الاثنين 25 كانون الأول 2017 19:45 م

شيخ العراقيب: لن أساوم على ذرة تراب!


أكد شيخ قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، جنوبي الداخل المحتل، التي هدمتها السلطات الصهيونية 122 مرة لغاية الآن، صيّاح الطوري، تمسكه الشديد بأرضه وأرض آبائه وأجداده، متحديا قرار محكمة الصلح الإسرائيلية في بئر السبع الذي صدر، أمس الأحد، وفرض عليه السجن الفعلي لمدة 10 أشهر و5 أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 36 ألف شيقل أو تستبدل بـ120 يوما من السجن.

وتحاكم المؤسسة الاسرائيلية شيخ العراقيب في عدة ملفات، وتتهمه بـ"السطو والاعتداء على أراضي دولة" في حين تكرر جرائم هدم المساكن وتجريف الأراضي وقلع الأشجار والاعتداءات على الأرض التابعة له ولعائلته في العراقيب، ويطالب العدو من الطوري وأبناء بلدته بدفع غرامات تزيد عن مليوني شيقل تغطية لتكاليف الهدم الصهيوني لقريتهم.

ورافق قرار المحكمة بسجن الشيخ الطوري، قرار بإبعاده عن قريته العراقيب إلى حين النظر في الاستئناف على القرار غدا الثلاثاء، حيث قدم المحامي شحدة بن بري استئنافا للمحكمة المركزية، مساء أمس، ضد قرار إبعاد الطوري عن قريته لحين البت في الاستئناف على قرار سجنه.

وقال الشيخ صياح الطوري، صباح اليوم الإثنين، إن "السجن والإبعاد لا يعني شيئا أمام المطلب الحق وهو التمسك بالأرض والدفاع عنها. أرضنا أغلى ما نملك ولن نتنازل عنها مهما فعلوا، فهي أرض الآباء والأجداد وجزء من أرضنا العربية الفلسطينية، وهي أرض وقف لا تباع ولا تشترى".

وأشار إلى أن "السلطات الإسرائيلية تريد منا أن نصل إلى المحكمة بخصوص الملكية وقد أفرغت العراقيب من أهلها، كي تبرر مزاعمها بالملكية، عندما رأت أن العراقيب تشكل شوكة في حلقها لجأت إلى فرض السجن علي، ولكننا مستمرون بالنضال رغم كل القرارات المجحفة التي لا ترهبنا".

وعن قرار المحكمة بسجنه قال إن "هذا القرار الجائر عنصري ومجحف بحق أهل العراقيب والنقب وكل المواطنين العرب الفلسطينيين، فلا يعقل أن تقوم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة نتنياهو برفع قضية ملكية أرض على صاحب الأرض، دون أن تنتظر حتى مداولات المحاكم بخصوص أحقية الملكية. هدموا العراقيب 122 مرة وفرضوا علينا غرامات باهظة لنرفع أيدينا ونيأس، ولكن هذا لن يكون ونحن مستعدون لدفع ضريبة التمسك بالأرض والوطن بإذن الله".

وأضاف الطوري أن "حكومة إسرائيل تريد سلبنا الأرض، وقد خيرتهم بعدما عرضوا علينا دفع مبلغ ألفي و500 شيقل كتعويض مقابل كل دونم أن أدفع لهم 3 آلاف شيقل ويتركونا وشأننا، فقالوا إنه تعلمنا أن نأخذ ولا نعطي الشعب العربي الفلسطيني أي شيء".

وشدد على أن "إسرائيل لا تملك أي إثباتات ووثائق ومستندات حول ادعاءاتها بملكيتها للأرض. نحن نملك كواشين ومستندات تثبت ملكيتنا للأرض من الأجداد والآباء، منذ عهد الدولة العثمانية والانتداب البريطاني في فلسطين، وهي موثقة في عامي 1905 و1929 ووالدي وأعمامي قاموا بتجديد وتسجيل الوثائق التي تثبت ملكيتنا للأرض. وأؤكد أنه بعد صدور قرار تسوية الأرض ومسحها في النقب حضر مسؤول إسرائيلي في 3.9.1973 لمسح الأرض التابعة لعشيرة الطوري في العراقيب وكتب أن هذه الأرض وبحسب الصورة الجوية في العام 1936 كانت 75% منهل مزروعة وليس كما يدعون اليوم بأنها كانت متروكة".

وعن أرض العراقيب، قال الشيخ الطوري، إن "هذه الأرض التي تمتلكها عشيرتنا، الطوري، فيها 6 آبار مياه حُفرت في العام 1913 وأقامت العشيرة في العام 1914 مقبرة لدفن موتانا. لقد زرعنا أرضنا بالزيتون والصبر والتين والخروب والعنب، واقتلعت المؤسسة الإسرائيلية 4500 شجرة بهدف طمس معالم الشعب العربي الفلسطيني في النقب. لن نيأس ولن نترك أرضنا ومعنوياتنا ستبقى عالية لأننا أصحاب الحق وأصحاب الأرض الأصلانيين".

وعن وقوف القوى الوطنية مع العراقيب، أكد أن "النواب العرب وكافة القوى الوطنية وطاقم المحامين الذي ضم شحدة بن بري، يوسف النصاصرة وخالد الزبارقة والقوى المناهضة للصهيونية وقفوا بكل جرأة وبشكل مشرف إلى جانب قضية العراقيب ونضال أهلها. نحن الآن في خيمة الاعتصام أمام مركز الشرطة في رهط ويشاركنا العديد من الأهالي لنرفع صوتنا عاليا ضد الظلم، وعلى العالم أن يعرف أن القانون الإسرائيلي لا يحمي المواطن العربي وبأن إسرائيل تهدم بيوتنا وتجرف وتسلب أرضنا وتغرمنا لتغطية جرائم هدم منازلنا، ويحق لنا أن نسأل أين العالم من حرب الجرافات المعلنة على النقب من قبل حكومة إسرائيل المتطرفة برئاسة نتنياهو؟".

وختم شيخ العراقيب بالقول إن "الموت أهون علي من التنازل عن أرض أبائنا وأجدادنا. طلبت أن يعتقلوني فورا بعد صدور قرار المحكمة، أمس، لأنني لا يمكن أن أقبل بإبعادي عن العراقيب. نحن ننتظر قرار المحكمة المركزية التي ستنظر في الاستئناف، غدا، على قرار محكمة الصلح ولا نأمل من القضاء الإسرائيلي الكثير. ونحن نعوّل على نضالنا وصمودنا ونؤمن أن أرضنا، أرض فلسطين، وقفية لا تباع ولا تشترى. ولذلك أموت دون أن أساوم على الأرض ولن أتنازل عن ذرة تراب. وما يزيد من عزيمتنا وإصرارنا على التمسك بأرضنا وحقنا وقوف الوطنيين الشرفاء في النقب وكافة أراضي الـ48 معنا دفاعا عن أرضنا العربية الفلسطينية".

المصدر :وكالات