هويدا الترك، قائد الدرك السابق العميد صلاح جبران، قائمقام مرجعيون وسام حايك، السفير عبد المولى الصلح، قنصل ساحل العاج في لبنان رضا خليفة، عميد رؤساء البلديات في الجنوب جرجي حداد "أبو عجاج"، وعدد من رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية ومخاتير منطقة جزين وفاعليات.
* بعد النشيد الوطني اللبناني، تحدّث رئيس "اتحاد بلديات منطقة جزين" خليل حرفوش فقال: "نرحّب بالإعلامي هيثم زعيتر، الذي يُصدِر لنا في كل مرّة كتاباً قيّماً يوثّق فيه معلومات هامة، خاصة لمَنْ يتعاطى بالشأن العام والسياسي في المنطقة".
وأضاف: "منذ أنْ انتُخبنا شكّلنا لجاناً للمجتمع المدني، بهدف إشراك هذا المجتمع في نشاطات الاتحاد في سبيل إنماء المنطقة وتحسين واقعها، وأنْ يكون كل شخص معني بتطويرها، وقرّرنا أنْ يكون هناك فرع للثقافة بحيث يصبح الأمر مُتاحاً لعرض منشورات أو كتب أو نشاطات فنية وثقافية وتراثية، انطلاقاً من ذلك نستضيف الإعلامي هيثم زعيتر مع كتابه الجديد "الجنوب وتحديات التنمية"، الذي يوثّق فيه لمرحلة هامة من تاريخ المنطقة، وهي عبرة لكل شخص يعمل في الشأن العام، بأنّه لا يوجد شخص يثبت على كرسي ويجب أنْ تكون لدينا روح رياضية وتقبّل الخسارة كما الربح، وأنْ نتعاون لأنّنا كأشخاص نرحل ويبقى الوطن لنا جمعياً، وعلينا أنْ نترك العالم بأفضل ممّا أخذنا، وهو ما أخذته مثلاً مبدئياً في حياتي. علينا أنْ نترك لبنان وجزين أفضل.. الله أعطانا منطقة حلوة علينا أنْ نحافظ عليها ونثبّت أهلها فيها، ونحن نؤمن بأنّ السلطة خدمة وهي عبرة، ويوجد أشخاص وراء المراكز لأهداف معينة، وهدفي هو الخدمة، وأتمنّى من الجميع أنْ يكون لديهم ذات الهدف".
وقال حرفوش: "بعدما وجدنا أنّ المستوى الثقافي في تراجع، والشباب يلتهي بكثير من الأمور، ما عدا التاريخ والتراث، قرّرنا إنشاء متحف لتاريخ منطقة جزين، ويكون أمامه مركز ثقافي للمعارض واللوحات، سيستضيف المركز الثقافي والمتحف كل نشاط تاريخي، وسيكون المركز معروفاً بإسم "مقهى النبع"، بعدما أهّلنا النبع وأنجزنا مشروع تأهيل الشارع التراثي والمرحلة المقبلة ستكون تجهيز المتحف، على أنْ يتبع ذلك استملاك بعض المنازل وتحويل الحي إلى حي تراثي، حيث بإمكان السائح التعرّف على الحقيقة الجزينية، ونقوم حالياً بالتجهيز لنشاط ثقافي سيُقام خلال الصيف المقبل في "قصر الدكتور سمير سرحال" ويحمل إسم "مهرجان جزين للفنون"، ويتضمّن معرض لوحات فنية وكتب وسهرات موسيقية راقية".
* وتحدّث محافظ الجنوب منصور ضو، فقال: "هذا الكتاب يوثّق لدور البلديات والإدارات في الجنوب، وللمرّة الأولى يصبح الأمر مُتاحاً للناس للاطلاع على تفاصيل عمل البلديات والإدارات، ويتحدّث عن الجنوب بكل تفاصيله خاصة بعد الاحتلال الإسرائيلي وكيف جرت الانتخابات البلدية وانتخابات الاتحادات".
