الجمعة 25 أيار 2018 15:17 م

الوزير المشنوق على لائحة المبعدين... والبديل المستقبلي جاهز للداخلية


* جنوبيات

لم يكن صعبا لمن تابع جلسة انتخابات المجلس ملاحظة ان وزير الداخلية نهاد المشنوق كان متجهم الملامح وانه عبر امام رئيس الحكومة سعد الحريري بدون ان يلقي عليه التحية، اكثر من ذلك فان وزير الداخلية غادر الجلسة بدون ان ينتخب نائب رئيس مسجلا تغريدة ضد ايلي الفرزلي ولطشة لمن شارك في جلسة انتخاب غازي كنعان.

تصرف المشنوق هذا يعني ان الوزير السابق للداخلية مستاء من اكثر من جهة وغير راض عن تصرفات الفريق السياسي الذي ينتمي اليه والتموضع الجديد لرئيس الحكومة. الواضح ايضا ان المشنوق الذي بق بحصة في وجه رئيس تيار المستقبل لم يستوعب قرار المستقبل وبقي يراهن حتى الساعات الاخيرة على تغيير او حدث ما يثني الحريري عن قرار فصل النيابة عن الوزارة.
لا يريد نهاد المشنوق الذي تعود على الصخب السياسي وعلى المواجهة ان يغادر مقعده الوزاري بدون افتعال الضجة وبدون "طنة ورنة"، فوزير الداخلية الذي شغل الناس وملأ الدنيا في الوزارة السيادية القوية فاجأته صدمة تيار المستقبل بفصل النيابة عن الوزارة فقرر انه لم يسمع هذا القرار الا من خلال الاعلام، ليستتبع بموقف كان له صدى قويا في جلسة انتخاب رئاسة المجلس النيابي وهيئته العامة عندما غادر الجلسة مغردا عن الوصاية السورية وحقبة كنعان، فما الذي اراده المشنوق وهل قرر فعلا ان يتمايز فلا يلتزم ليفتح على حسابه ام ان المشنوق سيكون في غضون الايام المقبلة قادرا على استيعاب صدمة رئيس المستقبل والسير مجددا وفق ما تقتضيه مصلحة التيار الذي يحرص عليه المشنوق وعلى رئيسه خصوصا وان وزير الداخلية كان من اشرس المدافعين عن الحريري والمتابعين لمصيره في ازمة 4 تشرين الثاني في السعودية.
بالطبع لم يحتج المشنوق الى جهد كبير ووقت طويل ليفهم انه المستهدف الاساسي من قرار فصل النيابة عن الوزارة وبانه سيكون على لائحة المبعدين الجدد من تيار المستقبل خصوصا ان الوزير المشنوق بحسه السياسي كان يستشعر كما يقول العارفون محاولات لابعاده من وزراة الداخلية ومحاولات حثيثة لتجهيز خلفه حيث ان البديل صار وفق المستقبليين معروفا في وزارة الداخلية في الحكومة المقبلة، فوزير الاتصالات جمال الجراح يجهز نفسه منذ فترة لهذه الحقيبة التي ستؤول اليه في حال بقيت الداخلية من حصة المستقبل وهي على الارجح ستبقى. أضف الى ذلك فان عدة عوامل ساهمت في قرار المستقبل فصل النيابة عن الوزارة وجعلت الحريري يسير في طريق الاستغناء عن العديد من القيادات المستقبلية وصقور التيار، فرئيس المستقبل لم يتخذ القرار فجأة وبدون دراسة والقرار ليس جديدا بل كان الحريري يحتفظ به في ادراج بيت الوسط بانتظار اللحظة الملائمة، واستكمالا لمسلسل الاقالات والاستقالات من التيار بعد الانتخابات النيابية.
ثمة من يعتبر ان ما لم يفعله الحريري في موضوع الاقالات والاعفاءات فعله بقراره فصل النيابة عن الوزارة، وهكذا سيكون الحريري اقصى وزراءه الاقوياء وقطع الطريق امام الفائزين من النواب الى الوزارة ليستطيع فيما بعد توزير المبعدين من الانتخابات او من وضعوا على الرفوف حتى يأتي موعد تشكيل الحكومة، وثمة من يعتبر ان الحريري بقراره اصاب عدة عصافير بحجر واحد، فالوزير نهاد المشنوق صار اكبر من حجمه الحقيقي بالنسبة الى المستقبل والى الرئيس الحريري بالذات، فالرجل يملك كل المواصفات لاي موقع وصار الآمر والناهي لدى المستقبل في المفاصل السياسية والملفات وبالتالي فان بقاءه بهذه القوة سيشكل عبئا مستقبليا على رئيس الحكومة، عدا ان الحريري الذي وجد نفسه قادرا على قبول استقالة نادر والموافقة عليها هو بدون شك لن يجد مشكلة في الاستغناء عن المشنوق او وضعه بالتصرف لبعض الوقت علما ان العلاقة بحسب مقربين لم تكن على ما يرام بسبب تراكم الخلافات بين رئيس الحكومة ووزير الداخلية حيال بعض الملفات او المقاربة السياسية لبعض القضايا، اضافة الى عدم رضى الحريري عن طريقة المشنوق وادائه في الانتخابات بعدما فاز نائب حزب الله أمين شري بالمقعد الاول في بيروت الثانية وحل المشنوق سادسا.
بدون شك فان رئيس تيار المستقبل لديه خطط في الموضوع الحكومي تقتضي توسيع رقعة التوزير ليشمل وزراء من الاطراف من حصة عكار وطرابلس اولا والبقاع، فالوزير السابق جمال الجراح حجز مقعدا في الحكومة الارجح انه للداخلية باتفاق قديم وتنسيق جرى مع الحريري واقتضى عدم ترشحه للانتخابات، والوزير السابق محمد الصفدي الذي انسحب من الانتخابات لصالح الحريري وما يقرره في انتخابات الشمال هو ربما من العائدين الى الحكومة والا سيكون هناك خيار مصطفى علوش.
واذا كان المشنوق صار خارج التركيبة الوزارية المقبلة لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه خارج دائرة القرار بالمستقبل، فالحريري يجري عملية تبديل وتغيير في مواقع قياداته لمواكبة مرحلة مختلفة في السياسة، وقد قيل الكثير عن استقالة نادر الحريري قبل ان يتم رصد نادر في الكثير من الحلقات الضيقة مع سعد الحريري وقبل ان تتم مشاهدته يدخل الى افطار بعبدا برفقة رئيس الحكومة وسيقال الكثير عن "حرد" المشنوق قبل ان تعود الامور الى مجاريها الطبيعية بين الوزير ورئيس الحكومة.

 

المصدر : جنوبيات