ورأى أنّ "البلديات في لبنان هي مظهر وحيد من مظاهر اللامركزية الإدارية، قبل وثيقة الوفاق الوطني، بعد التعديلات الدستورية في "اتفاق الطائف"، أصبحت هي أحد مظهرين من مظاهر اللامركزية، حيث عمل اتفاق الطائف على توسيع نطاق اللامركزية الإدارية، بإنشاء مجالس في الأقضية ووسّع الصلاحيات في الأقضية لتكون برئاسة القائمقام وهي وجه من أوجه اللامركزية فتصبح بمستوى القضاء".
وأشار إلى أنّه في الآونة الأخيرة تردّد كلام حول اعتماد اللامركزية الإدارية، فالعمل البلدي ليس جديداً في لبنان، وقد كانت أول بنية للعمل البلدي منذ عهد الأتراك، وأول بلدية بالمعنى الصحيح أنشأها متصرّف لبنان داوود باشا، قبلها كان هناك مجلس ولاية بيروت، لكن لم يكن لديه سوى أربع صلاحيات، هي: إنارة الشوارع وتنظيفها وكنس وجمع النفايات.
وأوضح أنّه "جاء العمل البلدي، وكانت أول بلدية في دير القمر في عام 1861، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم توالى إنشاء البلديات، لكن للأسف من خلال التجربة والممارسة نرى أنّه لا تراث للعمل البلدي طوال تلك السنوات، وما زلنا بحكم الضرورة في كل مرّة يُطبق فيها القانون منذ العام 1977، ونصف هذا القانون مُقر منذ أكثر من 30 عاماً، بالتأكيد تغيّر الكثير بالنسبة للبلديات".
وأشار إلى المشكلة الأساس وهي الكادر الذي يتولّى العمل البلدي، لأنّه ليس هناك تراكم خبرات، وليست هناك متابعة أو تنسيق أو تدريب، فلم تعد البلدية بشكل عام جهاز مترابط ومتناسق.
وقال المحافظ ضو: "في كتاب الأستاذ هيثم زعيتر، الذي يتحدّث فيه "الجنوب وتحديات التنمية"، التنمية كلمة كبيرة وفضفاضة، نحن لم نمتلك الوقت لتنسيق جهاز بقوانين وأنظمة حديثة لمواكبة ما يُسمّى بالتنمية، ونتمنّى أن يكون هناك أشخاص أهل لتولّي العمل البلدي بعيداً عن الانتماءات السياسية والعائلية".
وختم: "الأستاذ هيثم زعيتر دائماً يفاجئنا بغزارة إنتاجه، هناك شيء في المطبعة، وشيء على طريق المطبعة، وشيء تحت التجهيز، فنحن نشكره على توثيقه للأشياء التي لها علاقة بالأمور الحكومية، والتي تهم المواطنين والمسؤولين كي تصبح سهلة التناول بين أيدي الناس. نحن نشكرك وإن شاء لله من عطاء إلى عطاء".

*ثم تحدّث مؤلِّف الكتاب الإعلامي هيثم زعيتر، فقال: "هذا اللقاء هو لتوقيع كتاب البلديات "الجنوب وتحديات التنمية"، وهو حفل التوقيع رقم 29 في كتبي الخمس، وهو يصادف ذات اليوم 29 الشهر. كم هي سعادتي كبيرة أنْ أكون في جزين عروس الشلال، لأنّه عندما تقدّم الإنسان لعروس يقدّم أفضل ما لديه، وها نحن في جزين نسعى إلى تقديم الأفضل. جزين بما تشكّل من نقطة تواصل ما بين الجنوب بمختلف أقضيته والجبل والبقاع ومحافظة النبطية، هذا النموذج الطبيعي التي هي كما اخضرار جبالها طيبة أهلها المضيافون، وكما تحافظ على التراث من حِرف السكاكين والملاعق والخناجر والسيوف لتقول أهلاً ومرحباً لمَنْ يقصدها ضيفاً عزيزاً والسيوف والخناجر لمَنْ يحاول المس أو يفكّر بذلك".
وتابع: "جزين لنا معها ذكريات وكانت البداية في حزيران 1999 عندما عادت الدولة إلى جزين، ولم تكن جزين بعيدةً عن الدولة التي غابت عنها لسنوات، لذلك كانت بداية التحرير إلى الجنوب في أيار 2000 من جزين، ويومها التقينا بالريّس "أبو عجاج" مع أهل جزين على معبر كفرفالوس".
وأضاف: "نجحت جزين في مقاومة الاحتلال، وأيضاً كان لها دور في موضوع التنمية، ولذلك كم هو حريٌّ أنْ تخطُوَ الدولة اللبنانية خطوات هامة في مجال التنمية المناطقية لرفض هذه المناطق، وهنا لا بد من أنْ نستعيد بالذاكرة الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذي خطى خطوة أولى نحو الدولة، يوم لم يكن في سدة الحكم عندما أنشأ منشآت كفرفالوس بما تشكّله من أمن واستقرار لأبناء المنطقة، تأكيداً على التواصل بين جزين وصيدا، لذلك كان الاحتلال يعبث بهذه المنشآت ليشكّل حجرة عثرة في وجه الاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أنّ كتاب "الجنوب وتحديات التنمية" هو تأكيد على دور الجنوب في مواجهة الحرمان والإهمال ودور البلديات الذي تعدّى ليكون ليس عملاً بلدياً مقتصراً على الانتخابات التي تُطوّى صفحتها في اليوم التالي، بل بتقديم الخدمات، واليوم في هذه المرحلة نجد أنّ هناك مهام جسّاماً للبلديات وهي ليست التنمية بل الاستثمار في الأمن حفاظاً على واقع هذه البلدات لمؤازرة الجيش اللبناني الوطني بقيادة العماد جان قهوجي الذي يقدّم التضحيات، والذي يستنزف ليس فقط في مواجهة العدو الصهيوني بل في مواجهة شبكات التجسّس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية.
واعتبر أنّ "ما أحوجنا في مثل هذه الأيام إلى أخذ نموذج جزين بصفاء تلالها الشامخة مع هطول الثلوج في هذا العام، وإلى تأكيد العيش المشترك مع صيدا والجنوب، وهو نموذج مُصغّر عن المجتمع اللبناني مع سعادة محافظ الجنوب الأستاذ منصور ضو، الذي ليس بغريب عن العمل الإداري فهو يعرف هذه المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن يوم زار العديد من بلدياتها كمفتش لذلك يعرف مكان الخلل ومكان الإنجازات والحاجات وهو مع تسلّمه مهامه في محافظة الجنوب يعني أنّ شاباً أمامه مجال العمل والاستفادة من خبرات الخيّرين في هذا المجال، وبالتعاون هنا في جزين مع سعادة القائمقام الدكتورة هويدا الترك واتحاد بلديات جزين واتحاد بلديات جبل الريحان والمخاتير لا بد من أنْ نثمر عملاً إيجابياً كما في بعض المناطق الحريصة على التعاون في ما بينها".
وختم زعيتر: "أشكر لكم حضوركم، ونشكر رئيس "اتحاد بلديات منطقة جزين" خليل حرفوش، الذي منذ أنْ انتُخِبَ رئيساً للبلديات أصبح يعمل بخدمة البلدة والبلدية، وأيضاً الاتحاد على الرغم من أنّ الاتحاد فيه توزّع واختلاف في وجهات النظر السياسية، لكن لا بد من أنْ نشهد له بما يقوم به من مناقبية".
ثم وزع زعيتر للحضور كتابه الذي يقع في 468 صفحة من القطع الوسط.
 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات